المخرج المصري مروان حامد في “الفيل الأزرق”: تجربة جريئة للمزج بين أنواع سينمائية مختلفة

(بقلم كوثر كريفي)

مراكش – استطاع بموهبته ومهاراته وأسلوبه الاخراجي الذي يتميز بالجرأة أن يصنع له اسما وسط كبار المخرجين، فبعد نجاحه في إخراج أفلام متميزة في السنوات الأخيرة، يقدم المخرج المصري الشاب مروان حامد رؤية جديدة لرواية ”الفيل الأزرق” في فيلم يحمل العنوان نفسه، يشارك هذه السنة في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الرابعة عشر.
يجد المشاهد مروان حامد الذي يؤمن بأن العدو الرئيسي للفن هو الرتابة، مبتعدا في هذا الفيلم عن الواقعية التي ميزت فيلميه السابقين “عمارة يعقوبيان” و”إبراهيم الأبيض”، حيث يقدم عملا فنيا مغلفا بالغموض والتشويق والخيال.
وبخصوص هذا العمل الفني، أكد مروان حامد في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ما جذبه إلى رواية ”الفيل الأزرق” هو ما تحفل به من أحداث شعر أنها تصلح لأن تكون عملا سينمائيا ينهل من البعد البصري للنص. وقد وجد في هذا النص مجالا سريدا للجمع بين أنواع فيلمية مختلفة، من فانتازيا وإثارة وقصة عاطفية.
وقال إنه يرى هذا الفيلم من منظور إنساني من خلال شخصية البطل يحيى راشد، معتبرا أن هذا العمل الفني تجربة إنسانية تناولت مجموعة من المشاعر كالندم والغفران.
وأضاف مروان حامد الذي يستهويه تحويل الروايات إلى أفلام، أنه يحب خوض مغامرات سينمائية جديدة ومخالفة كل التوقعات مع كل عمل جديد.
وعن فريق العمل، عبر مروان حامد عن سعادته بالعمل مع النجم المصري كريم عبد العزيز الذي قدم دورا جديدا ومختلفا عما قدمه في أعمال فنية سابقة، مشيرا إلى أن مشروع التعاون كان حلما لهما تحقق مع “الفيل الأزرق”.
وأبرز أن النجم كريم عبد العزيز أبدى حماسا كبيرا لأداء شخصية يحيى راشد عندما عرضت عليه الفكرة حيث لم يتردد أبدا في خوض المغامرة، كما أنه حضر لهذه الشخصية حوالي خمسة أشهر.
أما بالنسبة للفنان خالد الصاوي فقال إن “الفيل الأزرق” هو الفيلم الثاني الذي يجمعه به بعد فيلم ”عمارة يعقوبيان”.
وأشار إلى أن هذا الفيلم صور خلال سبعة أسابيع في سياق مطبوع بأحداث الثورة المصرية، وأنه تم توقيف التصوير عدة مرات إلى درجة أصبح فيها فريق العمل غير متأكدا هل سيكتمل الفيلم أم لا.
وأعرب المخرج مروان حامد عن سعادته بمشاركة فيلم “الفيل الأزرق” في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، معتبرا أن التواجد بهذه التظاهرة السينمائية “حدث” مهم في حد ذاته.
ومن جهة أخرى اعتبر تكريم واستقبال الجمهور للنجم المصري عادل إمام “لحظة عظيمة” للسينما المصرية ككل.
وقد ولد المخرج مروان حامد عام 1977 . كان البيت الفني الذي نشأ فيه دافعا حقيقيا لتحريضه على الإبداع، فهو نجل المؤلف وحيد حامد.
علاقته بالسينما بدأت مع التحاقه ومن ثم تخرجه من المعهد العالي للسينما عام 1999، وعمل كمساعد مخرج مع المخرجين سمير سيف وشريف عرفة.
بالرغم من قلة أعماله الفنية، إلا أن مروان حامد قام بإخراج مجموعة من الأعمال السينمائية التي لن تنساها ذاكرة المشاهد ، ففي بداياته أخرج الفيلم القصير ”أكان لابد أن تضئ
النور يا لي لي ”، وهو فيلم مقتبس عن قصة قصيرة تحمل العنوان نفسه للكاتب الراحل يوسف إدريس، ثم كانت الخطوة الأهم في مشواره في عام 2006 بإخراج فيلم “عمارة يعقوبيان” بطولة نخبة من الفنانين في مقدمتهم عادل إمام. كما شارك في إخراج مسلسل ”لحظات حرجة”.
وفي ثاني فيلم له قام بإخراج فيلم ”إبراهيم الأبيض” عام 2009 من بطولة الفنان أحمد السقا ومحمود عبد العزيز وهند صبري وعمرو واكد.
وتكشف اختيارات مروان حامد الفنية عن وجود حدس فني يمكنه من استشعار القيمة الكامنة في العمل الروائي، لذلك قرر خوض تجربة إخراج فيلم ”الفيل الأزرق” الذي قام ببطولته إلى جانب كل من كريم عبد العزيز وخالد الصاوي، النجمتان نيللي كريم ولبلبة.