آخر الأخبار
الاخفاقات المتتالية لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في الانتخابات المحلية تضع المستقبل السياسي لزعيمته ميركل على صفيح ساخن

الاخفاقات المتتالية لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في الانتخابات المحلية تضع المستقبل السياسي لزعيمته ميركل على صفيح ساخن

الثلاثاء, 20 سبتمبر, 2016 - 11:10

(اعداد : نادية أبرام)

برلين – اختار الناخبون في ولاية برلين يوم الأحد الماضي نوابا جددا لبرلمانهم وممثلين عنهم بالأحياء الاثنا عشر للولاية فكانت لهم الكلمة الفصل التي منحت لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي ، تأشيرة اكتساح المزيد من البرلمانات المحلية على حساب تراجع مكانة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تقوده المستشارة أنغيلا ميركل .
واقعيا ، لم تكن نتائج الإنتخابات التي حل فيها الحزب المسيحي المحافظ ثانيا ، مفاجأة ، إذ أن كل الأرقام التي أفرزتها استطلاعات الرأي السابقة لموعد الانتخابات كانت تشير إلى تراجع شعبية هذا الحزب ورئيسته ، لكن مع ذلك كانت صادمة ومخيبة لآمال الحزب ولميركل التي قامت بجهود كبيرة لاقناع الناخبين بسياستها في تدبير العديد من القضايا وعلى رأسها ملف الهجرة واللجوء ، إلا أن ردهم كان قاسيا.
فنتائج استطلاعات الرأي لم تخطئ عندما أظهرت تخلي نسب هامة من الناخبين عن الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل خلال هذه السنة ، وارتفاع نسب تأييدهم ، وبشكل غير مسبوق ، لحزب البديل من أجل ألمانيا الحديث التأسيس ،والذي أصبح في ظرف ثلاث سنوات من تواجده بالمشهد السياسي الألماني ، ممثلا في برلمانات أربع ولايات وفي البرلمان الأوروبي أيضا وهو نجاح لم تتمكن من تحقيقه أحزاب لها تاريخ نضالي طويل.
وقد كان حزب البديل ، أكبر المستفيدين من كل الانتخابات التي شهدتها ألمانيا في الفترة الأخيرة رغم برامجه وتوجهاته التي يغذيها من توجهات اليمين المتطرف ، إذ يعارض تشكيل الاتحاد الأوروبي وعمليات إنقاذ الأورو وأيضا سياسة الهجرة واللجوء ، وهو أول حزب في ألمانيا يدرج في برنامجه الانتخابي مطالب تخص المسلمين كمنع الحجاب في الجامعات والمؤسسات العمومية ومنع ختان الأطفال المسلمين واليهود.
ولم يكن هذا الحزب المستفيد الوحيد من تراجع مكانة الاتحاد المسيحي بل حتى حزب الخضر واليسار المعارضان ، وأيضا الحزب الديمقراطي الحر الذي عاد إلى البرلمان بعد أن نجح في تجاوز العتبة المحددة في 5 في المائة.
وبعد إعلان النتائج النهائية ، لم تنتظر المستشارة ميركل، طويلا لتعترف في ندوة صحفية عقدتها أمس ، باقتراف أخطاء في تدبير ملف اللاجئين الذي تراه وكذا العديد من المحللين السياسيين ، انعكس سلبا على نتائج حزبها المسيحي الديمقراطي في الانتخابات المحلية ليس في ولاية برلين وحدها بل في العديد من الولايات .
واعترفت ميركل أيضا بأن عبارتها الشهيرة “سننجح في ذلك” أي تخطي أزمة اللاجئين ، أعطت نتائج عكسية رغم أنها كانت تقصد بها أن ألمانيا قوية وتستطيع احتواء أزمة اللاجئين مضيفة أنها تتحمل مع ذلك جزءا من مسؤولية نتائج الانتخابات التي وصفتها ب”المريرة للغاية “، باعتبارها رئيسة الحزب.
واعتبرت ميركل في الندوة ، اثر اجتماع الهيئات العليا لحزبها بالعاصمة برلين ، أن هناك فعلا أسبابا سياسية وراء هذه النتائج لكنها تضاف إلى الأداء السيئ للحزب وإلى تقدم اليمين الشعبوي المعادي للأجانب واللاجئين ، حزب البديل من أجل ألمانيا، وبسبب كذلك عدم توضيح سياسة اللجوء وأهدافها بشكل كاف.
وذكرت أن قرار “فتح الباب أمام اللاجئين” كان صائبا من حيث التقدير، إلا أنه لم تتم السيطرة على الوضع بالشكل المطلوب ، وتعهدت بأنها ستسعى إلى ألا يتكرر هذا الموقف ، مؤكدة أنها مع رغبة الألمان في الحد من الهجرة ووضع قواعد منظمة لها .
لكن هل ستشفع هذه الاعترافات والتبريرات التي قدمتها ميركل وتنقذ بالتالي مستقبلها السياسي الذي يوجد على صفيح ساخن ؟ ، وهل سترضي الناخبين وكذا المنتقدين لسياستها خاصة حلفاءها في الحزب الاجتماعي المسيحي ؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القليلة المقبلة ، إذ أن الحزب أصبح خارج الحسابات في تشكيل تحالف الحكومة المحلية لولاية برلين.
فالحزب الإشتراكي الديمقراطي الذي حل في المركز الأول في الانتخابات سيضطر إلى البحث عن حلفاء جدد حيث لم يتمكن من الحصول على الأغلبية ، ثم ليست أمامه خيارات كثيرة إلا التحالف مع الخضر واليسار بعد أن تحالف منذ 2011 مع الحزب المسيحي الديمقراطي وشكلا معا مجلس الوزراء والإئتلاف الكبير في البرلمان المحلي .
فنائب المستشارة وزعيم الاشتراكيين سيغمار غابرييل اعتبر في تصريح حديث أن حزب ميركل والحزب البافاري ، اللذان يشكلان اتحادا ، وكذا الائتلاف الحاكم في ألمانيا ” لم يعودا مرتبطين بشكل كاف كي يكونا قادرين على حكم ألمانيا مستقبلا “.
وأضاف قائلا ” إن نقط التفاهم داخل طرفي الاتحاد المسيحي وبينهما وبين المستشارة الألمانية استنفدت . ولم يعد ممكنا إزالة خلافات الرأي الكبيرة بينهما إلا بعناء ولبضعة أيام فقط (…) ولا يمكن حكم ألمانيا وسط هذه الخلافات “.
جدير بالذكر أن الحزب الاشتراكي حل في المركز الأول في انتخابات ولاية برلين بحصوله على نسبة 6ر21 في المائة من أصوات الناخبين ، يليه حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بنسبة 6ر17 في المائة، ثم حزب اليسار “لينكه” بنسبة 6ر15 في المائة ، والخضر بنسبة 2ر15 في المائة ، يليه حزب البديل من أجل ألمانيا بنسبة 2ر14 في المائة ، والحزب الديمقراطي الحر بنسبة 7ر6 في المائة .

اقرأ أيضا

نصف ماراطون جاكرتا للإناث: المغرب يسيطر على منصة التتويج

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 14:23

سيطرت العداءات المغربيات أميمة سعود، ووئام الفتحي، وفتيحة بنتشتكي، على منصة تتويج النسخة الأولى لنصف ماراطون جاكرتا للإناث بأندونيسيا، الذي نظم اليوم الأحد.

انطلاق فعاليات الدورة ال29 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 10:17

انطلقت، مساء السبت بسينما إسبانيول بتطوان، فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور ثلة من مهنيي الفن السابع وشخصيات من عالم الثقافة والفنون.

غواتيمالا سيتي.. توشيح سفير غواتيمالي سابق بالرباط بالوسام الملكي من درجة قائد

السبت, 27 أبريل, 2024 في 21:49

تم بمدينة غواتيمالا، توشيح السفير السابق لجمهورية غواتيمالا بالمغرب، السيد إيريك إستواردو إسكوبيدو أيالا، بالوسام الملكي من درجة قائد، والذي تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمنحه إياه إثر انتهاء مهمته الدبلوماسية بالمملكة.