آمال اللبار.. طبيبة وفاعلة جمعوية وهبت حياتها لخدمة أطفال الدوار

حد السوالم  – دفعها عشقها للعمل الجمعوي، الذي اكتسبته بالوراثة، وحبها للأطفال، إلى تكريس كل جهودها لخدمة مجالي التربية والتعليم، وهي الجهود التي أثمرت عن تشييد مؤسسة للتعليم الأولي، رأت النور قبل حوالي ثلاث سنوات بحد السوالم (إقليم برشيد)، واستفاد منها بالخصوص أطفال الدواوير المجاورة.

هي طبيبة متخصصة في طب الأسنان، نشأت وسط عائلة مولعة بالعمل الجمعوي، إذ كان جدها الراحل عمر اللبار، ووالدها الراحل عبد السلام اللبار يهتمان كثيرا بالعمل الاجتماعي.

إنها الدكتورة آمال اللبار، التي انخرطت خلال موسم 1993/1992 في الجمعية الدولية إينروويل كلوب كازابلانكا، لتصبح في موسم 2008/2007 ناشطة جمعوية، وتؤسس سنة 2013 الجمعية الدولية إينروويل فرع الدار البيضاء-النهضة، التي أصبحت رئيسة لها.

من ولعها بالأطفال، ورغبتها في تمكينهم من حقهم في الولوج إلى تعليم ذي جودة، “جاءت فكرة المشروع التي نشأت ونمت كمولود صغير، تابعنا مراحله مذ كان جنينا في بطن أمه إلى أن خرج إلى الوجود، وسهرنا على تربيته ونشأته إلى حين بدأ يكبر شيئا فشيئا” تقول السيدة اللبار.

قبل أن تضيف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المشروع بدأ بعدد أطفال يتراوح ما بين 30 و40 طفلا، بعدها ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحافلتين ساعدتا في نقل التلاميذ من الدواوير المجاورة، والبالغ عددها 15 دوارا بالعالم القروي، ليترواح عدد التلاميذ، حاليا، ما بين 100 و105 تلميذا، بينهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين تعمدت الجمعية إدماجهم مع باقي الأطفال.

واعتبرت السيدة اللبار أن هذه المؤسسة، التي أطلق عليها اسم “عالية”، الذي استمدته من الإقامة السكنية التي تتواجد بها، تجسد أهمية العمل التشاركي، الذي ساهمت فيه مقاولات ومحسنون ومؤسسات، منها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وتهدف الجمعية، حسب رئيستها، إلى أن يكون التلميذ “مؤدبا وذا أخلاق عالية، وأن يتكلم بلغتين هما الفرنسية والعربية، مع التركيز على لغة موليير لأن آباءهم يتكلمون معهم في البيت بالعربية”.

الدكتورة اللبار، هي سيدة تعشق العمل الجمعوي، وتحب الأطفال، وفي بوح لها تؤكد هوسها بالسهر على خدمتهم قائلة “لم يرزقني الله أطفالا، لكن رزقني الوقت لأكون معهم وفي خدمتهم”.

أعطت كل جهدها لهاته المؤسسة، التي تتحدث عنها بحماس وطموح، وكلها أمل في إنشاء مدرسة ابتدائية قريبا حتى يتمكن أطفال الدواوير المجاورة من متابعة دراستهم في المستوى الابتدائي، والإعدادي مستقبلا.

ولا تدخر السيدة اللبار جهدا وتطرق جميع الأبواب، التي من شأنها أن تساهم في تعبيد الطريق نحو تحقيق هدفها، وكشفت عن أنها تقوم بتنسيق الجهود مع عمالة برشيد وجماعة حد السوالم ليكون افتتاح المؤسسة الابتدائية شهر شتنبر من السنة الجارية، في انتظار إنشاء مركز لذوي الاحتياجات الخاصة وإعدادي وثانوي تقني في المستوى.

ووجهت رئيسة الجمعية الدولية إينروويل فرع الدار البيضاء-النهضة، نداء إلى المحسنين، ودعتهم أن يحذوا حذو السيدة التي ساهمت بمبلغ يفوق مليار سنتيم لتشييد مؤسسات تعليمية بإقليم سطات، كما وجهت رسالة للمرأة المغربية، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تطالبها بالعمل والمساهمة من أجل الأفضل للمغرب.

وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة “عالية”، التي صممت من أجل توفير كل الظروف الملائمة لتعليم ذي جودة داخل منطقة قروية يغلب عليها الطابع الفلاحي، تحرص على أن تكون نموذجية على كل المستويات والأصعدة، وهي تضم عدة قاعات للتدريس، مجهزة بشاشات تفاعلية ووسائل بيداغوجية حديثة، وقاعات للطبخ والأكل ومكاتب، علاوة على فضاء خارجي للعب والترفيه.

كما تتوفر المؤسسة على طاقم نشيط من المربيات المغربيات والمنتميات لدول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث حرصت على تمكينهن من الاندماج التام في أنشطة المؤسسة، مع ضمان سكن لهن مجاور لمقر عملهن من أجل تفادي عناء التنقل.