السنة الأمازيغية الجديدة 2966 .. “إيض يناير” احتفالية  الإنسان والأرض والذاكرة

السنة الأمازيغية الجديدة 2966 .. “إيض يناير” احتفالية الإنسان والأرض والذاكرة

الإثنين, 11 يناير, 2016 - 10:42

(بقلم .. حسين ميموني)

الرباط – تحل يوم 13 يناير الجاري السنة الأمازيغية الجديدة (إيض يناير 2966)، لتذكر باحتفالياتها المفعمة بالألوان والأطباق والرموز استمرارية تقويم موغل في القدم استطاع بفضل أصالته أن يغالب النسيان وأن يتحدى عوادي الزمن.
وتشاء صدفة التقويم أو منطق التاريخ أن يصادف هذا الاحتفال السنوي الذكرى ال72 لتقديم عريضة الاستقلال (11 يناير 1944) في ترابط رمزي يصل الماضي بالحاضر بإحالته الدائمة إلى تربة وفية للإنسان والأرض والذاكرة، وإلى مغرب قوي بتجذر وثراء روافده الثقافية وانفتاحها على العالم .
والحال أن الاحتفال ب”إيض يناير” لا يعدو كونه “إنصافا للذاكرة والثقافة الأمازيغية باعتبارهما رافدين أساسين ضمن باقي مكونات الهوية الوطنية”، بحسب أحمد صابر، عميد سابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير.
ويؤكد صابر، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “مثلما لا يمكن حجب الشمس بالغربال، يجب إنصاف الذاكرة والثقافة الأمازيغية بإعطائها فرصة للظهور ولإغناء الهوية المغربية المتكاملة بمختلف مكوناتها”.
ويوضح أن هذا البعد ينسجم مع مقتضيات الدستور ومع الخطابات الملكية التي ما فتئت تشدد على “غنى هذه الهوية المغربية بروافدها العربية الإسلامية والأمازيغية والحسانية ومختلف التعابير الأخرى ومن جملتها الطقوس اليهودية التي لا ينبغي أن نتنكر لها بأي حال”.
وعلى ذكر الأصول، يشير صابر أن “إيض يناير”، الذي يعني بالأمازيغية ليلة يناير، يرجع صدى احتفاء الأمازيغ باعتلاء الملك “شيشونغ” عرش مصر القديمة “إذ ما تزال منطقة سيوا بمصر تحيي طقوس هذا الاحتفال الأمازيغي”.
ودون الخوض في تفاصيل وسياقات وصول “شيشونغ”، مؤسس الدولة الفرعونية الثاني عشرة، إلى حكم مصر القديمة، شدد الباحث على أن الاحتفال بهذه الذكرى يحيل إلى تقويم قديم يعود إلى ما قبل الميلاد ويرتكز أساسا على الطقوس الفلاحية التي تختلف من منطقة أمازيغية إلى أخرى حتى داخل المغرب.
ويفيد ذات المتحدث، المعروف بكتاباته التاريخية الرصينة، بأن المرجعية الفلاحية تمثل النقطة المشتركة بين مختلف مظاهر الاحتفال الأمازيغي، مبرزا أن منطقة سوس على سبيل المثال تحتفي بهذه الذكرى بإعداد ما يسمى “تاكولا نيض يناير” أو ما يقابل “العصيدة” التي تهيأ بحبوب الشعير أو الذرة.
وهو نفس الطرح الذي يشدد عليه الفاعل الجمعوي وأستاذ التاريخ، خالد العيوض، بقوله إن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يمثل “احتفاء بالأرض واحتفالا بالذاكرة وبالإنسان باعتبارهما مكونات أساسية لهوية وطنية في كل أبعادها المتعددة من غير إقصاء”، معتبرا أن الاحتفال ب”إيض يناير” يحيل بالأساس إلى الذاكرة “وحينما نتحدث عن الذاكرة نتحدث بالضرورة عن الهوية وبالتالي عن الجذور والأصول”.
وعن هذه الطقوس تحديدا، يبرز العيوض أن “إيض يناير” يعتبر بهذا المعنى إيذانا ببداية الاستعداد للموسم الفلاحي ويحيل في نفس الوقت إلى التيمن بالخصب، وإلى ذكرى سنوية يلتقي فيها الأحبة ومناسبة لتجديد الروابط وصلة الرحم بالأهل وبالجذور حول أطباق غالبا ما يهيأ بعضها مرة في السنة، ومنها أكلة “أوركيمين” التي يتم إعدادها بسبعة حبوب (الشعير القمح الذرة والفول والعدس ….).
وبحسبه، فإن هذه الأكلة تمثل، بحكم بعدها الرمزي الذي لا تخطئه عين لبيب، طبقا يختم موسما فلاحيا انقضى بما تبقى من حبوب ويفتح الشهية والأماني لموسم فلاحي قادم، معتبرا أن إعداد هذا الطبق بقوائم الأنعام (كرعين) يحيل إلى أحد أبعاد الهوية الأمازيغية بما هي “مكون اجتماعي يعتمد الفلاحة والرعي كمصدر رزق وبقاء”.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الساسة سجالهم بشأن القوانين التنظيمية الخاصة باللغة الأمازيغية وبالمجلس الوطني للغات والثقافة، ما انفكت ” تاكلا”، الأكلة الشهية التي تقدم مع خليط من العسل وزيت الأركان أو مع العسل والزبدة، تواصل تألقها كطبق رمزي لا يقل جاذبية في العديد من الأوساط عن كعكة عيد الميلاد، عيد ميلاد السنة الأمازيغية الجديدة.
ومن يدري، فربما كان من نافلة القول إن استحقاقات سنة انتخابية بامتياز تستدعي استحضار طقس استثنائي في الطبق الأمازيغي ليلة “إيض يناير” يتمثل في دس نواة ثمرة (تمر) داخل الطبق ومن يعثر على النواة يعتبر”إغرمي” ، أي محظوظ السنة على جميع المستويات.

اقرأ أيضا

افتتاح الموقع الأثري لشالة أمام الزوار بعد إنجاز أعمال الترميم

الإثنين, 20 مايو, 2024 في 23:46

أعلنت شركة التنمية الجهوية “الرباط الجهة للتراث التاريخي”، المسؤولة عن إدارة واستغلال الموقع الأثري لشالة، اليوم الاثنين، عن افتتاح الموقع أمام الزوار بعد إنجاز أعمال ترميم هامة بدأت سنة 2021.

الرباط.. انطلاق أسبوع الترويج الاقتصادي لبوروندي بالمغرب

الإثنين, 20 مايو, 2024 في 23:30

انطلقت، اليوم الاثنين بالرباط، فعاليات أسبوع الترويج الاقتصادي لبوروندي بالمغرب، وذلك بهدف تعزيز الإمكانات الاقتصادية لبوروندي بالمملكة بمختلف قطاعات الأنشطة وتشجيع تطوير شراكات تجارية مربحة بين الفاعلين المغاربة والبورونديين.

إطلاق العديد من الورشات في أفق تفعيل خدمات الجيل الخامس من الأنترنيت (وزيرة)

الإثنين, 20 مايو, 2024 في 21:51

أفادت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، اليوم الاثنين بمجلس النواب، بأنه تم إطلاق العديد من الورشات استعدادا لاستقبال خدمات الجيل الخامس من الأنترنيت.