العمل الإنساني ركيزة أساسية للسياسة الخارجية المغربية (دبلوماسي)

جنيف – قال نائب السفير الممثل الدائم للمغرب بجنيف، إن العمل الإنساني يشكل ركيزة أساسية للسياسة الخارجية للمملكة التي تحرص على إعطاء الأولوية لمحيطها الإقليمي القاري.

وأوضح عبد الله بوتدغارت، اليوم الجمعة، في كلمة المملكة بمناسبة الاجتماع السنوي لقسم الشؤون الإنسانية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، أن التجارب التي تراكمت لدى المغرب خلال السنوات الأخيرة في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، تعكس التزام المغرب القوي بتقديم المساعدة للسكان المتضررين من الأزمات وتلبية احتياجاتهم من الأدوية والرعاية الطبية والمنتجات الغذائية.

وأضاف أن التضامن الفعال والطويل الأمد الذي وجه العمل الإنساني للمملكة منذ استقلالها قد تجلى من خلال المستشفيات الميدانية المغربية المنشأة في الخارج، والتي تشكل تجربة رائدة تعكس انخراط المملكة القوي في خدمة العمل الإنساني في العديد من مناطق الأزمات حول العالم.

كما تجسد هذا الالتزام، حسب الدبلوماسي، في سياق جائحة كوفيد-19، من خلال تقديم المساعدة الطبية في إطار التعاون بين بلدان الجنوب.

وأشار إلى أن المغرب رصد، في إطار مساهمته في جهود ضمان الأمن الغذائي، أكثر من نصف مليون طن من الأسمدة، أو 20 في المائة من إنتاجه الوطني، لصالح البلدان الإفريقية، على شكل تبرعات أو مبيعات بسعر التكلفة.

في سجل آخر، وفيما يتعلق بحماية المهاجرين واللاجئين، تحدث السيد بوتدغارت عن استضافة المغرب، في الفترة من 13 إلى 15 يونيو، للاستشارة العالمية الثالثة حول صحة اللاجئين والمهاجرين، والتي توجت بـ “إعلان الرباط”، الذي أعاد التأكيد على مركزية تسجيل اللاجئين كتدبير من تدابير الحماية الدولية.

وأكد في هذا الصدد، على الأهمية الحيوية لدعم عمليات التسجيل والتوثيق كأدوات رئيسية لحماية اللاجئين، وكمؤشر أساسي في تقييم المساعدة الإنسانية.

وشدد على المسؤولية الأساسية للبلدان المضيفة في عملية التسجيل هذه لتجنب أي استغلال للاجئين، ولا سيما تجنيد الأطفال في الميليشيات المسلحة، وتحويل المساعدات الإنسانية.

ومنذ العام 1998، يشكل قسم الشؤون الإنسانية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي منبرا أساسيا لمناقشة الأنشطة والقضايا المتعلقة بتعزيز تنسيق وفعالية المساعدة الإنسانية للأمم المتحدة. ويتيح للدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة والجهات الإنمائية الفاعلة والقطاع الخاص والشركاء الآخرين في المجال الإنساني فرصة مناقشة التحديات الإنسانية الحالية والناشئة والمواضيع ذات الأولوية وتبادل الخبرات والدروس المستفادة.

وتتمحور أشغال هذه الدورة حول تعزيز المساعدة الإنسانية في زمن الاحتياجات الإنسانية العالمية غير المسبوقة وقيادة التحول وإيجاد الحلول لمواجهة التحديات العاجلة المتمثلة في تزايد انعدام الأمن الغذائي وخطر المجاعة والمخاطر المتصلة بالتغير المناخي.