الانتخابات الأوروبية .. ألمانيا تسعى لبث روح جديدة في أوروبا

الانتخابات الأوروبية .. ألمانيا تسعى لبث روح جديدة في أوروبا

الثلاثاء, 21 مايو, 2019 - 11:45

(تيمجردين فاطمة)

برلين – انطلقت حركة “نبض أوروبا”، من مدينة فرانكفورت الالمانية سنة 2016، وامتدت الى باقي أنحاء القارة. ومع اقتراب انتخابات البرلمان الاوروبي (26 ماي) تبدو ألمانيا أحوج ما تكون الى زخم هذه الحركة الشعبية المدافعة عن المشروع الاوروبي، من أجل بث روح جديدة قادرة على مواجهة الصعود المتنامي للتيار اليميني الشعبوي المشكك في الاتحاد الاوروبي.

وتعكس العاصمة الألمانية برلين صورة واضحة عن مدى التعبئة من أجل الدفاع عن المشروع الأوروبي في ألمانيا، بدءا بالشعارات المنتشرة في الشوارع ومحطات المترو، الداعية إلى المشاركة في الانتخابات بكثافة، مرورا بالمسيرات، والمهرجانات الخطابية، والمناظرات الحزبية، مما يعكس المزاج العام في ألمانيا المؤيد لأوروبا موحدة.

فقد خرج عشرات الآلاف من الاشخاص الى الشوارع نهاية الأسبوع الماضي ، في مظاهرات حاشدة في عدة مدن ألمانية للتعبير عن دعمهم لأوروبا موحدة ورفضهم للقومية والشعبوية.

ونظمت مسيرات في كل من فرانكفورت وهامبورغ وكولونيا ولايبزيغ وميونيخ وشتوتغارت تحت شعار “أوروبا واحدة للجميع: صوتك ضد القومية”.

وقدر منظمو المظاهرات، مشاركة 150 ألف شخص في المسيرات في جميع أنحاء ألمانيا، بدعم من أكثر من 100 من منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية.

وتشكل الانتخابات الاوروبية محكا حقيقيا بالنسبة للائتلاف الحاكم الذي يضم الاتحاد المسيحي المحافظ (يمين وسط) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط)، لسد الطريق على التيار اليميني الشعبوي في أعقاب الاختراق الذي حققه حزب “البديل من أجل ألمانيا” الشعبوي خلال الانتخابات التشريعية الاخيرة مما مكنه من ولوج البرلمان الألماني (البوندستاغ) لاول مرة منذ نهاية الحرب الثانية حيث بات يشكل أول قوة معارضة وارتفعت في صفوفه أصوات تنتقد الاتحاد الاوروبي.

وتشير توقعات الاتحاد الأوروبي إلى أن المناوئين لأوروبا يمكنهم الفوز بما يصل إلى ثلث المقاعد في البرلمان الأوروبي مما يثير تخوفا من أن تستخدم الأحزاب القومية مثل حزب البديل الألماني النجاح الانتخابي للترويج لأجندة معادية لأوروبا مثلما فعل مؤيدو البريكست في المملكة المتحدة.

ولطالما وصف الإعلام الدولي المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل ، بزعيمة العالم الحر، وآخر مدافعة عن قيم العالم الحر، فهل ستنجح في مواجهة المد اليميني المتصاعد الذي لا يهدد فقط بلدها وإنما أيضا وحدة القارة بأكملها خلال الانتخابات الأوروبية؟

فميركل تبدي التزامها الراسخ بقيم أوروبا، قائلة في كلمة خلال تجمعها الانتخابي الوحيد في زغرب نهاية الاسبوع الماضي “إننا نواجه تيارات تريد تدمير أوروبا التي تحمل قيمنا ، ويجب أن نقف أمام ذلك بشكل حاسم”.

وشددت على أن “أوروبا مشروع سلام وحرية ورخاء” ، مضيفة أن “القومية هي عدو المشروع الأوروبي”.

نفس الاصرار تتقاسمه، أنغريت كرامب كارنباور خليفة ميركل على رأس الحزب المسيحي الديمقراطي، من خلال دعوتها الى تقوية الاتحاد الأوروبي في الانتخابات الأوروبية ضد القوى المناهضة لهذا المشروع.

وقالت كرامب كارنباور، التي من المرجح أن تخلف ميركل في منصب المستشارية، خلال فعالية لحركة  (نبض أوروبا) “كلما اتسم هذا النقاش بحماسة أكبر من وسط المجتمع، كلما ضعف الإصغاء لأعداء أوروبا من الشعبويين”، داعية الى الدفاع عن “القيم الأوروبية”.

وبالنسبة لرئيس كتلة المسيحيين الديمقراطيين في البرلمان الأوروبي، مانفريد فيبر، والمرشح الأوفر حظا لخلافة جان كلود يونكر على رأس المفوضية الأوروبية، فان الامر يدور في نهاية المطاف “حول معركة ثنائية بين المؤيدين لأوروبا والقوميين”، مضيفا أن “أوروبا هذه التي نعيش فيها اليوم هي أوروبا جيدة. ولن نسمح بأن يدمرها القوميون”.

وفي إطار نفس التوجه، أعربت أندريا ناليس ، رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي (الشريك في الائتلاف الحكومي) ، والمرشحة الرئيسية للحزب في انتخابات البرلمان الأوروبي، عن دعمها لاوروبا موحدة.

وكتبت ناليس التي شاركت في تظاهرة كولونيا لدعم أوروبا نهاية الاسبوع الماضي، على موقع تويتر “أوروبا واحدة للجميع ليست أوروبا المشكلة من دول قومية يحارب فيها البعض الآخر “، مردفة “لقد حدث ذلك بالفعل والنتيجة معروفة”.

وقد تبنى الاتحاد المسيحي المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري لاول مرة برنامجا ومرشحا مشتركا في انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجرى في ألمانيا في 26 ماي الجاري.

ويهدف البرنامج الانتخابي تحت شعار “أوروبا تقوى من أجل الأمن والسلام والرفاهية” إلى مكافحة التهديد الذي يواجهه الاتحاد الأوروبي من قبل الشعبويين والقوميين والتيارات اليسارية واليمينية.

ولا يقتصر حشد الدعم لأوروبا في ألمانيا على السياسيين بل امتد الى الاوساط الاقتصادية والفنية كذلك.

وجاء في بيان مشترك لاتحاد الصناعات الألمانية ورابطة أصحاب العمل في ألمانيا وغرفة التجارة والصناعة الألمانية،أن هناك حاجة لردود أوروبية على التحديات العالمية الكبرى، مؤكدين أن وجود اتحاد أوروبي متضامن وقادر على التصرف هو السبيل الوحيد لتوفير القدرة على التفاوض مع القوى العالمية على قدم المساواة “والدفاع عن القيم والمصالح الاقتصادية التي تربطنا”.

من جانبهم، يسعى أعضاء أكاديمية الفنون بالعاصمة الألمانية برلين لدعم أوروبا بمبادرة غير معتادة، حيث يعتزم أكثر من 50 عضوا بالأكاديمية تدوين عبارات مؤيدة لأوروبا وعرضها على الواجهة الزجاجية لمبنى الأكاديمية الواقعة في باريزر بلاتس (ساحة باريس) بقلب العاصمة الألمانية.

وفي الجانب الآخر من المشهد السياسي الألماني، يقف حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي، حيث يتحدث عن “تغيير جذري” و “تحول نموذجي”، ما قد يكون له مزيدا من العواقب.

وحسب خريطة طريق الحزب خلال الانتخابات الأوروبية،التي أوردتها الصحافة المحلية، فإن السياسة الحالية للجوء والهجرة في الاتحاد الأوروبي تشكل “تهديدا وجوديا للحضارة الأوروبية”، و”سوف يؤدي السماح لمزيد من المهاجرين القادمين من القارات الأخرى إلى تهميش الأوروبيين”.

وأعلن يورغن مويتن، من حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي فاز بسبعة مقاعد في انتخابات البرلمان الأوروبي السابقة عن رغبته في “بناء حصن في أوروبا”.

وحسب مكتب الإحصاء الالماني، فان 64.8 مليون ألماني مدعوون للتصويت في الانتخابات، منهم 33.2 مليون امرأة و 31.6 مليون رجل.

ويتنافس في هذه الانتخابات 41 حزبا، وهو عدد مرتفع مقارنة بالانتخابات الأوروبية الأخيرة لعام 2014 التي شارك فيها 25 حزبا فقط من ألمانيا.

يشار الى أن ألمانيا ، أكبر قوة اقتصادية في أوربا والأكثر في عدد السكان، يتم تمثيلها بــ 96 مقعدا في البرلمان الاوروبي من أصل عدد المقاعد البالغ 751 مقعدا.

اقرأ أيضا

المعرض الدولي “Gitex Africa Morocco” يجسد ريادة المغرب في المجال الرقمي والابتكار التكنولوجي

الخميس, 28 مارس, 2024 في 20:20

تنعقد الدورة الثانية من المعرض الدولي “جيتكس أفريقيا المغرب/Gitex Africa Morocco”، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، خلال الفترة من 29 إلى 31 ماي 2024 بمراكش، وتحت إشراف وزارة الإنتقال الرقمي وإصلاح الإدارة وبشراكة مع وكالة التنمية الرقمية، وذلك تجسيدا لريادة المغرب في المجال الرقمي والابتكار التكنولوجي.

استئناف الحوار الاجتماعي يؤكد رغبة الحكومة في التوصل إلى حلول لدعم الطبقة الشغيلة (بايتاس)

الخميس, 28 مارس, 2024 في 17:10

قال الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، إن استئناف جولات الحوار الاجتماعي يؤكد رغبة الحكومة في التوصل إلى حلول لدعم الطبقة الشغيلة.

الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري تدعو إلى صون حق المواطن في مضامين إعلامية يقظة وآمنة (بلاغ)

الخميس, 28 مارس, 2024 في 16:40

دعت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري إلى صون حق المواطن في مضامين إعلامية يقظة وآمنة، وذلك على خلفية قضية “اختلاق جريمة وهمية وبث معلومات زائفة” في برنامج إذاعي.