آخر الأخبار
إمارة المؤمنين خلقت تراكما دينيا وحضاريا وثقافيا بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء

إمارة المؤمنين خلقت تراكما دينيا وحضاريا وثقافيا بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء

الأربعاء, 29 يوليو, 2015 - 12:51

الداخلة- تمثل إمارة المؤمنين التي يتحمل أمانتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرافد الرئيسي للوشائج التاريخية التي جمعت منذ القدم بين المملكة المغربية وبين البلدان الإفريقية جنوب الصحراء، والتي يجسدها التراث الحضاري و الثقافي المشترك بأبعاده العقدية والمذهبية والروحية.

وبالفعل فقد شكلت المملكة المغربية المصدر الوحيد للارتواء الروحي والعقدي لدى الأفارقة على مدى قرون عديدة، وهو ما جعل الترابط بين الأفارقة وإمارة المؤمنين في تطور وتجدد دائمين. وأكد الباحث الأكاديمي، الأستاذ عبد الفتاح الفاتحي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى السادسة عشر لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، أن إمارة المؤمنين تعتبر جزء من منهاج نشر تعاليم الإسلام بإفريقيا، حيث لقيت إمارة المؤمنين قبولا لدى الأفارقة باعتبارها الامتداد الروحي للإسلام.

وأوضح الباحث أن إمارة المؤمنين تعد شرطا لا يكتمل إيمان الفرد إلا بها، على اعتبار أن الملك يمثل بالنسبة للأفارقة شرط الإمامة الدينية، إلا أنه على الرغم من ذلك فإن تعايشهم مع إمارة المؤمنين كان أيضا من خلال استلهام تطورها مفهوما ووظيفة بما جعلها تستوعب أدوارا وأهدافا جديدة زادت من أهميتها في البناء المجتمعي لعدد من الدول الإفريقية. وقال السيد الفاتحي إن قبول سكان الساحل وإفريقيا الغربية بإمارة المؤمنين عززته الروابط التاريخية والدينية بينهم وبين ملوك المغرب المنتسبين إلى آل البيت، حيث يصبح أمير المؤمنين بذلك هو الوالي الأعظم الذي لا والي فوقه، ولا يشاركه في مقامه، ولا في سلطته غيره من الحكام، مهما علا قدرهم وعظم شأنهم.

إن الارتباطات الدينية والحضارية للعديد من الدول الإفريقية بالمغرب، يقول الباحث، لم تكن نتاج الفتوحات الإسلامية بل تمت عن طريق الوعظ والإرشاد والتوعية أثناء حركة تجارية قوية ومشروع ديني موجه، حيث قام تجار ورجال الدين المغاربة بالعمل على نشر تعاليم الإسلام، وعلى قدر يسر المذهب السني المالكي الأشعري وسلاسة تفاعله مع خصوصيات الواقع الإفريقي نجح في التغلغل أفقيا وعموديا، فوجدوا فيه استقرارا روحيا وتأمينا لواقعهم الاجتماعي، ولذلك ظل الأفارقة أوفياء للمذهب المالكي الذي ينتهجه المغرب، وحرص عبره على مصاحبة الأفارقة لتحسين إسلامهم من خلال شيوخ زواياه وفقهائه.

وتبعا لذلك، يؤكد الفاتحي، فإن الانسجام الأصيل في المغرب بين المؤسسات الدينية وإمارة المؤمنين ساهم في بلورة هوية إفريقية إسلامية أقرب إلى المغرب منها إلى أي ثقافة أخرى.

وأكد أنه بالاستناد إلى روابط البيعة الشرعية والروابط الحضارية والتاريخية وبالنظر إلى الالتزام الدستوري للمملكة المغربية يبقى الحضور الجيو – استراتيجي للمغرب في العمق الإفريقي حاجة ضرورية وليس لغاية براغماتية محضة، مبرزا أن الجيوسياسية المغربية نحو إفريقيا أمر حتمي وطبيعي لتأمين الفضاء الإفريقي وتحقيق استدامته الروحية والأمنية والاقتصادية والسياسية. وشدد على أنه “إذا كان المغرب الأقصى قد حافظ بجد وفعالية على صلاته بالمشرق عبر التاريخ فان حفاظه على علاقاته بالإمارات والممالك الإفريقية ظل حقيقة قائمة ثابتة ولم يكن سبب ذلك راجعا فقط إلى الإيمان بوحدة التاريخ الجغرافي والسلالي، ولكن ما انفك يعتبر هذه الوحدة قدرا ومصيرا يجب أن تتضافر الجهود من أجل الاستجابة لها والاقتناع بضرورتها وهذا حكم من المغرب كان وليد تجارب قرون خوال بلغت فيها أقطار المغرب قمة عزها وأوج عظمتها “.

وأشار الباحث إلى أن الزوايا الصوفية تميزت بالمحافظة على أصالة الأمن الروحي الإفريقي وعلى إبقاء رابط البيعة من خلال الشرعية الدينية قويا بين دول جنوب الصحراء الإفريقية وإمارة المؤمنين في المغرب، وهكذا استمر الاطمئنان على سيرورة الأمن الروحي الإفريقي، مما مكن “التدين في إفريقيا من أن يبقي محافظا على مكانته وشكله الجماعي في البلدان الإفريقية المسلمة، ومؤثرا في الحياة الاجتماعية”.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن تصريف سلطة إمارة المؤمنين على المجال الديني الإفريقي يتم عبر شرعيتها الدينية ومكانتها الدستورية، إلا أن حبل التواصل كان قويا وحاسم التأثير في إفريقيا، وهو الذي يفسر الانسجام والتلاؤم الذي طبع علاقات التعاون المغربية الإفريقية التاريخية، مضيفا أن عمق هذا الارتباط التاريخي والطبيعي الممتد بين المغرب وإفريقيا الذي آزرته إمارة المؤمنين فند ملامح التفرقة بين القبائل الإفريقية لصالح جمع الكلمة ورص الصفوف.

اقرأ أيضا

قطاع الخدمات.. إحداث 63 ألف منصب شغل في الفصل الأول من 2024 (مندوبية)

الجمعة, 3 مايو, 2024 في 10:22

أفادت المندوبية السامية للتخطيط بأن قطاع “الخدمات” أحدث 63 ألف منصب شغل (زائد 1 في المائة) برسم الفصل الأول من سنة 2024.

مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية (السيد بركة)

الجمعة, 3 مايو, 2024 في 0:01

أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، اليوم الخميس بالرباط، أنه تم وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية من أجل إنجاح كأس العالم لكرة القدم 2030 الذي ينظمه المغرب.

“TotalEnergies SE”: تأشير الهيئة المغربية لسوق الرساميل على المنشور المتعلق بالزيادة في الرأسمال والمخصصة لأجراء المجموعة

الخميس, 2 مايو, 2024 في 23:47

تحيط الهيئة المغربية لسوق الرساميل علم الجمهور أنها أشرت بتاريخ 2 ماي 2024 على المنشور المتعلق بالزيادة في رأسمال شركة SE TotalEnergies والمخصصة لأجراء المجموعة.