“الواقعية” شعار المنتخب الأمريكي لعبور مجموعة الموت في المغامرة البرازيلية

بقلم .. عادل بلمعلم

واشنطن – يستهل المنتخب الأمريكي لكرة القدم رحلته في المونديال البرازيلي الاثنين القادم من مدينة ناتال بمواجهة غانا، تحت شعار “الواقعية” في مجموعة أطلق عليها المتابعون مجموعة الموت، والتي تضم أيضا منتخبي ألمانيا والبرتغال.
ويخوض الأمريكيون هذه المباراة، وهم يحملون في أذهانهم ذكريات سيئة بسبب الهزيمتين اللتين مني بهما منتخبهم أمام النجوم السوداء (بلاك ستارز) خلال كأسي العالم لسنتي 2006 و2010، لكنهم يبدون أكثر ثقة في قدرة الفريق على محو آثار هذا الماضي السيء، والبصم على انطلاقة جيدة في رحلة محفوفة بالمخاطر، في انتظار العملاقين الألماني والبرتغالي.
ويرى الألماني يورجن كلينسمان، المدير الفني للمنتخب الأمريكي، الذي يشرف على الفريق منذ سنة 2011، أن المهمة لن تكون سهلة، لأن الأمر أشبه بمباراة سد، مؤكدا أن “الأمر يعتمد علينا. غانا تمتلك الكثير من اللاعبين الموهوبين وهم عناصر قادرة على الحاق الضرر إذا منحتهم الفرصة”.
وحذر كلينسمان من الإفراط في التفاؤل بمسار فريقه في مونديال البرازيل، قائلا “بالنسبة لنا الحديث عن الفوز بكأس العالم هو أمر غير واقعي”، مضيفا أنه “يجب أن نتحلى بالواقعية. كل عام نصبح أكثر قوة. لا نرى أنفسنا مستضعفين. نحن لسنا كذلك. سنحاول الفوز على غانا وسيحاول الفريق المنافس الفوز علينا. ستكون مباراة مثيرة ثم سنبدأ من هناك.”
وفي تعليقها على المشاركة الأمريكية في المونديال البرازيلي، اعتبرت الصحف الأمريكية أن أصدقاء الحارس تيم هوارد مدعوون إلى خوض مباراة العمر أمام الغانيين الذين لن يكونوا لقمة سائغة، قبل مصارعة البرتغاليين والألمان من أجل العبور إلى الدور الثاني.
وكتب موقع (فوكس سبور.كوم) أن الفريق الأمريكي سيواجه “شياطينه” خلال نهائيات كأس العالم، عندما يقابل الغانيين والألمان، مشيرة إلى أن أصدقاء كلنت ديمبسي لديهم أفضل فرصة للانتقام من زملاء فيليب لام وأسامواه جيان، اللذين أخرجوهم من المنافسات العالمية على التوالي خلال سنتي 2002 و2010.
لكن (فوكس سبور) تساءلت، بالمقابل، عن مدى توفر الأمريكيين على الوسائل الضرورية لرفع مثل هذا التحدي.
من جانب آخر، اعتبر المحللون وخبراء الكرة المستديرة بالولايات المتحدة أنه يتعين على المنتخب الأمريكي أن يستفيد من “نقط قوة” الفريق الغاني، لاسيما على مستوى طريقة لعبه الهجومية. وقال اللاعب الدولي الأمريكي السابق جيف أغوس، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم، إن “اللعب الهجومي للغانيين سلاح ذو حدين”، مضيفا أنه يتعين على المهاجمين الأمريكيين الاعتماد على الهجمات المرتدة وعدم تضييع الفرص المتاحة.
وكانت التصريحات التي أدلى بها كلينسمان إلى صحيفة (نيويورك تايمز) مؤخرا حول عدم قدرة فريقه على الفوز بكأس العالم، قد أثارت غضب الكثيرين، الذين وصفوها بأنها “انهزامية” و”غير أمريكية”.
وإذا كانت هذه التصريحات لم ترق الكثيرين، فإنها كانت محط إشادة من قبل البعض، الذين وصفوها ب”الموضوعية”، لا سيما الصحفي الرياضي بريان ستروس، الذي اعتبرها “تقييما صادقا” للاعب ألماني قدير ومدير فني محترم وقف عن قرب على مستوى تطور كرة القدم ببلد لم تتجاوز علاقته بالكرة المستديرة ربع قرن من الزمن.
وكانت أفضل نتيجة للمنتخب الامريكي في نهائيات كأس العالم عندما وصل إلى دور الثمانية سنة 2002.