الحاضرة الادريسية تكثف جهودها للحفاظ على البيئة

إعداد ..  نور الدين الناصري

فاس – تعمل الحاضرة الإدريسية بتفان من أجل الحفاظ على المجال البيئي وتحسين محيط عيش ساكنة المدينة بشكل مستدام.

ولتصبح مدينة نموذجية في مجال المحافظة على البيئة، تواصل مختلف الفعاليات المهتمة بالشأن البيئي جهودها لضمان بيئة سليمة والحفاظ على المنظومة الايكولوجية الطبيعية، والحد من التأثيرات السلبية للتحولات المناخية.

وفي هذا الصدد، أطلقت مدينة فاس المعروفة بتاريخها المجيد، مجموعة من المبادرات الطموحة والحملات التحسيسية من أجل الحد من التلوث والأخطار البيئية، ووضع برامج لمعالجة وتدوير النفايات واستغلالها كغاز حيوي.

وصادق مجلس جماعة فاس على مشروع اتفاقية لتأهيل مطرح النفايات بالمدينة عبر خلق وحدة لمعالجة “الليكسيفيا” بطريقة إيكولوجية صرفة.

ورصدت لهذا المشروع البيئي الذي سينجز من قبل جماعة فاس ووزارة الداخلية وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، استثمارات مالية تبلغ 118,73 مليون درهم.

كما صادقت الجماعة الحضرية لفاس على مشروع  التطهير السائل الذي يهدف الى الحفاظ على المنظومة البيئية وتعزيز حماية الموارد الطبيعية، وخصصت له اعتمادات مالية تقدر ب 400 مليون درهم. وسيتم إنجاز هذا المشروع بشراكة مع وزارة الداخلية وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس .

ويشمل هذا المشروع البيئي تأهيل 6730 مترا من قنوات الصرف الصحي، وتمديد 8535 مترا طوليا من القنوات وتوسيع محطة معالجة المياه العادمة بالإضافة الى تحيين التصميم المديري للتطهير السائل بمدينة صفرو.

وأشار رئيس القسم التقني بجماعة فاس السيد محمد أنس لعلج، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن إنجاز وحدة لمعالجة “الليكسيفيا” بالمطرح العمومي المراقب يهدف إلى ضمان بيئة سليمة وصحية ومستدامة لساكنة مدينة فاس.

وأضاف السيد لعلج أن المشروع يروم أيضا “الحد من انبعاثات الروائح الكريهة التي تؤرق ساكنة المناطق المجاورة لمطرح النفايات العمومي ومعالجة المياه المفرغة ومنع تسربها الى الفرشة المائية “.

وأبرز السيد لعلج أهمية المشاريع البيئية التي صادقت عليها جماعة فاس، مؤكدا أن وحدة معالجة “الليكسيفيا” تستجيب للمعايير الدولية المعمول بها.

وأشار رئيس القسم التقني إلى أن محطة توليد الطاقة بالمطرح العمومي تنتج الغاز الحيوي بمعدل 25 في المائة من حاجيات المدينة، مذكرا بأن هذا المطرح التي تم إنشاؤه سنة 2004 ، يتلقى كمية من النفايات تقدر ب 800 طن في اليوم.

وتندرج هذه المبادرات البيئية في إطار  السياسات الحكومية الرامية لتحقيق تنمية منسجمة للحواضر الكبرى والمراكز الحضرية التي تشهد تحولات متسارعة على جميع المستويات.

وتدخل هذه المبادرات أيضا في إطار تنفيذ البرنامج الوطني للنفايات المنزلية الذي يهدف الى تطوير منظومة معالجة النفايات المنزلية وتنمية الموارد المائية والبيئية وتحسين مستوى عيش الساكنة.

وحسب المسؤولين، فإن جماعة فاس تسعى إلى رد الاعتبار للعاصمة العلمية ولماضيها الزاهر في المجال البيئي من خلال تبني سياسة طموحة في المجال البيئي والتنمية المستدامة، ومواجهة مختلف الأخطار التي تواجه التنوع البيولوجي والفضاءات والمواقع الطبيعية والخضراء بالمدينة.

وأكدوا أن هذه السياسة المستقبلية تعتمد على مشاريع “كبرى وطموحة” تشمل على الخصوص مجال التعمير المستدام و التنوع البيئي.