رمضان بطعم خاص بالنسبة لمسلمي بلجيكا

رمضان بطعم خاص بالنسبة لمسلمي بلجيكا

الأربعاء, 29 أبريل, 2020 - 12:37

— بقلم: عفاف رزوقي —

بروكسيل – يجد مسلمو بلجيكا، الذين اعتادوا على قضاء شهر رمضان المبارك في جو من المودة والتآزر، أنفسهم في وضع غير مسبوق، هذه السنة، بسبب تدابير الحجر الصحي التي فرضتها حالة الطوارئ الصحية المتعلقة بوباء فيروس كورونا المستجد.

وفي هذا السياق الاستثنائي، ليس بوسع مسلمي بلجيكا سوى التحلي بالصبر كأفضل وسيلة تمكنهم من تمضية هذا الشهر الفضيل في الحجر الصحي، وسط جو من الهدوء والسكينة.

وفي هذه الأوقات العصيبة، أصدرت الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا، سلسلة من الإرشادات والتوصيات لمساعدة المؤمنين على قضاء شهر رمضان تحت شعار “الحكمة والصبر والتضامن”.

وبما أن المساجد ستظل مغلقة أمام المصلين، فإن الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا تؤكد أن صلاة التراويح لا يمكن تأديتها سوى في المنازل، مع أفراد الأسرة الذين يعيشون تحت سقف واحد.

وسيكون على مسلمي بلجيكا تناول وجبة الإفطار في المنزل مع أفراد الأسرة الذين يعيشون مع بعضهم البعض، بينما يحظر توجيه الدعوة للأقارب والأصدقاء والجيران، وكذا تجمعات ما بعد الإفطار.

ويحاول مسلمو بلجيكا، الذين يقابلون هذا الحظ السيئ برحابة الصدر، التأقلم مع هذا الظرف الصعب من أجل تمضية هذا الشهر المبارك في أفضل الظروف الممكنة.

وحسب جمال هباشيش، إمام مسجد ببروكسيل، فإن مسلمي بلجيكا تغلبوا على خيبة الأمل والإحباط ليروا في هذه الفترة الصعبة فرصة فريدة للرجوع إلى الوراء، وإعادة التركيز على أولوياتهم والاقتراب من الله عز وجل.

وأوضح السيد هباشيش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه، وحتى إذا كانوا مجبرين على تغيير مجموعة من العادات بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي، وحظر التجمعات وإغلاق المساجد، فلا شيء يمنعهم من التزود الروحي، وتأدية صلواتهم وطقوسهم الدينية.

وأضاف أن مسلمي بلجيكا يستغلون هذه الفترة من الحجر الصحي للتركيز بشكل أكبر على جوهر هذا الشهر، المتمثل في التأمل والعبادة والتقوى وتعزيز الروابط الأسرية، مشيرا إلى أنه ومن أجل مصاحبة المؤمنين، يقوم المسجد الذي يتولى فيه الإمامة ببث كبسولات فيديو يومية بصفحته على الفيسبوك، لتمكين المؤمنين من النصائح الدينية وتزويدهم بالدعم الكفيل بجعلهم يعيشون روحانيتهم على الوجه الأكمل.

وأبرز السيد هباشيش، وهو أيضا المدير السابق لاتحاد مساجد بروكسيل، أن التكنولوجيات الجديدة جاءت كمنقذة عبر تمكينها مسلمي بلجيكا من البقاء على اتصال مع أحبائهم والسماح لهم بالخروج من العزلة والوحدة.

كما أشاد، من جهة أخرى، بالزخم التضامني الاستثنائي لأفراد الجالية المغربية وروح التعاطف التي أبانوا عنها في هذا السياق الخاص، مشيرا إلى أنه بفضل التبرعات والمبرات الخيرية التي تعكس روح التماسك الخاصة بهذا الشهر المبارك، يتم توزيع الوجبات والرزم الغذائية كل يوم على الناس الأكثر عوزا والأشخاص بدون مأوى.

وبالنسبة له، على الرغم من تدابير التباعد الاجتماعي والقيود المفروضة بغية الحد من انتشار الفيروس، إلا أن هذه الأزمة الصحية عززت قيم التضامن والمساعدة المتبادلة وعززت روابط مغاربة بلجيكا مع بعضهم البعض.

لذا، فإن أبناء الدين الواحد من المغاربة يحاولون التكيف مع هذا الواقع الجديد وتغيير عاداتهم الرمضانية، لكن من دون الاستغناء، بطبيعة الحال، عن تقاليد المطبخ والأطباق الشهية التي تمنح خصوصية هذا الشهر المقدس.

وحتى مع اقتصارهم على الدائرة الأسرية المحدودة، فإن مغاربة بلجيكا يسعون جاهدين إلى استعادة أجواء رمضان المغربية، من أجل كسر الرتابة وتناسي الشعور بالحنين إلى الوطن، ولو للحظات. ولهذه الغاية، فإنهم يجدون متنفسا لهم في العديد من المحلات التجارية المملوكة لأفراد الجالية المغربية، حيث يمكنهم الحصول على جميع المنتجات التي يحتاجونها لتحضير الأطباق الرمضانية الشهيرة.

ومن أجل تجنب أي مخاطر صحية خلال هذه الفترة بالذات، تدعو الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا، مع ذلك، إلى أن يتخذ الصائمون احتياطاتهم أثناء التنقل قصد اقتناء حاجياتهم، مع حثهم على احترام مسافة التباعد الاجتماعي، وتجنب البقاء حتى نهاية اليوم للقيام بالتسوق قصد تجنب الطوابير الطويلة أمام المحلات التجارية.

وفي هذا السياق بالذات، ظهرت العديد من المبادرات الرامية إلى تمكين مسلمي بلجيكا من التسوق بكل أمان، وبما يتفق مع الضوابط الصحية. وهكذا، أطلقت شركات متخصصة في الحلول المتنقلة “Click & Collect”، مواقع للقيام بالطلبيات عبر الأنترنيت دون اتصال مباشر، وذلك بمناسبة شهر رمضان. ومن خلال البحث في كل مدينة، يمكنهم بسهولة العثور على جميع المحلات التجارية الكبرى ومحلات الجزارة والخبازة والحلويات، فضلا عن المتاجر الموجودة بالقرب من منازلهم.

وإذا كانت أزمة فيروس كورونا المستجد قد بعثرت العادات الرمضانية لمسلمي بلجيكا، فإن ميزتها تتمثل في تمكينهم من استيعاب المعنى العميق للصوم والغاية الحقيقية من هذا الشهر الفضيل، بعيدا عن التجاوزات التي تتعارض مع القيم السمحة للدين الإسلامي الحنيف.

 

اقرأ أيضا

كرة القدم النسوية.. المنتخب المغربي داخل القاعة يفوز مجددا على نظيره لغرينلاند (7-5)

الأحد, 16 يونيو, 2024 في 16:23

فاز المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم داخل القاعة، مجددا، على منتخب غرينلاند (7-5)، في مباراة الترتيب من أجل احتلال المركز الخامس، التي جمعتهما اليوم الأحد، ضمن دوري دولي تحتضنه مدينة بوريك بكرواتيا إلى غاية 17 يونيو الجاري.

ميناء المهدية: انخفاض الكميات المفرغة من منتجات الصيد البحري بـ33 في المائة عند متم شهر ماي الفارط (مكتب)

الأحد, 16 يونيو, 2024 في 16:09

انخفضت الكميات المُفرغة من منتجات الصيد الساحلي والتقليدي على مستوى ميناء المهدية بنسبة 33 في المائة عند متم شهر ماي الفارط، لتبلغ 5 آلاف و47 طنا، مقابل 7 آلاف و519 طنا خلال نفس الفترة من سنة 2023، حسبما أفاد به المكتب الوطني للصيد.

مراكش: تنظيم النسخة الأولى لمنتدى السياحة والرياضة والتنمية المستدامة

السبت, 15 يونيو, 2024 في 20:32

شكل موضوع “المغرب: ما وراء الحدود الرياضية، رحلة سياحية نحو التميز العالمي ما بعد كأس العالم 2030” محور النسخة الأولى من منتدى السياحة والرياضة والتنمية المستدامة، نُظم اليوم السبت بمراكش.