التنوع الثقافي بالمغرب من المقومات الأساسية للوحدة الترابية للمملكة (السفير)

    هانوي-  أكد سفير المغرب بفيتنام السيد عز الدين فرحان، اليوم الثلاثاء بهانوي، أن التنوع الثقافي الذي يزخر به المغرب يعتبر إحدى المقومات الأساسية التي ترتكز عليها الوحدة الترابية للمملكة.
    

وأوضح السيد فرحان، في كلمة ألقاها خلال انطلاق أشغال ندوة دولية تنظم بهانوي، في إطار الاحتفال بالذكري السابعة والخمسين لأقامه العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفيتنام، تحت شعار “التنوع الثقافي والوحدة الوطنية : تبادل الخبرات بين المغرب وفيتنام”، أن “المغرب كان دائما، أمة تزحر بالتنوع الثقافي الذي يعتبر غنى الوحدة الوطنية للمملكة”، مشيرا إلى أن ثقافة المملكة تميزت على الدوام بكونها بوتقة للغات متعددة وعادات وتقاليد مختلفة المشارب أسهمت كلها في تعزيز وحدة المملكة.
وأضاف سفير المغرب أن الدستور الذي اعتمدته المملكة سنة 2011 في سياق الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي قادها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكد بوضوح على التنوع الثقافي كغنى للمملكة.
ومن جهته أبرز مدير المركز المغربي للدراسات والبحوث في العلوم الاجتماعية السيد عبد الله ساف أن الدستور المغربي يؤكد على أن المملكة متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية – الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية، مشددا على أن هذه الصيغه التي أبرزها الدستور المغربي لها دلالات قوية وتختزل المقاربة المغربية لمفهوم التنوع الثقافي.
وأضاف السيد عبد الله الساعف أن دستور 2011 يشدد على مبدئي التنوع والتعددية الثقافية ويعطيهما مدلولا شموليا من خلال أنشاء المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، موضحا أن اللغات الأخرى المستعملة في المغرب مكنت من تعزيز علاقات متجددة بين الثقافات والمجتمعات المحلية.
وأشار السيد الساعف إلى أن مسلسل إدماج السمات الثقافية الأخرى قد عززت الوحدة الوطنية ورسخت قيم التسامح في تعامل المجتمع إزاء التعبيرات الأخرى.
وفي السياق ذاته أبرز عميد كليه الآداب والعلوم الانسانيه في الرباط السيد جمال الدين الهاني أن المغرب، البلد المتجذر في التاريخ، شكل فضاء لتمازج ثقافات التي ساهمت في تكوين هويه وطنيه قوية، مشددا على الدور الهام الذي لعبه الموقع الجغرافي للمملكة كملتقى بين العالم العربي وأوروبا وافريقيا.
وقال إنه بالرغم من المحاولات الرامية إلى تقويض هذه الوحدة الوطنية، وخاصة من طرف الاستعمار، فإن المغاربة توحدوا لتحرير بلادهم من نير الاستعمار ودافعوا عن تنوعهم الثقافي برفضهم لمحاولات الفصل بين المكونين العربي والأمازيغي.
وأكد السيد جمال الدين الهاني أن الوحدة الوطنية تعززت بفضل عاملين هامين هما مؤسسة إمارة المؤمنين التي تعتبر ركيزة الوحدة الوطنية والالتحام من أجل إنهاء الاستعمار وتشيث المغاربة بالوحدة الترابية للمملكة.
ومن جهتها أكدت السيدة فاطمة الزهراء إفلاحن، الأستاذه بكلية الآداب والعلوم الانسانيه التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، أن التنوع الثقافي هو التعريف الحقيقي لهوية المغرب ، مشيرة إلى أن المغرب أعطى التنوع الثقافي بعدا عالميا من خلال إدراجه في الدستور كمكون للهوية المغربية.
وأضافت السيدة فاطمة الزهراء إفلاحن أن المغرب اختار أن يوطد خصائص ثقافته بالرغبة في الانفتاح على ثقافات أخرى ساهت في إغناء هويته ومكنت من إطفاء طابع التميز على الهوية المغربية.
ومن جانبه، أكد مدير معهد الدراسات الإفريقية والشرق الأوسط بفيتنام لي فوك مينه أن 54 مجموعة عرقية تتعايش في فيتنام وتساهم كل واحدة منها، بطريقتها الخاصة، في تعزيز هوية وطنية متفردة، موضحا أن الكفاح من أجل استقلال ساهم في توطيد الوحدة الوطنية في اطار احترام التنوع.
وأضاف أن فيتنام اتخذ قرارا يؤكد على المساواة بين الأعراق، مبرزا أن فيتنام تبذل مجهودا من أجل إحياء التقاليد والعادات كعامل لتأكيد حق الجماعات العرقية في الاختلاف.
وتميزت الندوة بحضور عدد من الأساتذة الباحثين والدبلوماسيين من بينهم عميد السلك الدبلوماسي المعتمد في هانوي ومدير مكتب اليونسكو في فييتنام ونائب مدير أداره افريقيا في وزاره الشؤون الخارجية الفييتنامية.
يذكر أن المغرب هو ثاني بلد في العالم وأول بلد إسلامي أقام علاقات دبلوماسية مع فيتنام بعد حصولها على الاستقلال.