البكالوريا : محطة أساسية للانطلاق نحو المستقبل

(إعداد نادية الغزاوي)

الدار البيضاء  – بلغ التلاميذ المترشحون لامتحانات البكالوريا، هذه الأيام، محطة حاسمة وأساسية بشأن مسارهم الدراسي، والتي تؤهلم للظفر بشهادة، تمثل نقطة انطلاق حقيقية وجواز سفر يقودهم صوب المستقبل.

يتعلق الأمر باختبار أساسي، وجسر للعبور، وشهادة رفيعة لها رمزيتها الحقيقية، والتي تتفرع إلى شقين .. تتويج المسار الدراسي الثانوي، وهو ما يتيح الولوج إلى عالم الجامعة والمدارس العليا، فضلا عن تكريس النجاح وتجاوز الفشل، وتفادي نظرات التشفي التي تصدر أحيانا عن بعض المحيطين.

وعلى الرغم من الشعور الذي يكتنف بعض الناس والذي يميل إلى التقليل من شأن وقيمة هذا الدبلوم ، فإن البكالوريا، التي تتوج سنوات من الجهود في المجال الدراسي، ليست غاية في حد ذاتها، ولكنها نقطة انطلاق حقيقية نحو المستقبل، كما تقول التلميذة ( ياسمين)، مترشحة لامتحان البكالوريا على مستوى ثانوية الخنساء بالدار البيضاء، والتي تتطلع إلى الحصول على هذه الشهادة بميزة حسن جدا .

وقالت إن هدفي هو الحصول على الدبلوم خلال الدورة العادية وبميزة جيدة، وهو ما سيفتح الأبواب في وجهي نحو المستقبل، لافتة إلى أن هذه الميزة هي إحدى المعايير الأولى التي تسمح بالقبول في المدارس الكبرى.

لا يوجد بديل آخر عن ذلك ، كما تقول ، لهذا السبب تحديدا يتعين بذل كل الجهود من أجل عبور هذا الجسر عن جدارة واستحقاق .

وفي الاتجاه الآخر ، يرى التلميذ ( ياسر ) عكس ذلك ، معتبرا أن البكالوريا هي اختبار مرهق، تستدعي التعاطي معه بجدية من قبل جل المترشحين، هو الذي يقر بأنه يخشى الامتحان ، ويأمل أن تكون استعدادته للامتحان كافية، معربا في الوقت ذاته عن أمله في ألا تكون الاختبارات صعبة للغاية.

وأضاف أنه اضطر إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية للتغلب على النقص الذي يشعر به في بعض المواد خاصة في الرياضيات، المادة التي تقض مضجعه، كما قال .

وفي السياق ذاته، قال التلميذ (عمر) إن المشكلة ليست في الاختبارات في حد ذاتها، ولكن في المرحلة التي البكالوريا لأن هناك مجموعة من الاختيارات، ومن المهم جدا التفكير بشكل جيد واتخاذ القرار الصائب، مشيرا إلى أنه يتطلع إلى متابعة دراسته في مجال الهندسة، لأنه يريد أن يفتخر به والده، الذي له مستوى عال من الدراسة.

وتابع أنه من المفيد، بالنسبة لأي شخص، أن يتعرف مسبقا على آفاق وإمكانيات متابعة الدراسة داخل الوطن أوخارجه، مؤكدا أن مصدر القلق بالنسبة له ، هو عدم قدرة والدته على فراقه .

وتقول سارة ، المرشحة الحرة التي لم تتمكن من الظفر بشهادة البكالوريا العام الماضي ، إنها نجحت حاليا في التغلب على فشلها، وتغمرها ثقة كبيرة في قدرتها على الحصول على شهادة البكالوريا، لافتة إلى أن الأمر يتعلق بسباق محموم مطبوع بالتوتر.

وقالت في هذا السياق إنها “عملت على تدبير هذا التوتر .. والأهم هو الحصول على هذا الدبلوم النفيس ، لأن بدونه لن يكون أي شيء ممكنا بالنسبة لي “.

وبشكل عام، فإن البكالوريا تعتبر مرحلة مهمة في حياة الطالب ، وهي تمثل جسرا لولوج حياة الأشخاص البالغين، وبالتالي يتعين الاستعداد لها بشكل صحيح، لأنه سيكون لها تأثير كبير على الاختيارات المتعلقة بالدراسات العليا، وهو ما أسر به مدرس لمادة الرياضيات بالدار البيضاء.

وحسب المعطيات الإحصائية لوزارة التربية الوطنية، حول هذا الاستحقاق الوطني الهام، فإن عدد المترشحات والمترشحين لاجتياز اختبارات الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا، على المستوى الوطني ، بلغ مايفوق 518 ألف مترشحة ومترشحا، مقابل أزيد من 441 ألف السنة الماضية، بنسبة زيادة بلغت 17.5 في المائة.

أما على مستوى جهة الدار البيضاء سطات، فقد بلغ عدد المترشحات والمترشحين لاجتياز اختبارات الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا،، برسم دورة يونيو 2021 ، أزيد من 110 آلاف.

وحسب الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة، فإن عدد المترشحات والمترشحين لاجتياز اختبارات الدورة العادية لهذا الامتحان الوطني الموحد والتي ستجرى أيام 08-09 و10 يونيو 2021، بالنسبة للقطب العلمي والتقني والمهني ويومي 11-12 يونيو 2021 بالنسبة لقطب الآداب والتعليم الأصيل ممدرسين وأحرارا، يبلغ 110022 مترشحة ومترشحا منهم 75992 من المتمدرسين بنسبة 69,07 بالمائة (56% عمومي و47%خصوصي) نسبة الإناث منهم ناهزت 49.06 %.