الجولة الملكية الإفريقية تتويج للنجاح الكبير لاستراتيجية التعاون جنوب-جنوب التي يعمل جلالة الملك على التعبئة لها إفريقيا (خبير)

                             (أجرى الحديث : فيصل عاشق الليل)

   الداخلة – قال السيد عبد الفتاح الفاتحي الأكاديمي والخبير في قضايا الساحل والصحراء، إن الجولة التي بدأها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لعدد من بلدان شرق إفريقيا ، تأتي تتويجا للنجاح الكبير الذي حققته استراتيجية تعاون جنوب- جنوب التي يعمل جلالته على التعبئة لها إفريقيا.

   وأكد السيد الفاتحي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن استراتيجية التعاون جنوب- جنوب، التي ينهجها جلالة الملك اتجاه إفريقيا، قائمة على أساس الشراكة الندية والتضامنية، فضلا عن تجربة المغرب في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وكذا استراتيجية إصلاح الحقل الديني لكبح خطاب العنف والتطرف.

   وشدد الخبير المغربي على أن الزيارة الملكية إلى روندا وتنزانيا وإثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، ستفتح أفقا لمزيد من التعاون المغربي الإفريقي، سياسيا واقتصاديا وثقافيا، لافتا إلى أن جلالة الملك وهو يمدد مجالات الجيواستراتيجية المغربية، فإنه يجسد ذلك عبر خطط واستراتيجيات ومشاريع أثبت نجاعتها في إفريقيا الغربية بالنظر إلى فعالية مشاريع التعاون الثنائية مع الدول الإفريقية.

   إن الزيارة الملكية، يؤكد السيد الفاتحي، تأتي بالتزامن مع الجهود التي يقودها المغرب لإنجاح محطة كوب 22 للمناخ، حيث تعد إفريقيا ضحية الدول الكبرى في تلويث العالم، وهو ما يرفض تاضامنا افريقيا واسعا حتى تتكلم القارة بصوت واحد خلال هذه التظاهرة العالمية.

   وأبرز الخبير أن الحكمة الملكية اليوم، تستوعب أن نجاح استراتيجية تعاون جنوب – جنوب يجب أن تواكبها تعبئة سياسية لدى دول إفريقيا الشرقية لتنسيق المواقف وبناء تصورات موحدة حول متطلبات التنمية.

  ووفقا لهذا النسق، يضيف المتحدث، يؤسس جلالة الملك لعلاقات تعاون أرحب في العمق الإفريقي، مفتاحها التعبئة لعودة المغرب السريعة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، ذلك أن إفريقيا لا يمكنها تحقيق رهاناتها ورفع تحدياتها إلى بكامل أعضائها الحقيقيين، وبتصحيح منطلقات العمل السياسي وفقا للميثاق التأسيسي للإتحاد الإفريقي والذي لا يعترف إلا بعضوية الدول الوطنية.

 وذكر السيد الفاتحي أن الزيارة الملكلية للبلدان الثلاثة ستتطرق لقضيا ثنائية واقليمية ذات اهتمام  مشترك ، من قبيل عودة المغرب للاتحاد الإفريقي مسجلا في هذا الصدد ان هذه الدول بادرت للترحيب بقرار المملكة بهذا الشأن .

  وأضاف أن التنسيق بين المغرب وإثيوبيا ظل قائما بخصوص القضايا الافريقية والدولية، كما أن إثيوبيا أبدت اهتماما كبيرا بتجربة المغرب في محاربة الإرهاب وتجربة المغرية في دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي لبلادها.

   وبخصوص رواندا قال السيد الفاتحي، إن الزيارة الملكية إلى هذا البلد تأتي بعد زيارة قام بها الرئيس الروندي إلى المغرب في يونيو من السنة الجارية ووشحه جلالة الملك بأعلى وسام تمنحه الدولة المغربية تأكيدا على أوج التنسيق بين البلدين.

  وأوضح الخبير في قضايا الساحل والصحراء، أن روندا كانت خلال عضويتها الأخيرة بمجلس الأمن سندا قويا للمغرب في ملف الوحدة الترابية، وتواصل هذا التعاون حين رئاسة روندا لمنظمة الاتحاد الإفريقي، حيث ساهم الرئيس الروندي في الدفاع عن فحوى الرسالة الملكية التي عبرت عن رغبة المغرب في العودة إلى الاتحاد الافريقي.

   وعن العلاقات المغربية التنزانية، أكد الخبير المغربي، أنها ظلت طبيعية وغن لم ترق إلى مستوى التطلعات ، كما تميزت بالتشاور المستمر فيما يخص الوضع الإفريقي والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث سبق لجلالة الملك أن قام ببعث رسائل إلى الرئيس التنزاني أعقبتها زيارة الأمين العام للحزب الثوري الحاكم في تنزانيا إلى الرباط في أبريل 2015. حيث أبدى المسؤول التنزاني إعجابه بالنموذج التنموي المغربي والأمن والاستقرار الذي يعيشه المغرب في منطقة تشهد اضطرابات حادة.

   وذكر السيد الفاتحي أنه سبق لتنزانيا أن أعربت في عدة مناسبات عن أملها في استعادة المغرب لعضويته في الاتحاد الإفريقي، وهو ما عزز الاهتمام المغربي بهذا البلد الشقيق متجليا في تعيين سفير مفوض فوق العادة للمملكة بتنزانيا، في إشارة إلى الأهمية الاستراتيجية سياسيا واقتصادية لهذا البلد الإفريقي.