آخر الأخبار
الكولسيوم .. حلبة الرومان الشاهدة على الموت والمتعة

الكولسيوم .. حلبة الرومان الشاهدة على الموت والمتعة

الجمعة, 7 أغسطس, 2020 - 13:22

(سهام توفيقي)

روما – في قلب العاصمة الإيطالية روما ينتصب صرح الكولسيوم، الذي يشكل رمز قوة الإمبراطورية الرومانية و شاهد على تاريخ وأسطورة مدرج عملاق يعد من عجائب الدنيا السبع، تتشخص على أطلاله فصول الموت من أجل المتعة والتسلية.

فهذا الصرح العظيم ، الذي تم بناؤه عام 72 م رغبة من الإمبراطور فلافيو فيسبازيانو في محو ذاكرة سلفه الإمبراطور نيرون الذي أحرق روما بحسب مؤرخين، يتميز بإبداع معماري لم يعرف له التاريخ مثيل.

وخلافا لباقي مدرجات العالم التي تم شييدها على مر التاريخ، يستوعب الكولسيوم البيضاوي الشكل، والذي استغرق بناؤه عشر سنوات، 73 ألف متفرج يدخلون ويخرجون عبر 80 قوسا في الطابق الأراضي ، وتتفرد هذه الأقواس بالتنظيم الفائق وتتصل بسلسلة من الممرات الضخمة التي تقسم المدرجات ويؤدي كل واحد منها إلى مقعد معين.

و بحسب الرتبة الاجتماعية للمتفرجين صممت المدرجات الداخلية ما يجعلها متباينة ، و كان الامبراطور يستخدم البوابة المواجهة للمقصورة الملكية لجمالية مدخلها ولكونها الأقرب و الأفضل لمشاهدة مباريات المبارزة القاسية، و حول المقصورات الإمبراطورية كان يجلس أعضاء مجلس الشيوخ الروماني، أما النبلاء و الضباط ذوو الرتب العالية، فكانوا يجلسون في حلقة المدرجات التي تلي حلقة الإمبراطور، ثم تأتي بعدها حلقة كبيرة من المدرجات المخصصة للمواطنين العاديين، وتتكون من قسمين، أحدهما للأغنياء، وآخر للفقراء.

وتركت الإمبراطورية الرومانية اثار اساطير وروايات تتراوح بين الحقيقة والخيال حول صرح الكولوسيوم الذي لا يخلو من الغموض ، إذ توجد أسفله متاهة من الممرات السرية يطلق عليها اسم “الهايبوجيوم”، والتي كان يقبع فيها المُصارعون و الحيوانات ، إلى حين نقلهم إلى الحلبة القتال عبر رافعات خشبية تعمل بنظام مبتكر.

و تحولت المبارزات “الوحشية” مع مرور الوقت إلى اللعبة الأكثر شعبية لدى الجماهير الرومانية القديمة، فأصبح لها قوانينها وطقوسها ومقاتلوها المحترفون، الذين تم تدريبهم حتى “يصبح العنف” بالنسبة لهم أسلوب حياة لتهيئتهم للقتال داخل حلبة الموت الرومانية.

و كان الأسرى يجبرون على أن يقاتل أحدهم الآخر، في منازلات الهزيمة فيها تعني الموت المحقق، وأحياناً كانوا يضعون الأسرى في مواجهة مع حيوانات ضارية تفترسهم، لتكون عروض المصارعة المضحكة المبكية بمثابة تنفيذا علنيا لعقوبة الإعدام.

التناقض سمة طاغية على المسرح الروماني الأعظم، إذ بقدر جمالية هندسته المعمارية حمل ماضيه أحداثا قاسية، و أساطير تتراوح بين الحقيقة والخيال ،القوة والضعف ثم الحياة والموت.

و يقف الكولوسيوم كتحفة تاريخية دالة على عبقرية الهندسة الرومانية، وكذلك على العلاقة التي كانت سائدة بين الإمبراطورية والعامة، فقد كان بمثابة أداة قوية للتحكم والهيمنة عبر عروض قتالية “متخمة بالترهيب”.

فالمبارزات أزهقت أرواح نصف مليون شخص ومات تسعة آلاف حيوان في الحلبة الرومانية التي أضحت اليوم القبلة المفضلة لستة ملايين سائح في العام الواحد يتوافدون من مختلف بقاع العالم.

لكن بعض الزوار الذين تغص بهم جنبات هذا الصرح تعرضوا لعقوبات تتراوح بين السجن أو أداء غرامات مالية بسبب كتابة أسماء أو إحداث ثقوب أو رسم نقوش على مبنى أحد أشهر المعالم التاريخية بإيطاليا.

وبعد تعرضه للإهمال قبل سنوات تم ترميم الكولسيوم، الذي أدرج في عام 1980 على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي، بتمويل من هبات خاصة بلغت قيمتها 25 مليون أورو

ومكنت هذه الالتفاتة، من إنجاز أعمال الترميم و من إزالة خبراء متخصصين كل ما علق بالمدرج العملاق بفعل الزمن من رطوبة وغيرها لتكتسي أيقونة روما حلة جديدة تزيدها بهاءا وجاذبية.

اقرأ أيضا

نصف ماراطون جاكرتا للإناث: المغرب يسيطر على منصة التتويج

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 14:23

سيطرت العداءات المغربيات أميمة سعود، ووئام الفتحي، وفتيحة بنتشتكي، على منصة تتويج النسخة الأولى لنصف ماراطون جاكرتا للإناث بأندونيسيا، الذي نظم اليوم الأحد.

انطلاق فعاليات الدورة ال29 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 10:17

انطلقت، مساء السبت بسينما إسبانيول بتطوان، فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور ثلة من مهنيي الفن السابع وشخصيات من عالم الثقافة والفنون.

غواتيمالا سيتي.. توشيح سفير غواتيمالي سابق بالرباط بالوسام الملكي من درجة قائد

السبت, 27 أبريل, 2024 في 21:49

تم بمدينة غواتيمالا، توشيح السفير السابق لجمهورية غواتيمالا بالمغرب، السيد إيريك إستواردو إسكوبيدو أيالا، بالوسام الملكي من درجة قائد، والذي تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمنحه إياه إثر انتهاء مهمته الدبلوماسية بالمملكة.