الكاتبة كيرين بينولييل: لا محيد عن الكتاب لنقل الرؤى الثقافية عن طريق الخيال

الكاتبة كيرين بينولييل: لا محيد عن الكتاب لنقل الرؤى الثقافية عن طريق الخيال

الإثنين, 19 نوفمبر, 2018 - 16:47

بوينوس أيريس – اعتبرت كيرين بينولييل، كاتبة المجموعة القصصية الموجهة للأطفال “لوبيتا وأصدقاؤها”، أن الكتاب آلية محورية تمكن من نقل الرؤى الثقافية عبر منظور الخيال، ومن هنا تنبثق أهميته في نقل المعرفة والثقافة إلى الطفل.

وأوضحت الصحافية والكاتبة والناشرة الفرنسية من أصول مغربية، التي حلت اليوم الاثنين ضيفة على اللقاء الدوري لقطب وكالة المغرب العربي للأنباء بأمريكا الجنوبية الذي يتخذ من العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس، مقرا له، أن “الأفكار الواردة في الكتب لا تشمل ببساطة الحث على القراءة وإنما بالأحرى نقل ثقافة ما (…) كما هو الشأن بالنسبة لنقل القصص العائلية وكما هو الحال مع تجربتي بخصوص قصتي المغربية”.

وبرأي الكاتبة، التي بصمت على مسار إعلامي وأدبي متميز، فإن دور نقل المعارف والحاجة الى تقاسم ثقافتها التعددية وهويتها متعددة الجوانب هو ما دفعها الى الانخراط في مغامرة أدب الأطفال بعد عقدين من العمل في مجال الصحافة، الذي قرنته بأنشطة مهنية أخرى في ميدان الصناعة السينمائية والموضة.

وتحكي بينولييل قائلة “لقد حططت الرحال بالأرجنتين عام 2011 من أجل قضاء سنة سبتية أركن فيها إلى الراحة و إلى اكتشاف ثقافة البلاد، لكن طاب لي المقام في هذه الديار وانتهى الأمر بتأسيس أسرة.. لقد بدأت الكتابة من أجل تقاسم هويتي متعددة الثقافات مع طفلي الصغيريْن وقرائي الصغار من الناطقين بالفرنسية والاسبانية”.

من خلال شخصية لوبيتا، السلحفاة الصغيرة التي تتسم بالذكاء والغرابة، وأصدقائها الصغار ستان وتورفيك وأرتشي وإيريس وروبي ولاحقا ليونورا، تنسج كيرين عالما خياليا تمتزج فيه  الثقافة المغربية والفرنسية والكونية لتعطي ولادة مجموعة قصصية بثلاث لغات (الفرنسية والاسبانية والانجليزية) موجهة للأطفال سيرى الجزء السادس منها النور في بداية دجنبر المقبل.

وبالنسبة للناشرة بينولييل، التي رأت النور في باريس سنة 1976، فإن خيار اقتراح إصدارات بثلاث لغات تنبثق من فكرة دائمة مفادها الانفتاح على الآخر وترجمة الروابط الثقافية لأنه “لا يكفي ببساطة الجمع بين الثقافات وإنما تجاوز ذلك” نحو آفاق أرحب.

وأبرزت كيرين، التي درست الحقوق في جامعة السوربون والصحافة بالمدرسة العليا للصحافة بباريس، أنها استلهمت شخصية “لوبيتا” من سلحفاة صغيرة جلبها عمها الأكبر الى منزل أجدادها بالرباط لتكون رفيقة لأحد أبناء عمها الذي كان يعاني من مرض نادر حينها.

وتحكي كيف أن الطفل الصغير استعاد عافيته بشكل سريع ومثير للدهشة فيما قررت عائلة كيرين الاحتفاظ بالسلحفاة الصغيرة وأطلقت عليها اسم “شفاء” لأنها ساهمت في استعادة عافية ابن العم الصغير.

وتعود القاصة الفرنسية من أصول مغربية بذاكرتها إلى الوراء وتحكي كيف كانت “شفاء” “صديقة لها ولأشقائها في اللعب حينما كانت طفلة صغيرة تزور عائلتها في العطل، قائلة إنه لم يكن يخطر ببالها أنه بعد ثلاثين عاما من ذلك ستصبح السلحفاة الصغيرة كائنا هاما بالنسبة لها.

و من هذه التجربة تحتفظ كيرين في قلبها بحب كبير للمغرب “الأرض التي يحب فيها الجميعُ الجميعَ، حيث يتعايش فيها المسلمون واليهود وغيرهم في وئام و انسجام”.

وتابعت الكاتبة الفرنسية الولادة و المغربية الهوى مبرزة أن “اليهود المغاربة الذين غادروا بلدهم يشدهم الحنين إلى الحياة الجميلة التي قضوها في المغرب”.

وتضيف قائلة “إن ما يصنع جمال بلد ما هو أهله (…) إني أشعر بالفخر لأنني أحمل هذه الثقافة وبفخر وسرور أقوم بنقل هذا الإرث إلى أطفالي”، مسلطة الضوء على الخصوصيات “الاستثنائية” للمملكة من وجهة النظر التاريخية والجغرافية والمناخية.

واغتنت تجربة تلاقح الثقافات التي استفادت منها كيرين منذ الصغر بفضل أسفارها على الخصوص الى نيويورك حيث قضت نحو عام لتعلم دروس الرقص بمركز “برراودواي دانس سانتر” المرموق ووجهات أخرى وهو ما مكنها من إنضاج مشروع “لوبيتا وأصدقاؤها”.

واعترفت الاعلامية بأن الأمر يتعلق بتجربة عويصة بالنظر إلى المسؤولية التي تنطوي عليها الكتابة للأطفال والتي تتمثل في نقل المعرفة والقيم الكونية من خلال لغة مختارة بعناية ومرحة تدفع نحو التفاعل بين الطفل والراشد ونحو التفكير.

وبفضل هذا المزيج من الثقافة، تضيف الكاتبة ذاتها، كان “لي شرف تطوير هذه السلسلة من القصص التي حافظت على التقليد الفرنسي في الكتابة القائم على نصوص طويلة ولغة مختارة وحالات يجد فيها الطفل نفسه”.

واعتبرت أن الطفل بمثابة اسفنجة يتمتع بالقدرة على “استيعاب” الكثير من الأشياء، “لقد أرسيت مستوى عاليا في قصصي لأني أثمن التلميذ واعتقد انه من السهل الذهاب نحو خيار بذل الجهود بدل خيار السهولة”، مسلطة الضوء على التصميم الفني لمجموعتها القصصية للأطفال، التي نشرتها دار النشر “كيل توبي” التي أحدثتها الكاتبة ذاتها سنة 2016.

وأشارت إلى أنه كلما كانت قاعدة التعلم صلبة، ستكون المهام التي تليها أكثر سهولة، قائلة إنها اختارت الكتابة الشعرية والمرحة لنقل ثقافتها لقرائها الصغار ولآبائهم.

إن هذه القراءة المرحة والدينامية والمؤثتة باللعب بالكلمات تنبض بالحيوية وحاضرة بقوة برأي المتحدثة ذاتها في الشعر المغربي حيث تتواجد دائما قضايا فلسفية يتعين التفكير فيها.

وقريبا ستصل المجموعة القصصية “لوبيتا وأصدقاؤها”، التي تباع بمكتبات بوينوس أيريس وباريس ونيويورك، إلى مكتبات بريطانيا والشيلي والأوروغواي وكولومبيا واليابان والمغرب.

 

اقرأ أيضا

تحسن مؤشر ثقة الأسر خلال الفصل الأول من سنة 2024 (المندوبية السامية للتخطيط)

الجمعة, 19 أبريل, 2024 في 11:52

أفادت المندوبية السامية للتخطيط بأن مؤشر ثقة الأسر انتقل إلى 45,3 نقطة خلال الفصل الأول من سنة 2024، عوض 44,3 نقطة المسجلة في الفصل السابق.

مجلس النواب يعقد يوم الاثنين المقبل جلسة عمومية تخصص لاستكمال هياكل المجلس

الجمعة, 19 أبريل, 2024 في 11:45

يعقد مجلس النواب، يوم الاثنين المقبل، جلسة عمومية تخصص لاستكمال هياكله.

ليبيريا تتطلع إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التكوين المهني (وزيرة)

الجمعة, 19 أبريل, 2024 في 10:43

أعربت وزيرة الشؤون الخارجية الليبيرية، سارا بيسولو نيانتي، أمس الخميس بتامسنا، عن رغبة بلادها في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التكوين المهني، مشيدة بالتقدم الذي أحرزته المملكة في هذا المجال.