آخر الأخبار
استمرار نزيف القاعات السينمائية في الصين .. إيرادات بقيمة تذكرتين يوميا فقط

استمرار نزيف القاعات السينمائية في الصين .. إيرادات بقيمة تذكرتين يوميا فقط

الثلاثاء, 31 مارس, 2020 - 11:28

(بقلم.. نورالدين بوشيخي)

شنغهاي – لم تقو صناعة الفرجة السينمائية في الصين على امتصاص الصدمة التي أحدثها تفشي فيروس “كورونا”، الذي تزامن ظهوره مع أهم عطلة سنوية في البلاد، رأس السنة القمرية، وهي الفترة التي عادة ما تحقق فيها هذه الصناعة إيرادات بمليارات الدولارات.

وأصبحت دور العرض السينمائي في الصين هياكل بلا روح، قاعات سينمائية هجرها روادها، وأبواب أخرى موصدة لأزيد من شهرين. ولازال الإنتاج السينمائي يترقب إطلالة عشاقه، فواقع الحال يرسم صورة قاتمة لصناعة حققت إلى وقت قريب مداخيل ناهزت تسعة مليارات دولار.

بداية الأسبوع الماضي أعادت الصين فتح المئات من دور السينما بعد إغلاق دام لأسابيع، نتيجة حتمية للأنباء السارة عن احتواء الوباء القاتل الذي حصد ولايزال أرواح عشرات الآلاف عبر أرجاء المعمور. كانت تطلعات وآمال أرباب الصناعة كبيرة لكن سرعان ما تلاشت أمام حصيلة هزيلة لإيرادات شباك التذاكر.

فقد استأنفت 495 قاعة سينمائية نشاطها يوم الثلاثاء الماضي، ما يمثل 4.4 في المائة من عدد القاعات السينمائية في البلاد. لكن دور العرض السينمائي لم تنجح في استقطاب سوى 1003 فقط من رواد السينما، ما يعادل حوالي شخصين لكل قاعة سينمائية في اليوم، وفقا لإحصاءات مؤسسة “ماويان إنترتينمنت”، التي ترصد إيرادات شباك التذاكر على الصعيد الوطني .

وكانت أكثر دور السينما ازدحاما في منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم حيث نجح أحد المنعشين في اجتذاب 24 من عشاق الشاشة الكبرى ذلك اليوم عبر عرض ستة أفلام، فيما لم يتم بيع تذكرة واحدة في فوجيان وقوانجدونغ الساحليتين.

وأظهرت البيانات أن القاعات السينمائية فتحت أبوابها في خمس مقاطعات، وهي شينجيانغ النائية، وشانجدونغ، مقاطعة ساحلية تقع بين بكين وشنغهاي، ومقاطعة سيتشوان الجنوبية ومنطقتان ساحليتان مكتظتان سكانيا، هما فوجيان وقوانجدونغ، المتاخمتان لهونغ كونغ.

وكان من المفترض أن يتم عرض مجموعة أفلام جديدة في دور العرض الصينية، خلال الأسبوعين المقبلين، ومنها فيلم “إنتو دي رينبو”، وهو إنتاج مشترك جديد بين الصين ونيوزيلندا، بدأ تصويره منذ عام 2017.

وبلغت عائدات شباك التذاكر في جميع أنحاء البلاد، 26 ألف يوان (3676 دولار أمريكي) يوم الثلاثاء، مما يعكس حجم الصعوبات التي تواجه السلطات الصينية في محاولتها إعادة تحريك عجلة الاقتصاد الوطني.

وازدهرت صناعة السينما في الصين في العقد الماضي، بفعل قوة الإنفاق والاستهلاك في البلاد. وارتفعت المداخيل السنوية للقاعات السينمائية بنسبة 5.4 في المائة في عام 2019 لتصل إلى 64.3 مليار يوان (9 مليارات دولار أمريكي)، أي أكثر من ضعف ما تحقق سنة 2009 بعشر مرات حيث بلغت العائدات 6.2 مليار يوان .

لكن تفشي فيروس “كورونا” الذي يعصف باقتصادات دول العالم كان أشد وطأة على القطاع حيث أجبر السلطات على إغلاق قاعات السينما في جميع أنحاء البلاد ابتداء من 24 يناير الماضي، قبل يوم واحد من حلول فترة عطلة العام القمري الجديد، والذي ينفق فيه الصينيون عادة مبالغ ضخمة على أنشطة التسوق والترفيه.

وبلغت مبيعات التذاكر في 25 يناير من هذا العام 1.81 مليون يوان فقط (256 ألف دولار أمريكي)، مقارنة ب1.46 مليار يوان (206 مليون دولار أمريكي) في نفس اليوم من عام 2018.

ويوم الثلاثاء الماضي، لم يتم افتتاح سوى 8 قاعات سينمائية في شنغهاي، وهو ما يمثل حوالي 2 في المائة من مجموع القاعات السينمائية المتواجدة في المركز المالي للصين.

ويأتي افتتاح هذه القاعات في خضم إعلان الصين مؤخرا عن احتواء تفشي الفيروس الجديد ورفع بعض القيود الصارمة التي فرضتها على حركة تنقل الأفراد، والتي دفعتها إلى حد إغلاق مدن بأكملها لمنع انتشار الوباء.

ويبدو أن غالبية الصينيين غير مستعدين للمخاطرة بالذهاب الى القاعات السينمائية، كما أن بعض أرباب الصناعة لازالوا مترددين في إعادة فتح الأبواب أمام الجمهور.

وقالت استوديوهات “ايس للفنون” التي تدير دور السينما في جميع أنحاء الصين، في بيان، إنه من السابق لأوانه استئناف النشاط في القطاع.

وكتب تشانغ شياو بينغ، أحد الشركاء المؤسسين للشركة في صحيفة “جيميان نيوز” التي تتخذ من شنغهاي مقرا لها، أنه “في ظل الظروف الحالية، لن أفكر في إعادة فتح الأسواق ” .

وأضاف ” عندما يكون الوضع الصحي آمنا، إذاك سيكون كلام آخر”.

وسعت بعض المقاطعات، ومنها جيانغسو، إلى اقتراح حلول وتدابير عملية بديلة لبث روح جديدة في الحركة السينمائية والحد من المخاوف التي قد تنتاب رواد دور العرض، كمنح الجمهور حق تحديد المقاعد وعدم قبول أي شخص سافر خارج المدينة مؤخرا في فترة الحجر الصحي.

لكن هذه المحاولات سرعان ما اصطدمت بالضوابط الصارمة للسلطات الصينية التي أمرت مجددا نهاية الأسبوع الماضي، بإغلاق جميع القاعات السينمائية في البلاد بعد الإبلاغ عن حالة عدوى بالفيروس منقولة محليا في تشجيانغ، المدينة المجاورة لشنغهاي.

وتلقى أرباب القاعات السينمائية الصينية إشعارا بإغلاق دور العرض بعد مضي أسبوع فقط من إعطائهم الضوء الأخضر لإعادة فتح أبوابها، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى تحقيق توازن بين إعادة تحريك عجلة الاقتصاد وتفادي موجة ثانية من تفشي فيروس “كورونا”.

وذكرت المصادر أن الإصابة بالفيروس محلية المصدر كانت الوحيدة ضمن 55 حالة إصابة وافدة على الصين من الخارج ذلك اليوم.

وأعلنت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، أعلى هيئة تخطيط اقتصادي في الصين، في أعقاب اجتماع مع المديرين التنفيذيين في الصناعة والهيئات ذات الصلة، الخميس الماضي، أنها قدمت مقترحات بدعم مالي للصناعة السينمائية الصينية، دون أن تكشف عن حجم هذا الدعم.

وأضافت اللجنة في بيان، نشرته على موقعها على الانترنت، أن “وباء كورونا الجديد كان له تأثير شديد على صناعة السينما”، مبرزة أن الشركات “تواجه تحديات خطيرة تهدد مستقبلها”.

وارتفعت الخسائر التي تكبدتها الصناعة السينمائية والناجمة عن انهيار مبيعات التذاكر، إلى ملايين الدولارات خلال هذه الفترة الوبائية. ووفق موقع “فرتشن”، فإن استمرار إغلاق دور العرض والمسارح في الصين قد يتسبب لها في خسائر تصل إلى 4 مليارات دولار بحلول نهاية شهر مارس.

 

 

 

اقرأ أيضا

برونو لومير يحاضر بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية حول الشراكة بين المغرب وفرنسا في مجال الطاقة

الجمعة, 26 أبريل, 2024 في 0:16

ألقى وزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي، برونو لومير، اليوم الخميس بحرم جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط، محاضرة حول موضوع “الشراكة بين المغرب وفرنسا في مجال الطاقة، مكسب لإفريقيا وأوروبا”.

طنجة تحتضن ندوة حول إزالة الكربون من التدفقات اللوجستية بين المغرب والاتحاد الأوروبي

الجمعة, 26 أبريل, 2024 في 0:13

انعقدت، اليوم الخميس بطنجة، ندوة تحت عنوان “إزالة الكربون من التدفقات اللوجستية بين المغرب والاتحاد الأوروبي عبر مضيق جبل طارق”، بحضور ثلة من الفاعلين الوطنيين والدوليين من القطاعين العام والخاص، لاسيما في مجالات الصناعة والخدمات اللوجستية والتجارة الخارجية.

تعزيز رأس المال البشري حجر الزاوية لصناعة سياحة قوية ومستدامة (السيدة عمور)

الجمعة, 26 أبريل, 2024 في 0:07

أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، اليوم الخميس بالرباط، أن تعزيز رأس المال البشري يشكل حجر الزاوية لصناعة سياحية قوية ومستدامة ومرنة، بهدف تحسين جودة الخدمات التي تتيحها وجهة المغرب.