التشكيلي عبد الكبير ربيع: مسألة الظل هي أيضا مسألة فعل الرسم في جوهره الأساس
الرباط – قال الفنان التشكيلي عبد الكبير ربيع، يوم الخميس بالرباط، إن مسألة الظل هي أيضا مسألة فعل الرسم في جوهره الأساس، مضيفا أن الرسم يبدو، بشكل طبيعي، تعبيرا عن الظل.
وأضاف ربيع، الذي استضافه الملتقى الثقافي لوكالة المغرب العربي للأنباء بتنسيق مع جمعية الفن التشكيلي حول موضوع “الظل في فن الرسم”، أنه من خلال الرسم يتمظهر الضوء في ارتباط كامل بالتناقضات، وهو ما يمنح للعين وهما بالفضاء من أجل أن يظهر الشكل في كامل تجلياته.
ورأى ربيع أن الهدف الأولي لفن الرسم، الذي يشكل محور تفكيره، هو أثر الظل أساسا، مشيرا إلى أن المصريين القدامى أسسوا، قبل الإغريق، لفن الرسم على أساس تأثيرات الظل واعتبروه الروح ذاتها قبل أن يعتبروه في وقت لاحق قرينا لها.
وانتقل الفنان التشكيلي المغربي إلى الحديث عن الأعمال الفنية لفنانين كلاسيكيين كبار من قبيل كارافاج ورامبرانت، التي تظل مرجعية مهمة في تاريخ الفن، والتي تشكل “مديحا صادحا واحتفاء علنيا” بالظل وأسراره.
وأضاف ربيع أنه لا يمكن إغفال مكانة الظل في أعمال الفنانين الرومانسيين وجاذبية الألغاز التي تحيط به، خاصة منها الأعمال الفنية لغويا وكورو وفكتور هيغو وأوجين دولاكروا، موضحا أنه من خلال “مساءلة أسرار الظل، ينفتح المتخيل، بشكل كامل، على فكر مبدع خصب”.
وتحدث عبد الكبير ربيع عن علاقته بالظل منذ صباه الباكر، في مدينة بولمان، حيث رأى النور عام 1944، معتبرا أن الظل هو ما يعطي معنى للضوء لأن الضوء مدمر، يدمر النظر (إلى الشمس على سبيل المثال) وأن شغفه بالظل هو وليد حبه للضوء والحياة.
وقدم الفنان التشكيلي تحليلا لعدد من لوحاته في علاقتها بالظل من بينها لوحة “السكرية” ولوحة “الصخرة” في بولمان، فضلا عن لوحات أخرى تعود لمرحلة ما قبل التاريخ أو للعهود الفرعونية وللوحات الرسامين الكلاسيكيين والرومانسيين والانطباعيين والتكعيبيين الذين تأثروا بالأقنعة الأفريقية ولرواد مدرسة الطبيعة الميتة وكذا في بلدان الشرق الأقصى.
كما قدم ربيع نظرة مسهبة عن حمولة الظل في الفن السينمائي والفن الفوتوغرافي، والاشتغال بالظل في فن النحت من خلال التجويفات وغيرها، وكذا علاقة الواضح بالمعتم في هذه الفنون، مستخلصا أن الجمال عموما لا يبرز إلا في الظل الذي يحكي ما هو غير مرئي بالرغم من هشاشته.
وخلص عبد الكبير ربيع، في مداخلته، إلى أن الظل، الذي يشكل علامة لنوع معين من الواقع، يعطي حضورا للغياب ، لهذا تكون له دائما علاقة بالغياب الكبير المتمثل في الموت.
وفي مداخلة للفنان التشكيلي والناقد الفني، بنيونس عميروش، بعنوان “مسألة الظل لدى عبد الكبير ربيع”، قال إن هذا الفنان الصموت والمتواضع له أسلوب وحضور وقراءة وازنة في أساليب التشكيل المغربي المعاصر، يشتغل بالسواد الذي يشكل عنصر جذب في مجموع أعماله الفنية، وهو سواد ينقسم إلى “سواد داكن وآخر خافت”، ما يمنح لوحاته عمقا رمزيا.
وأضاف عميروش أن ربيع انخرط باكرا في حضارة الظل على غرار شعوب الشرق الأقصى حسب أحد النقاد الغربيين، مستشهدا بالمفكر الراحل عبد الكبير الخطيبي الذي قسم الحضارات في كتابه “الفن العربي المعاصر” إلى حضارة العلامة (اليابان والهند والصين والعالم الإسلامي) وحضارة الصورة (أوروبا والولايات المتحدة) وحضارة الإيقاع (أفريقيا).
وكان الفنان التشكيلي الحبيب المسفر، قدم في مستهل الملتقى نبذة عن الفنان التشكيلي عبد الكبير ربيع، ودراسته بفاس وفرنسا واشتغاله بالتدريس وارتباطه بالتدريس الجامعي إلى جانب أستاذ الجماليات موليم العروسي، ومساهمتهما في إحداث الإجازة التطبيقية في الفنون وربط شراكة بين كلية ابن مسيك بالدار البيضاء وكلية إكس أون بروفانس بفرنسا.
وقد ارتأت وكالة المغرب العربي للأنباء، المؤسسة الإعلامية الوطنية التي تضطلع بمهمة المرفق العمومي، تنظيم سلسلة لقاءات ثقافية بشكل دوري، رغبة منها في إسماع أصوات الفنانين، الذين اختارت نسبة كبيرة منهم التعبير عن طريق الفن، للجمهور الواسع.
وتهدف الوكالة من خلال تنظيم هذه اللقاءات إلى توفير فضاء للنقاش وتبادل الآراء بين الفنانين ونقاد الفن، أمام جمهور مهتم بقضايا ثقافية وفنية، تعكس الانفتاح الكبير والحوار في جميع الاتجاهات الذي يشهده المغرب منذ أزيد من 15 سنة.
اقرأ أيضا
وزيرة الثقافة الفرنسية تزور الجناح المغربي بمهرجان كان السينمائي
قامت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، اليوم السبت، بزيارة للجناح المغربي بالدورة 77 لمهرجان كان السينمائي، المنظم من 14 إلى 25 ماي الجاري.
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية – الدار البيضاء، التزام قوي وثابت بصحة الأم والطفل
شكل الاحتفال بالذكرى ال19 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، اليوم السبت بالدار البيضاء، تحت شعار ” ألف يوم الأولى: أساس مستقبل أطفالنا”، فرصة لتسليط الضوء على الالتزام القوي والثابت لهذه المبادرة الملكية لفائدة صحة الأم والطفل.
فرنسا-المغرب.. توقيع اتفاق حول الإنتاج المشترك والتبادل السينمائيين
وقع المغرب وفرنسا، اليوم السبت بمدينة كان، اتفاقا يهدف إلى إعطاء زخم جديد لتعاونهما في مجال الإنتاج المشترك والتبادل السينمائيين.
أخبار آخر الساعة
-
وزيرة الثقافة الفرنسية تزور الجناح المغربي بمهرجان كان السينمائي
-
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية – الدار البيضاء، التزام قوي وثابت بصحة الأم والطفل
-
فرنسا-المغرب.. توقيع اتفاق حول الإنتاج المشترك والتبادل السينمائيين
-
مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية .. جسر ثقافي متميز يربط المملكة بإفريقيا (منسقة لجنة التحكيم)
-
افتتاح مهرجان ماطا الذي يحتفي بالفروسية الشعبية على أرض التسامح والانفتاح
-
الدار البيضاء : إجهاض عملية تهريب وترويج شحنة مهمة من المؤثرات العقلية
-
أمين المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية يشيد بالالتزام الثابت للمديرية العامة للأمن الوطني بأداء واجبها في حماية الوطن والمواطنين
-
المركب السجني بخريبكة يحتضن الدورة الخامسة للمهرجان الثقافي لفائدة السجناء الأفارقة