الصورة السينمائية، رسالة صادقة تحمل الفرجة والحب، وتهب الحق في الحلم (مخرجة مغربية)

   –حاورتها فاطمة الزهراء الراجي–

   الرباط  – اعتبرت المخرجة وكاتبة السيناريو المغربية نادية المهيدي، أن الصورة السينمائية رسالة صادقة تحمل الفرجة والحب، كما تهب للمشاهد الحق في الحلم.  

   وقالت المهيدي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الدورة ال11 للمهرجان الدولي لفليم المرأة بسلا، أن المشاهد (المواطن) من حقه أن يجد صناعة سينمائية تعبر عنه وتحترم كرامته وتمنحه الحق في الحلم.

   وأضافت المهيدي، التي تشارك في المهرجان بفيلمها القصير “بضاض” أن الفن السابع، بكل ما يمتاز به من فرادة، بات جسرا يعيد الاعتبار للجوانب المعتمة من المجتمع، ونافذة على عوالم قد تعجز باقي الفنون عن اختراقها.

   وعن حضور المرأة في السينما، أبرزت المتحدثة، أن فكرة تحسين صورة المرأة باتت متجاوزة الآن، “فالمرأة المغربية في واقعها ومعيشها اليومي تتجاوز بكثير الصورة التي ينقلها الإعلام  والسينما”، مؤكدة أن الرهان يتمثل في نقل صورة مجتمعية صادقة وملهمة عن الأنثى والارتقاء بتمثيليتها داخل العمل الفني.

  كما اعتبرت أن السينما ما زالت تحصر المرأة في أدوار كلاسيكية نمطية، وتتجاهل النماذج المشرقة وكافة الصور الإيجابية والواقعية، التي تعد وصفات نجاح للأجيال المقبلة، إلى جانب التركيز على علاقة الصراع بينها والرجل (الذكر) والنماذج الهامشية والشاذة.

   وعن فيلم “بضاض” (الحب)، الذي عرض أول أمس الخميس، ضمن فعاليات المهرجان، قالت إنه يتناول موضوع الحب في زمن انتشرت فيه وسائل التواصل الاجتماعي، وحيث تنشأ علاقات افتراضية يغيب فيها التواصل المباشر. كما يتناول حالات الحب ما بعد سن الأربعين، في محاولة لإبراز صور وقصصص مغايرة لتلك التي كرسها المخيال الجماعي.

  أما عن السينما المغربية، فقالت إنها تعيش في حالة تضارب ومفارقة، بين زخم نسبي في الإنتاج، وضعف الإقبال على القاعات السينمائية وتراجعها في السنوات الأخيرة، مؤكدة أن ثمة شباب يحملون رؤى جديدة وأفكار لتطوير الفن السابع.

   وأكدت أن العمل الناجح هو الذي يضيء الجوانب المظلمة من المجتمع، ويسمح للجمهور بأن يطالع تيمات متنوعة في قوالب فنية متقنة، ويعيد ارتباط المغاربة بالسينما، التي كانت فضاء للفرجة والترفيه والتثقيف “يمكنه تنشيط مددنا على المستويين الفني والثقافي”.

   ولنادية المهيدي، وهي إعلامية ومخرجة وكاتبة سيناريو، فيلمان قصيران آخران، هما “الراية البيضا” و”كنكسيون”.

   يذكر أن المهرجان الدولي لفيلم المرأة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يختتم اليوم السبت، ظل وفيا لأهدافه على امتداد دوراته إذ يخصص برمجة متنوعة وغنية تستجيب لجميع الأذواق وتفتح المجال للاطلاع على تجارب سينمائية أبدعتها نساء سواء مغربيات أو من مختلف الآفاق الجغرافية ،ساهمن في إغناء الخزانة السينمائية.