آخر الأخبار
الجزائر في 2015، بحث عن الزمن الضائع

الجزائر في 2015، بحث عن الزمن الضائع

الأربعاء, 31 ديسمبر, 2014 - 10:20

(جمال شبلي)

الجزائر – إذا كانت الجزائر قد أتمت سنة 2014 بما لها وما عليها، فإنها تترقب سنة موالية أكثر سوداوية بتأكيد دخول البلاد مرحلة التقشف بعد فترة طويلة من الرخاء.وليست الأزمة الاقتصادية التي يبدو أنها ستكون حادة ببلد نفطي بفعل التوقعات المتشائمة إزاء السوق الدولية للذهب الأسود، المصدر الوحيد لقلق النظام الجزائري، حيث إن الجبهة الاجتماعية ستقول، بدورها، كلمتها دون إغفال الإصلاح السياسي الذي طال انتظاره.
وبالنظر إلى ما أفرزته سنة 2014، فإن العام اللاحق سيكون لا محالة حاسما في تحديد مستقبل بلد محكوم عليه بالبحث عن جسر ملائم يمكنه من العبور إلى مرحلة ما بعد النفط، لكن مع هامش ضيق للمناورة، على اعتبار أن اقتصاده قائم بشكل كلي على الريع.
وأمام مستقبل مبهم وغير مطمئن للمحروقات، تبحث الحكومة عن طوق نجاة يخلصها، كليا، من التبعية لهذا القطاع، من خلال التوجه نحو أنشطة أخرى أسقطها النظام من حساباته كالفلاحة والصيد البحري والسياحة. إلا أن هذه القطاعات التي لم تعرف أي إقلاع رغم الأغلفة المالية التي ضخت فيها، لن تخلص البلاد من هذه الوضعية الحالية، لكون تحضيرها وجني مردوديتها لن يتحققا بين عشية وضحاها.
وهذا ما دفع زعيم حزب سياسي، مؤخرا، إلى التساؤل “ماذا فعلنا عندما كان سعر البرميل في حدود 140 دولار؟”، في انتقاد صريح للسياسات الاقتصادية التي سنتها الحكومات المتعاقبة طيلة 15 سنة الماضية، حيث فشلت في تنويع مصادر الثروة الوطنية.
وتذهب تحليلات إلى أن الجزائر في حاجة “لمعجزة” لاجتياز هذه المرحلة المضطربة. ذلك أن تهاوي أسعار النفط سيكبد خزينة الدولة خسائر يومية تقارب 50 مليون دولار، أي 18 مليار دولار ستنضاف إلى النزيف الذي تسببه الواردات لمالية البلد.
ولمواجهة هذه الوضعية التي لم تكن في الحسبان، شرعت الحكومة في تهيئ الرأي العام لمرحلة التقشف والاقتطاعات من الميزانية. والبداية كانت مع الإعلان الرسمي عن تجميد التوظيف في القطاع العمومي في 2015، في إجراء يجسد مدى حجم الأزمة.
ونقلت صحيفة محلية عن مسؤول رفيع قوله إن زمن الرخاء قد ولى، والظرفية تستدعي الالتزام بأقصى درجات الصرامة المالية على كافة المستويات، وأن إجراءات مشددة تم اتخاذها.
وحسب متتبعين، فإن هذا التوجه الجديد من شأنه تأجيج الاحتجاجات الشعبية التي سيجد النظام المتهم ب”سوء التسيير” و”الفوضى”، نفسه عاجزا عن توفير الموارد الضرورية لشراء السلم الاجتماعي، الذي كان يلجأ إليه لسنوات طويلة، مستفيدا في ذلك من عائدات المحروقات التي كانت ولا تزال تشكل نسبة 97 في المائة من مجموع صادرات البلاد.
ومع هذا العد العكسي، أخذت الأنظار تتجه نحو مناطق الجنوب، لا سيما ورغلة وحاسي مسعود، حيث يبدو أن العاطلين مستعدون لتصعيد حركاتهم الاحتجاجية، خاصة وأن تجميد التوظيف المعلن عنه والذي يوصف بكونه “قرارا غير شعبوي”، قد يدفع الوضع بهذه المناطق إلى ما لا يحمد عقباه.
وعلى الجبهة الاجتماعية، ستجد الحكومة نفسها، أيضا، أمام محك سخاء سياسة الدعم، التي فقدت مكانها مع وضعية المالية العمومية، محك يهدد السلم الاجتماعي، بعدما كان سلاحا يلجأ إليه النظام لسنوات.
وحتى إذا كانت الحكومة تشدد على أن سياسة الدعم لن يتم التخلي عنها، فإن هذا الوعد يظل رهينا بتحولات سعر البرميل خلال الأسدس الأول من 2015، وهي الفترة الزمنية التي يراهن عليها وزير الطاقة يوسف يوسفي لاستعادة سعر النفط لسابق عهده.
وفي حال استعاد سعر النفط عافيته في أفق يونيو المقبل، فإن القادة الجزائريين سيتنفسون الصعداء مما يكسبهم جرعة أكسجين تمكنهم من الوفاء بالتزاماتهم، لكن وإذا ما كان الأمر غير ذلك، فإن التقشف سيطال دعم المواد الأساسية أبرزها الخبز والمحروقات والكهرباء والماء، إلى جانب الرفع من الرسوم والضرائب.
وفي ظل تأفف السلطة الحاكمة من هذا الوضع، بعثت المعارضة التي تعزو الأزمة الاقتصادية بالجزائر إلى سوء تدبير الشؤون العمومية، إشارات إلى أن سنة 2015 ستكون موعدا للانتقال الديمقراطي في هذا البلد، مستفيدة في ذلك من الوضع الهش للنظام في ظل هذا الواقع الجديد الذي لم يكن في حسبانه.
ولتحقيق هذا المسعى، اختارت المعارضة مطلع يناير المقبل لإعلان مخطط عملها بتزامن مع النقاش المتجدد حول مشروع التعديل الدستوري الذي كان وعد به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أبريل 2011.
هذا التعديل الذي لا زال لم يحسم في طريقة المصادقة عليه في ظل تباعد وجهات النظر بشأنه بين أجنحة النظام، وفي ظل الغموض حول طريقة اعتماده (عن طريق البرلمان أو استفتاء شعبي)، وكذا في ظل المصير المجهول للمشاورات التي أجراها أحمد أويحيي مدير ديوان رئاسة الجمهورية منذ سبعة أشهر بخصوص مشروع أسمى وثيقة دستورية للبلاد.
فبين، إذن، رغبة المعارضة في ممارسة مزيد من الضغوط لإطلاق إصلاحات سياسية وإكراه تهاوي سعر البرميل، يجد النظام الجزائري نفسه أمام وضع لا يحسد عليه، وضع قد تتجلى معالمه في 2015.

اقرأ أيضا

المعرض الدولي للنشر والكتاب: جلسة تناقش دور المجلس الأعلى للحسابات في تخليق الحياة العامة

الأحد, 12 مايو, 2024 في 17:18

احتضن رواق المجلس الأعلى للحسابات بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، اليوم الأحد، جلسة حول موضوع “دور المجلس الأعلى للحسابات في تخليق الحياة العامة: التصريح الإجباري بالممتلكات نموذجا”.

السنغال.. مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تنظم مسابقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده

الأحد, 12 مايو, 2024 في 15:20

نظم فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في السنغال، أمس السبت بدكار، النسخة الخامسة من مسابقة حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده.

التنس: المغرب يتوج بطلا لإفريقيا لأقل من 14 سنة ذكورا وإناثا ويتأهل لبطولة العالم

الأحد, 12 مايو, 2024 في 13:41

توج المغرب بطلا لإفريقيا في التنس للفرق في فئة أقل من 14 سنة ذكورا وإناثا، في ختام هذه المسابقة التي نظمت من 6 إلى 11 ماي بتونس، ليحجز بذلك بتذكرة بطولة العالم المقرر إجراؤها بالتشيك في غشت المقبل.