فاس .. لجنة تتبع وتقييم برنامجي ترميم المعالم التاريخية ومعالجة البناء المهدد بالانهيار بمدينة فاس تعقد اجتماعها الثالث

فاس- عقدت اللجنة المركزية للتتبع والتقييم الخاصة ببرنامجي ترميم المعالم التاريخية ومعالجة البناء المهدد بالانهيار بالنسيج التاريخي لمدينة فاس يوم الثلاثاء اجتماعها الثالث الذي خصص لتقييم تقدم الأشغال في مختلف الأوراش التي تندرج في إطار هاتين الاتفاقيتين اللتين تصل تكلفتهما المالية الإجمالية إلى 5 ر 615 مليون درهم . 

ويندرج هذا الاجتماع الذي ترأسه السيد محمد نبيل بنعبد الله وزير السكنى وسياسة المدينة بحضور كل من وزير الثقافة السيد محمد أمين الصبيحي ووالي جهة فاس بولمان عامل عمالة فاس السيد محمد دردوري وممثلي باقي الشركاء القطاعيين في سياق العناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذين البرنامجين الرائدين .
ويأتي عقد الاجتماع الثالث لهذه اللجنة المركزية الذي حضره ممثلو مختلف الشركاء وهم وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بعد مرور سنتين على الاتفاقيتين اللتين تهمان برنامجي ترميم المعالم التاريخية ومعالجة البناء المهدد بالانهيار بمدينة فاس، والتي تم التوقيع عليهما أمام أنطار صاحب الجلالة يوم 4 مارس 2013 .
وأكد السيد محمد نبيل بنعبد الله وزير السكنى وسياسة المدينة على الأهمية التي يكتسيها تنفيذ هذين البرنامجين اللذين يعتمدان مقاربة ترتكز على الالتقائية وعلى رؤية مستقبلية مندمجة وشمولية تروم بالخصوص تأهيل هذه الفضاءات التاريخية والمعالم الحضارية لتعلب دورها كاملا في تحقيق التنمية المحلية لمدينة فاس .
وأوضح أنه على مستوى برنامج إعادة ترميم المعالم التاريخية والمآثر الحضارية فإن الأشغال تسير بوتيرة متسارعة بناء على الالتزامات التي أخذها جميع الشركاء القطاعيين على عاتقهم حين تقديم هذه المشاريع أمام أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس .
وأكد في هذا الإطار أن الأشغال انطلقت في 26 معلمة تاريخية من أصل 27 معلمة التي يشملها هذا البرنامج، مشيرا إلى أن نسبة الإنجاز جد متقدمة في مختلف هذه المشاريع التي من المقرر أن تنتهي الأشغال بها مع متم السنة الجارية مما يؤكد على الجدية التي تباشر بها الأشغال من طرف جميع المتدخلين والشركاء .
أما بالنسبة لبرنامج البنايات المهددة بالانهيار، فأوضح وزير السكنى وسياسة المدينة أن الأشغال بوشرت في 677 بناية توجد في وضعية تردي من أصل أزيد من 1200 بناية وذلك وفق مقاربة جديدة اعتمدتها وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس التي تشرف على هذا المشروع والتي ترتكز على إشراك الساكنة وجعلها تقوم بنفسها بعمليات الترميم والإصلاح بتأطير تقني ودعم مالي من طرف الوزارة وباقي الشركاء المنخرطين في هذه المبادرة .
وثمن السيد محمد نبيل بنعبد الله هذه المقاربة الجديدة للتدخل المعتمدة على إشراك المستفيد كصاحب المشروع والتي مكنت من الرفع من وتيرة الإنجاز وتأمين ظروف السكن بالنسبة ل 1200 أسرة، مضيفا أنه سيتم إعطاء الانطلاقة ل 1000 عملية جديدة مع اواخر السنة الحالية .
وأوضح أن هذه الدينامية الجديدة ستمكن من إنعاش المقاولات الصغرى في مجال تقوية البنايات المهددة بالانهيار وترميمها وكذا من خلق العديد من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة مشيرا إلى ان هذه الدينامية تهم 71 مقاولة جديدة تشتغل حاليا في الأوراش المفتوحة منها 22 مقاولة تم إحداثها سنة 2013 بينما يقدر عدد أيام العمل المترتبة إجمالا عن هذا البرنامج بحوالي 540 ألف يوم عمل.
ومن جهته، أكد السيد فؤاد السرغيني المدير العام لوكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس أن حصيلة الإنجازات في البرنامجين معا موضوع الاتفاقيتين الموقعتين خلال شهر مارس من سنة 2013 تبقى مشرفة على اعتبار أن الأشغال بجل المعالم التاريخية قد أخذت وتيرة متسارعة إذ انطلقت الأشغال ب 26 معلمة تاريخية من أصل 27 بينما يعرف برنامج البنايات المهددة بالانهيار تقدما كبيرا في الأشغال التي انطلقت في 677 بناية في وضعية متدهورة من أصل أزيد من 1200 بناية .
وقال إن عمليات إصلاح وترميم المعالم التاريخية التي يشملها هذا البرنامج ستنتهي مع نهاية السنة الحالية بينما يتوقع أن تنتهي الأشغال بالبرنامج الخاص بالبنايات المهددة بالانهيار سنة 2017 .
وأشار إلى أن المقاربة التي تم اعتمادها لتنفيذ المشاريع التي يتضمنها برنامج ترميم وإصلاح المعالم التاريخية لا تقف عند ترميم الأسوار بل تتعداها إلى إعادة بعث الحياة في هذه المعالم وتوظيفها في مهام ووظائف تتماشى مع حاجيات الساكنة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وكذا في قطاعات الصناعة التقليدية والثقافة والتنشيط السياحي وغيرها .
وفي ختام هذا الاجتماع، قام وزير السكنى وسياسة المدينة ووزير الثقافة والوفد المرافق لهما بزيارة تفقدية لمجموعة من المعالم التاريخية التي تخضع لعمليات الترميم والإصلاح وكذا لبعض الدور التي كانت مهددة بالانهيار بالمدينة العتيقة من اجل الوقوف على مدى تقدم الأشغال بهذه المشاريع .
يشار إلى أن الكلفة المالية للبرنامجين معا تقدر ب 5 ر 615 مليون درهم موزعة ما بين 5 ر 285 مليون درهم مخصصة للمعالم التاريخية والمآثر الحضارية و 330 مليون درهم مخصصة لبرنامج معالجة البنايات المهددة بالانهيار .