السباق نحو رئاسة حزب المؤتمر الوطني الافريقي بجنوب افريقيا : رامافوزا يعزز تقدمه بالرغم من عدم ضمانه للفوز بشكل نهائي

                                       ++ عبد الغني عويفية ++

 جوهانسبرغ –  حصل نائب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا على دعم أغلبية فروع حزب المؤتمر الوطني الافريقي المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، في تطور سيمنحه امتيازا كبيرا يخول له الجلوس على كرسي رئاسة هذا الحزب الذي يقرر  مصير شعب جنوب افريقيا منذ نهاية نظام الفصل العنصري “أبارتايد” قبل 23 سنة.

  ومع ذلك، فإن هذا التقدم لايضمن بشكل قاطع فوز هذا السياسي (65 سنة)، الذي يواجه منافسا شرسا وقويا في شخص نكوسازانا دالاميني زوما الرئيسة السابقة لمفوضية الاتحاد الافريقي والزوجة السابقة لرئيس الجمهورية جاكوب زوما.

   ويتعين على حزب نيلسون مانديلا انتخاب خلف للرئيس جاكوب زوما خلال المؤتمر 54، الذي سيقام بجوهانسبرغ من 16 إلى 20 دجنبر.

   وتفيد الأرقام التي نشرتها تسع هياكل إقليمية لحزب المؤتمر الوطني الافريقي، أن رامافوزا يحظى بدعم 1862 فرع في مقابل تأييد  1309 فرعا لمنافسته.

  وتمثل أصوات هذه الفروع  نحو  90بالمئة من مجموع الأصوات التي سيتم التعبير عنها خلال التصويت الذي سيقام بمناسبة انعقاد المؤتمر، وذلك مع مشاركة 5240 مندوب.

   وإضافة إلى هاته الأصوات، ستضاف أصوات الهياكل القيادية للمؤتمر الوطني الأفريقي، ورابطات النساء والشباب وقدماء المحاربين بالحزب.

   ويمثل هذا الأمر تحديا أساسيا، حيث أن الفائز في هذا السباق سيكون مرشح المؤتمر الوطني الأفريقي لرئاسة  البلاد بمناسبة الانتخابات العامة التي ستعقد في 2019.

   وبحسب المحللين السياسيين، فإن ترشيحات فروع حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، تعد مؤشرا قويا للتوجهات داخل الحزب، ولكنهم يحذرون من جهة أخرى من أن نائب رئيس الجمهورية رامافوزا لم يحسم أمر فوزه بعد.

   ومع ذلك، يعد رامافوزا المرشح المفضل في الأوساط الاقتصادية، بدليل الإستجابة الإيجابية لعملة جنوب أفريقيا (الرند)، للدعم المقدم لترشيحه على مستوى الفروع.

   وعقب نشر معلومات حول تقدم رامافوزا، استعاد الرند مكانته أمام الدولار الأمريكي، بواقع 13.46 مقابل 14 خلال الأيام القليلة الماضية.

   وضمن رامافوزا أيضا مساندة (كوساتو) أقوى المركزيات النقابية في جنوب أفريقيا، والتي تشكل مع الحزب الشيوعي ركائز التحالف الثلاثي الذي مكن المؤتمر الوطني الأفريقي من أن يضمن تواجدا مريحا في السلطة منذ نهاية نظام الفصل العنصري “أبارتايد” سنة 1994.

   ويتوقع المحللون أن تزيد جماعات الضغط من وتيرة ضغوطها في غضون الأيام القليلة المتبقية قبيل انعقاد المؤتمر الإنتخابي للحزب. وتشير المحللة السياسية ميلاني فيرورد، إلى أنه بإمكان الضغوضات على مندوبي المؤتمر التأثير على العملية الإنتخابية.

    ويؤكد مسؤولو حزب المؤتمر الوطني الافريقي، ومن ضمنهم الأمين العام للحزب غويد مانتاشي، أن المؤتمر الإنتخابي سيمر في ظروف جيدة، وان المشكل المطروح يتجلى في تحسين صورة هذا الحزب التاريخي الذي قاد كفاح شعب بأكمله من أجل التحرر من نير نظام الفصل العنصري “أبارتايد”.