الفيلم القصير مدرسة مهمة لتكوين المخرجين الشباب وخطوة أساسية نحو الاحترافية (محمد عبد الرحمان التازي)

(أجرى الحوار: أحمد الكرمالي)

مكناس- اعتبر المخرج السينمائي المغربي محمد عبد الرحمان التازي الفيلم القصير مدرسة مهمة بالنسبة للمخرجين الشباب من أجل اكتساب مهارات تقنية وفنية في الميدان السينمائي.
وأكد عبد الرحمان التازي، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء على هامش فعاليات الدورة الرابعة للملتقى السينمائي للفيلم القصير بمكناس الذي نظمته جمعية (سيرفيس آر) من 26 إلى 28 دجنبر الجاري، على الأهمية الكبيرة للشريط القصير باعتباره يشكل الخطوة الأولى والأساسية بالنسبة للفنان نحو الاحترافية والمهنية والتمكن من إخراج أفلام طويلة.

وشدد المخرج السينمائي، الذي تم تكريمه الجمعة المنصرمة خلال الأمسية الافتتاحية للملتقى، على أهمية التكوين واكتساب التقنيات في مجال إخراج الشريط القصير، خاصة لدى الشباب حتى يلجوا عالم السينما بكل حرفية ومهنية.

وأوضح في هذا الصدد أن هناك أفلاما قصيرة “جيدة” لمخرجين هواة ولجوا ميدان السينما، انطلاقا من “حب وتفان وعشق” لهذا النوع من الأفلام، مقابل شباب، بمجرد أنهم أنجزوا عددا قليلا من الأشرطة لا يتجاوز ثلاثة، أصبحوا يرغبون وبشكل سريع في إنجاز أشرطة طويلة والحصول على البطاقة المهنية دون أن يكتسبوا تجربة وتكوينا في المجال.

واستحضر المخرج السينمائي، الذي يعد من “الرعيل المؤسس للصناعة السينمائية في المغرب”، نماذج متميزة لمخرجين سينمائيين مغاربة كفوزي بنسعيدي ونبيل عيوش ومحمد مفتكر اكتسبوا شهرة في إخراج الأفلام الطويلة لأن بدايتهم كانت مع الفيلم القصير بإنجازهم لعدة أفلام “متميزة” اكتسبوا خلالها تجربة وخبرة مهنية وبرهنوا من خلالها على كفاءتهم واحترافيتهم في إخراج الأفلام الطويلة.

وتوقف عند الصعوبة التي تميز إنجاز شريط قصير والمتمثلة في ضرورة توفر المخرج على تصوره الخاص لموضوع الفيلم انطلاقا من نص مكتوب بطريقة “رزينة” مع تحكمه في ضبط المدة الزمنية القصيرة، وأن يوظف كل ما يتبادر في ذهنه فنيا وتقنيا وجماليا ويعبر في وقت وجيز عن عدة أشياء وبطريقة فيها إبداع وجمالية.

وحث عبد الرحمان التازي المخرجين الشباب المهتمين بالأفلام القصيرة على ضرورة امتلاك “قريحة ورزانة وتكوين” وممارسة أكبر في هذا المجال لاكتساب التجربة والمهارات التقنية والفنية قبل ولوجهم للأفلام الطويلة، مشيرا إلى أنه رغم الإنتاج السنوي من الأشرطة القصيرة الذي يصل إلى 80 شريطا والذي يبقى “لابأس به”، فإن ما بين 10 و15 في المئة فقط منها هي أفلام من “مستوى عال”.

وأضاف أن الشريط القصير لا يتوفر على فرص وإمكانيات لعرضه على الجمهور باستثناء المهرجانات محليا أو وطنيا أو دوليا، داعيا القناتين التلفزيتين الأولى والثانية للاهتمام بهذا النوع “الإبداعي السينمائي” من خلال ابتكار برامج تهتم بعرض الأفلام القصيرة على الجمهور.

وأسدل الستار، أمس الأحد، على الملتقى السينمائي الرابع للفيلم القصير بتتويج أربعة أفلام بجوائز أحسن سيناريو وأحسن إخراج وجائزة لجنة التحكيم، فيما تم حجب الجائزة الكبرى لدورة هذه السنة بعدما سجلت لجنة التحكيم أثناء إعلانها عن النتائج “عدم استجابة باقي الأفلام للحاجيات الفنية والإبداعية التي تتطلبها مثل هذه المسابقات”.

وفازت المخرجتان فاطمة أكلاز ونورا أزروال مناصفة بجائزة لجنة التحكيم عن فيلميهما على التوالي “الراعية” و”فاكهة محرمة”، وحاز فيلم “لخاوة” ليوسف بريطل جائزة الإخراج، في حين عادت الجائزة الخاصة بمسابقة أحسن سيناريو لأسماء المدير عن فيلم “جمعة مباركة”.

كما تم توزيع شهادات تقديرية على المشاركين في ورشات تكوينية حول المونطاج الرقمي خلال الملتقى الذي تنافس فيه 18 فيلما قصيرا ضمن المسابقة الرسمية.

وترأس محمد عبد الرحمان التازي لجنة تحكيم هذه الدورة التي ضمت في عضويتها كلا من الأديبة ربيعة ريحان والمخرجة السينمائية ليلى التريكي والناقد السينمائي فريد أبوجيدا وفنان الكاريكاتور محمد بيوض، المدير الفني للمهرجان الدولي لفيلم التحريك بمكناس.