التكوين المسرحي بمثابة قناة للتعريف بأهمية الفنون في حياة الفرد والمجتمع

(حوار : جمال الدين بن العربي)

ورزازات – قال المخرج المسرحي المغربي أمين ناسور إن التكوين المسرحي، سواء بالنسبة للمحترفين أو الهواة، بمثابة قناة للتعريف بأهمية الفنون في حياة الفرد والمجتمع.

واعتبر أمين ناسور، وهو أستاذ لمادة الإلقاء بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الدورة ال11 لمهرجان “أماناي” الدولي للمسرح بورزازات (من 27 إلى و31 مارس الجاري)، أن التكوين المنفتح على الهواة يعطي نتائج مهمة جدا، خاصة أنه يوجه الفرد نحو تبني الإيجابية في الحياة والواقعية في التعامل مع ذاته ومجتمعه.

وشدد ناسور، الذي يشغل منصب نائب الكاتب العام الوطني للنقابة المغربية لمهنيي فنون المسرح، على أن التكوين المسرحي للفنانين المحترفين يعتمد على المقاربات الأكاديمية.

وعن التنسيق بين الفنانين المحترفين والهواة في الأعمال المسرحية، أكد المخرج ناسور أنه أعطى نتائج إيجابية، مشيرا إلى تجربته الفنية التي اتسمت باختيار ممثلين هواة، خضعوا للتكوين المسرحي، وإشراكهم في أعمال مسرحية لقيت نجاحا في العديد من المهرجانات الوطنية.

وذكر بتجربته في إخراج مسرحيات عرفت صعود ممثلين إلى خشبة المسرح لأول مرة مثل المغنية هند نباكو، مبرزا أن الأمر يندرج في إطار مشروع مشترك مع السينوغرافي طارق الربح.

وأكد ناسور، الذي قام بإخراج العديد من الأعمال المسرحية، أن الأمر يتعلق بمشروع يتم الاشتغال عليه منذ أربع سنوات، حيث بدأ في الحسيمة مع فرقة “إتيفسوين” للمسرح الأمازيغي عبر ثلاثية مسرحية مكنت من تكوين مجموعة من الممثلين والممثلات الذين استمروا في العمل المسرحي.

وأوضح أن العمل استمر ببني ملال من خلال مشروع، يمتد على سنتين، انطلق مع مسرحية “شابكة” وسيتواصل مستقبلا بمسرحية “شاعلة”، مضيفا أن مسرحية “الخالفة” التي قدمت بالحسانية مكنت من الفوز بالجائزة الوطنية الكبرى للمسرح.

واعتبر مخرج مسرحيات “كلام الصمت” و”المبروك” و”شابكة” و”الخالفة” أن ورشة إعداد الممثل، التي يشرف عليها في إطار فعاليات مهرجان “أماناي” الدولي للمسرح، لا تقتصر فقط على الممثلين المحترفين، بل منفتحة على جميع الطاقات الشابة المهتمة بالمسرح.

وأبرز أن التكوين المسرحي مدرسة للحياة ولا يقتصر فقط على التقنيات الاحترافية، حيث يلقن كيفية التعامل مع المجتمع والشعور بالثقة في النفس وسبل محاربة التوتر، “وهي قضايا نفسية لا يمكن علاجها إلا من خلال المسرح”.

وأضاف أن هذه الورشة تحاول أن تقرب أبجديات الفن المسرحي إلى المتلقي عبر مجموعة من التمارين التي تستوعب جميع الأهداف المرجوة، مبرزا أنها مؤشر لقياس قدرات الشباب الابداعية وتمكنهم من التعرف واكتشاف مواهبهم الذاتية.

وأكد أن المهرجانات المسرحية، سواء كانت مهتمة بالهواة أو المحترفين، تحتاج إلى تنظيم ورشات تكوينية من أجل تربية الذوق الفني لدى المستفيدين منها.

وشدد على أن “المهرجانات تحتاج أيضا إلى جمهور يتذوق الفن، وإذا لم يتم الاهتمام بتكوينه فلن يكون هناك متابعين جيدين لفقراته”، مشيرا إلى أن “الفن له دور محوري في حياة الفرد، لأن المواطن يحتاج إلى تملك الذوق الفني من خلال الفنون، وبالتالي فإن الورشات التكوينية لا ينبغي أن تنظم بشكل مناسباتي، بل باستمرار بهدف تقريب الثقافة والفن من المواطن”.

ودعا المخرج المسرحي المغربي إلى تبني سياسة ثقافية أفقية بمشاركة جميع القطاعات المعنية بالفن والثقافة والتعليم، مشددا على ضرورة تلقين التلاميذ والطلبة تكوينا فنيا في المدارس والجامعات من أجل التأسيس لشباب صالحين في المجتمع.

كما أكد أمين ناسور على أهمية قيام الجماعات المحلية بدعم العمل المسرحي في إطار تقريب الفن والثقافة من المتلقي.