“الإيسيسكو” تستشرف مهن المستقبل في ندوة دولية بالرباط

الرباط – شكلت تحولات سوق العمل في المستقبل ببلدان العالم الإسلامي، محور مناقشات ندوة دولية نظمتها اليوم الخميس منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”.

وناقش خبراء ومتخصصون، خلال هذه الندوة التي نظمتها “الإيسيسكو” تحت عنوان “مهارات ومهن الغد” بشكل حضوري بمقر المنظمة وعبر تقنية الاتصال المرئي، كيفية تحديد المهن والمهارات التي سيتطلبها سوق العمل في المستقبل، من أجل تحسين النمو الاقتصادي والاجتماعي.

وفي كلمة افتتاحية للقاء، أبرز المدير العام للإيسيسكو، سالم بن محمد المالك، أن سوق العمل الجديد يتطلب مهارات خاصة مرتبطة بالتكنولوجيا، موضحا أن الظروف التي أفرزتها جائحة فيروس كورونا المستجد أظهرت الحاجة الملحة للتكنولوجيا والوسائل الحديثة.

وبعد أن أشار إلى أن حوالي 60 بالمائة من الوظائف الموجودة حاليا لن توجد في المستقبل، أكد أن لدى المجتمعات الإسلامية القدرة على الابتكار بفعل قوة شبابها، مسجلا أن المنظمة التي تدعو الجميع إلى استشراف المستقبل، تقوم بأدوارها في التوعية والتحسيس والمواكبة في هذا الإطار.

وختم بالقول، في هذا الصدد، إن “منظمة التعاون الإسلامي تشتغل على نماذج جديدة ستكون في مستوى تطلعات الشباب المسلم”.

بدورها، أكدت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بالمغرب، جيوفانا باربيرس، أن المعادلة والتدريب تشكلان أبرز الإشكاليات التي تواجه ولوج الشباب إلى سوق العمل، والتي تفاقمت مع الجائحة، مشددة على أن سوق الشغل في المستقبل ستتطلب مهارات مرتبطة بالفكر النقدي والمرونة، من خلال مدارس الفرصة الثانية والتكوين الرقمي.

من جانبه، قال مدير معهد الدراسات العليا للتدبير بالرباط، علي السغروشني، إن التطور الرقمي السريع والتكنولوجيا غيرا طرق العمل من أجل مواكبة السوق، مسجلا أن 85 بالمائة من المهن التي ستكون متوفرة سنة 2030 مازالت غير موجودة حاليا، ومضيفا أن التشغيل الآلي سيعمل على إخفاء مجموعة من المهن.

ولخص المتحدث أهم متطلبات مهن المستقبل في تعدد اللغات والقدرة على التأقلم مع المتغيرات، وتطوير المهارات الحياتية والمهارات التقنية، مبرزا أن مهنة التعليم ستتغير جذريا لتصبح مرتكزة على الإبداع والابتكار عوض التلقين.

يشار إلى أن “الإيسيسكو” نظمت ندوة “مهارات ومهن الغد” بشراكة مع كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، والوكالة الجامعية للفرنكوفونية، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، ومنظمة العمل الدولية، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، ومركز الأبحاث بمعهد الدراسات العليا للتدبير (إيكونوميا).