أثينا تحتفل بالذكرى ال41 لربيعها

(من المراسل الدائم للوكالة : عبد الرزاق طريبق)

أثينا- وسط إجراءات أمنية مشددة تحتفل اليونان، اليوم الاثنين، بالذكرى ال41 للانتفاضة ضد الطغمة العسكرية والتي قادها آنذاك طلبة جامعة البوليتكنيك بأثينا، وأفضت إلى زوال سبع سنوات من الحكم العسكري المدعم من طرف الولايات المتحدة، وإقرار الديموقراطية.
وانتشرت وحدات من 7000 شرطي في وسط العاصمة ومحيط المنشآت الكبرى كالبرلمان والحكومة ومقر وزارة المالية، ثم جامعتي القانون والاقتصاد والتجارة، علاوة على مبنى السفارة الأمريكية والذي تسير إليه سنويا المظاهرات المقامة بالمناسبة للتنديد بسياسة واشنطن المدعمة للحكم العسكري الدكتاتوري وقبضته الحديدية.

وأعلن المتظاهرون الذين بدأوا في الساعات الأولى من نهار اليوم يحتشدون أمام مبنى الجامعة الوطنية للتقنيات (مدرسة أثينا للبوليتكنيك سابقا) عن فتح أبواب الجامعة أمام الجماهير إلى غاية الساعة الواحدة بعد الزوال، قبل بدء المسيرة التقليدية لمقر السفارة الأمريكية وسط أثينا في الساعة الثالثة بعد الزوال.

وانطلقت انتفاضة الطلبة في عام 1973 من مدرسة أثينا للبوليتكنيك، وتحولت مظاهرة شعبية حاشدة ضد الطغمة العسكرية التي حكمت البلاد من 1967 إلى 1974.

وعرفت هذه الانتفاضة أوجها يوم 14 نونبر 1973، وانتهت بحمام دم في الصباح الباكر من 17 نونبر بعد سلسلة أحداث ابتدأت بدخول الدبابات للحرم الجامعي في مدرسة البوليتكنيك، وخلفت مصرع ثلاثين شخصا وجرح المئات.

وأصبحت ذكرى 17 نونبر من كل سنة عيدا مدرسيا تتوقف خلاله الدراسة بالمدراس والثانويات والجامعات.

وتخشى السلطات من أن تتحول المظاهرات التقليدية لهذه السنة إلى موجة غضب تؤججها الأوضاع الاقتصادية المتردية لليونانيين الذين يعيشون منذ ست سنوات تحت سياسة تقشف صارمة تسببت في النقص من الأجور بأزيد من 30 في المائة، وارتفاع البطالة الى 27 في المائة، وارتفاع مديونية البلد الى 170 في المائة من الناتج الداخلي الخام.

وقالت وسائل الإعلام المحلية إن أوامر أعطيت للحيلولة دون وصول المتظاهرين الى المقرات الحكومية أو السيطرة على الجامعات.

وبلغ غضب الطلبة أوجه الاسبوع الماضي عندما أقدمت بعض الجامعات على إغلاق أبوابها أمام الطلبة للحيلولة دون اعتصامهم بداخلها.

واستقدمت الشرطة للحيلولة دون دخولهم الى الجامعات ما تسبب في مواجهات عنيفة جرح خلالها طالبان واستخدمت خلالها القنابل المسيلة للدموع.

وتعد مدرسة أثينا للبوليتكنيك حاليا مركزا للحشد الجماهيري ضد السياسات الحكومة الخاضعة لإملاءات الترويكا (البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي) والتي منحت اليونان حزمة من 240 مليار أورو من أجل انقاذ اقتصادها المتهاوي، مقابل تطبيق سياسات تقشف صارمة.

وتطغى الشعارات المناوئة للترويكا وسياسة الحكومة المحافظة على احتجاجات ومظاهرات هذه السنة، التي رفعت فيها لافتات كبيرة تحمل عبارات “لا أمل” و”لا فرص للعمل” و”لا مستقبل”.

وينتقد المتظاهرون كون الأموال الكبيرة التي حصلت عليها البلاد من الترويكا “تم تبذيرها ولم يستفد منها سوى الأغنياء” كما أن الفساد يعشعش بقوة في مفاصل البلاد.

وتصدرت أخبار هذه الذكرى الصحف الصادرة اليوم، وكتبت (دو فيما) أن المدن اليونانية تعرف إجراءات أمنية مشددة تحسبا للمظاهرات المرتقبة والتي ستعرفها شوارع أثينا وبالقرب من السفارة الأمريكية.

فيما كتبت (كاثيمينيري) أن 7000 من قوات الأمن تم نشرها في وسط أثينا، كما سيتم إغلاق عدد من الطرقات لتفادي أي انزلاقات خصوصا وأن الاحتفالات تأتي في جو مشحون داخل الجامعات وعلى خلفية الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد.

وأضافت أن هذا الاحتفال يأتي في جو مشحون بعد مظاهرات الأسبوع الماضي وتدخل أمني عنيف في حق الطلبة الذين تظاهروا ردا على إعلان مديري جامعة أثينا وجامعة الاقتصاد بأثينا عن إغلاق وقائي للمؤسستين خوفا من إقدام الطلبة على الاعتصام داخلهما، وتطويق أبواب الجامعتين من قبل قوى الأمن ما أثار غضب الطلبة الذين دخلوا في مواجهات مع قوى الأمن.

بالتزامن مع هذه الذكرى، عرف البرلمان اليوناني، خلال الأسبوع الماضي، جلسة صاخبة حول الوضع في الجامعات.

وانتقد المتحدث باسم تحالف القوى اليسارية الراديكالية (سيريزا)، وهو أبرز حزب في المعارضة والذي ترشحه استطلاعات الرأي لقيادة الحكومة في حال إجراء انتخابات سابقة لأوانها، الإجراءات الحكومية ضد الطلبة، وقال إنها “تذكر بالماضي الأليم، وبالدكتاتورية البغيضة، وتمثل استفزازا تجاه شبابنا وتجاه النضال ضد الدكتاتورية وإقرار الديمقراطية”.

فيما رد عليه نواب حزب الديمقراطية الجديدة (محافظ) الحاكم بأن سيريزا يشجع “الإرهاب والاعتصامات الفوضوية”.