الإدانة الدولية للهجوم على صحيفة “شارلي إيبدو”.. تعبئة صريحة من أجل”نزال نزيه” للآراء بعيدا عن العنف والتقتيل الأعمى

الإدانة الدولية للهجوم على صحيفة “شارلي إيبدو”.. تعبئة صريحة من أجل”نزال نزيه” للآراء بعيدا عن العنف والتقتيل الأعمى

الخميس, 8 يناير, 2015 - 17:13

الرباط- إعداد ..بشرى أزور- تتوالى ردود الفعل الدولية على الهجوم الإرهابي الذي استهدف، أمس الاربعاء ، مقر صحيفة ” شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، حاملة في طياتها إدانة واسعة واستنكارا شديدا لهذا الاعتداء الذي حصد أرواح 12 شخصا بينهم صحافيون.

فعلى الرغم من أن صحيفة “شارلي إيبدو” بنت شهرة واسعة على خلفية جدل تثيره الرسوم الكاريكاتورية التي تتفتق عنها قريحة عدد من رسامي الكاريكاتور الذين لقوا حتفهم خلال الهجوم (أربعة رسامين)، ومن بينها تلك التي تستهدف النيل من سيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أن الخط التحريري للصحيفة ، بحسب هذه الردود ، لا يمكن أن يشكل بأي حال من الأحوال ذريعة أو رخصة للقتل يحملها أشخاص اعتقدوا أن بإمكانهم الدفاع عن ديانة ما عبر لغة الإرهاب التي لا يمكن أن تشكل يوما وسيلة للتواصل الحضاري.

من واشنطن إلى سيدني، وعبر القارات الأوروبية والإفريقية والآسيوية، توالت ردود الفعل التي تستنكر اعتداء إرهابيا جبانا استهدف النيل من التعدد الثقافي والعقائدي للمجتمع الفرنسي. كما أن ردود الفعل بالعالم العربي والإسلامي جاءت مدينة بشدة لهذا الهجوم الذي يعتبر ترويعا للآمنين داخل مجتمع يدين بحرية المعتقد والفكر، ويفتح الباب على مصراعيه أمام “نزال نزيه” للآراء، بعيدا عن العنف والتقتيل الأعمى.

برقيات التعازي كانت أيضا فرصة للتأكيد على التضامن القوي مع المجتمع الفرنسي (الذي تتعايش داخله أطياف متباينة ) والجسم الصحافي بشكل خاص عبر المناداة بضرورة الحفاظ على قيم حرية التعبير وحق الرد المكفول بالوسائل السلمية والحوار الهادف إلى رسم صورة مشرقة عن الإسلام وتعاليمه السمحة، وليس عبر التقتيل الذي يرفع من أسهم بورصة البغضاء والعداء والكراهية للأجانب وخاصة إزاء المسلمين.

إن الهجوم على “شارلي إيبدو”، اعتبر بإجماع عدد من الفعاليات السياسية عبر العالم ” فعلا منبوذا” يضرب أسس قيم الحرية، ويقوض من قدرة المجتمعات الحديثة على التعايش في ما بينها في احترام لاختلافاتها ومعتقداتها وقناعاتها.

“شارلي إيبدو” أضحت اليوم الخميس، غداة الهجوم الإرهابي، حدثا يعتلي الصفحات الأولى للصحف في مختلف بقاع العالم ، وهو الحدث الذي يعيد إلى الواجهة، النقاش الدائر حول أحقية البعض في امتلاك القوة. بعناوين عريضة وصور من مكان الحادث، تحاول هذه الصحف استرجاع الحدث والبحث في الأسباب الحقيقية وراء إقدام أشخاص على استهداف مواطنين فقط بذريعة الاختلاف في وجهات النظر.

ف”التجريح” الذي مارسه رسامون غادروا عالمنا اليوم، في حق الرسول الكريم، لا يمكن أن يقدم حججا كافية للاقتصاص منهم، إذ تظل الكلمة الأخيرة للحوار والرد بأساليب لا تتنافى مع الحقوق الراسخة ضمن المجتمعات الحديثة، وعلى رأسها الحق في العيش والتعبير وحرية التفكير.

“انتقام الإرهابيين لم يكن للرسول محمد (صلعم) بل كان انتقاما للشيطان” كما عبر عن ذلك إمام مسجد بفرنسا، مشيرا إلى أن الرد على المضايقات المسيئة للإسلام التي “ارتكبها” صحافيو شارلي إيبدو كان من الأجدى أن يتم عبر الوسيلة ذاتها، أي السخرية، وآنذاك، كان المهاجمون سيقدمون ردا جميلا على كل الإساءات التي استهدفت استفزاز مشاعر المسلمين .

كما أن التأكيد على صدور العدد المقبل من هذه الصحيفة الأسبوعية الفرنسية الساخرة تعد ،وفق مراقبين، رسالة في حد ذاتها على فشل الإرهاب في ثني الصحافيين عن ممارسة حقهم المشروع في التعبير بحرية، وإن تجاوزت حدودها.

اقرأ أيضا

العيون.. ورشات تكوينية حول محاكاة الفحص بالصدى لفائدة نحو ثلاثين طبيبا

الجمعة, 3 مايو, 2024 في 18:07

استفاد حوالي 30 طبيبا من جهة العيون – الساقية الحمراء، مؤخرا، من ورشات تكوينية في مجال محاكاة الفحص بالصدى.

انطلاق المقابلات الشفوية للمترشحين للمشاركة في الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 (المندوبية السامية للتخطيط)

الجمعة, 3 مايو, 2024 في 17:09

أعلنت المندوبية السامية للتخطيط عن انطلاق المقابلات الشفوية للمترشحين للمشاركة في الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024.

الأوراش التنموية بالدار البيضاء تسير على الطريق الصحيح وأفق 2030 عامل محفز لتسريع الأشغال (ندوة)

الجمعة, 3 مايو, 2024 في 16:47

أكد المشاركون خلال ندوة-نقاش نظمت أمس الخميس بالدار البيضاء، أن المشاريع التنموية الجاري تنفيذها بالدار البيضاء تجري على قدم وساق وتخطو خطوات كبيرة، حيث يشكل أفق 2030 عاملا محفزا في هذا الصدد.