آخر الأخبار
” تصابونت” ، أو عصير التمور والأعشاب المعد للأهل والأحباب بزاكورة

” تصابونت” ، أو عصير التمور والأعشاب المعد للأهل والأحباب بزاكورة

الإثنين, 2 ديسمبر, 2013 - 11:11

( عبد اللطيف الجعفري )

زاكورة – بحلول فصل الخريف ، الذي تجنى فيه تمور أشجار النخيل ، تحرص ساكنة منطقة زاكورة خاصة بالقرى على تحضير مشروب محلي يطلق عليه ” تصابونت ” ، وهو عبارة عن عصير مستخلص من التمور الممزوجة بأعشاب ونباتات تتواجد على نطاق واسع بالمنطقة .

وحسب باحثين في الثقافة والتراث المحليين ، فإن كلمة ” تصابونت ” المسكوكة بالأمازيغية ، تعني ” المادة أو الشيء المنظف ” ، وذلك في استعارة لوظيفة الصابون الذي ينظف الملابس والأواني ، في الوقت الذي ينظف مشروب ” تصابونت ” الجسم من السموم والمواد الضارة .وخارج إطار البحث عن أصل الكلمة ، يبدو أن الأسر بمنطقة درعة ما تزال تعض بالنواجد على هذا المشروب اللذيذ المتوارث ، والذي تعمل النساء على إعداده بعناية فائقة وفق طرق ، لا تتقنها إلا الحريصات منهن على التشبث بأصول التغذية المحلية .

وحسب شهادات لنساء قرويات بوادي درعة ، فإن هذا المشروب ، الذي يقدم للأهل والأحباب خاصة في وسط النهار ، يتطلب كمية هامة من التمر الطري المائل للصفرة ( الساير أو الخلط ) ، ومجموعة مهمة من النباتات والأعشاب الخاصة بإعداد ” تصابونت “.

في البداية ، يتم تنظيف الأعشاب والنباتات بعناية ويتم وضعها في إناء قابل للإغلاق يطلق عليه محليا ” الخشاشة “، مع إضافة كمية من الماء ، وبعد ذلك يتم إغلاق الإناء وتركه لمدة تقارب الأسبوع حتى يمتزج الماء بنكهة الأعشاب والنباتات ، ويتمخض عنه سائل لذيذ ذي رائحة زكية .

أما المرحلة اللاحقة، فتتمثل في تنظيف كمية من التمور من كل الشوائب ، وإضافة كمية قليلة من الماء ، مع العمل على عجنها ودلكها بالأيدي بطريقة تشبه عملية عجن دقيق الخبز ، وبعد أن تتحول التمور إلى عجينة متماسكة ، يتم خلطها بقليل من المياه الباردة وسائل النباتات والأعشاب المعد سلفا ، حتى تصبح سائلا مختلطا .

وتلي هذه المرحلة ، مرحلة تصفية المشروب من نواة التمور وغشائها الخارجي باستعمال غربال نظيف ، للحصول على مشروب بني طافح برغوة هائجة ، فيقدم مباشرة للشرب سواء قبل الأكل أو بعده . وحسب السيد الحسين بومسعود ، باحث في الثقافة المحلية،، فإن التجربة أظهرت أن عصير ” تصابونت ” ينظف الأمعاء والمعدة من الغازات ، فضلا عن مساهمته في انتعاش خلايا الجسم ، دون إغفال لذته .

وأضاف أن هذا العصير العجيب يساهم أيضا في جعل بشرة الوجه ناصعة تميل إلى الصفرة الذهبية، خاصة بالنسبة للنساء الباحثات عن إضافة لمسة فريدة من الجمال لجسمهن ، كما يلعب دورا هاما في جعل النساء النحيفات يتمتعن بجسم ممتلئ ، نظرا للمواد المكونة للأعشاب. وقد تكون كل هذه المميزات والخصائص وراء إقبال النساء على تصنيع واستهلاك ” تصابونت” أكثر من الرجال. ويبقى أن هذا المشروب المحلي الصحي ، ما يزال يشكل جزء من الموروث الغذائي الزاكوري المستخلص من التمور الطرية أساسا.

ونظرا لتعدد الخصائص الصحية لهذا المشروب ، فقد عاد بقوة ليشكل جانبا أساسيا في المنظومة الغذائية المحلية ، التي ما تزال تحافظ على عادات وطقوس متوارثة ، وإن انفتحت على بعض متطلبات الحياة العصرية .

اقرأ أيضا

برونو لومير يحاضر بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية حول الشراكة بين المغرب وفرنسا في مجال الطاقة

الجمعة, 26 أبريل, 2024 في 0:16

ألقى وزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي، برونو لومير، اليوم الخميس بحرم جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط، محاضرة حول موضوع “الشراكة بين المغرب وفرنسا في مجال الطاقة، مكسب لإفريقيا وأوروبا”.

طنجة تحتضن ندوة حول إزالة الكربون من التدفقات اللوجستية بين المغرب والاتحاد الأوروبي

الجمعة, 26 أبريل, 2024 في 0:13

انعقدت، اليوم الخميس بطنجة، ندوة تحت عنوان “إزالة الكربون من التدفقات اللوجستية بين المغرب والاتحاد الأوروبي عبر مضيق جبل طارق”، بحضور ثلة من الفاعلين الوطنيين والدوليين من القطاعين العام والخاص، لاسيما في مجالات الصناعة والخدمات اللوجستية والتجارة الخارجية.

تعزيز رأس المال البشري حجر الزاوية لصناعة سياحة قوية ومستدامة (السيدة عمور)

الجمعة, 26 أبريل, 2024 في 0:07

أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، اليوم الخميس بالرباط، أن تعزيز رأس المال البشري يشكل حجر الزاوية لصناعة سياحية قوية ومستدامة ومرنة، بهدف تحسين جودة الخدمات التي تتيحها وجهة المغرب.