المرأة الصحافية …. فاعلة رئيسية في خلية وكالة المغرب العربي للأنباء

– بقلم أمينة بلحسن –

الرباط – في وقت كان فيه عدد الصحافيات في أقسام التحرير في وكالة المغرب العربي للأنباء في الثمانينيات يعد على رؤوس الأصابع، عادت المساواة لتجد طريقها تدريجيا على مر السنين ليفسح المجال لمشهد جديد يؤثثه الرجال والنساء على السواء.

وبفضل سياسة تشغيل تجسد في واقع الأمر تكافؤ الفرص بين الجنسين، منحت الوكالة للمرأة الصحافية فرصة لتبين، من خلال كفاءتها والتزامها وقدرتها على رفع التحدي، أن لها مكانة مستحقة داخل المؤسسة وأنه ليس هناك ما يمتاز به زميلها الرجل بالرغم من صعوبة المهمة وحجم التضحيات الواجب بذلها.

ففي مؤسسة يتواصل فيها العمل على مدى ساعات اليوم كله والأسبوع كله دون توقف، أبانت المرأة الصحافية أنها جديرة بالثقة وأنها تشكل قيمة مؤكدة وعنصرا لا محيد عنه في مسار مصالح التحرير سواء على الصعيد المركزي أو على صعيد المكاتب الجهوية والدولية.

والتجربة التي تراكمت على مدى سنوات جعلت أن الصحافيات بوكالة المغرب العربي للأنباء ربحن كثيرا على المستوى المهني وعلى مستوى الثقة بالنفس، وهي صفات أهلتهن بالتدريج لارتقاء السلالم من أجل احتلال مختلف مناصب المسؤولية بكل استحقاق على غرار زملائهن من الرجال.

وفضلا عن المهام التقليدية المتداولة في كل وكالة أنباء، أبانت المرأة الصحافية في وكالة المغرب العربي للأنباء عن قدرة كبيرة على التكيف السريع مع التجديدات التي تعتمدها الوكالة في مجال الوسائط المتعددة واستعمال المنتوجات الجديدة في مجال الصحافة الإلكترونية والصورة والفيديو والأنفوغرافيا والنشر والشبكات الاجتماعية…

فبكثير من الشجاعة ونكران الذات يواجه هؤلاء النسوة المشاكل اليومية، سواء كان الجو صحوا أو ممطرا، وسواء كان يوم عطلة أو عيد، وسواء كانت لهن مشاكل عائلية أو كن يعانين من أزمة صحية ما، كما يؤدين التزاماتهن المهنية ويساهمن دون تردد في معالجة الأخبار المتدفقة دون توقف في جميع المجالات (سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، رياضية، وغيرها).

وأضحى من الأمور اليومية المعتادة أن تحضر هؤلاء الصحافيات إلى مقر الوكالة في الصباح المبكر للقيام بالمهام المناطة بهن على أحسن وجه، ليغادرن في ساعة متأخرة من الليل. ويمكن في هذا الصدد تشبيه المرأة الصحافية بعاملة تشتغل في ورش كبير لا يتوقف هو وكالة المغرب العربي للأنباء.

وعلى غرار زملائهن في المكاتب المركزية أو في المكاتب الجهوية أو الدولية، تقوم العديد من الصحافيات برفع التحدي والاشتغال بنجاح في مكاتب خارج المغرب. فسواء في أوروبا أو أمريكا الشمالية أو الجنوبية أو آسيا أو إفريقيا أو في العالم العربي، يضاعفن الجهود، بالرغم من كل الإكراهات، من أجل منح الأفضل، والكشف عن مهاراتهن وإعطاء صورة إيجابية عن المرأة المغربية بكل مميزاتها في بلدان الاستقبال.

ولأن الواقع الاجتماعي يفرض ذلك، فإن هؤلاء النسوة الشجاعات يعترفن بالرغم من ذلك، في أغلبيتهن، بأنهن يقعن بين مطرقة الرغبة في الإسهام ما وسعهن الأمر في إشعاع المشهد الإعلامي المغربي، وواجب القيام بعملهن الصحفي على أحسن وجه والتكيف بشكل دائم مع التحولات التي تعرفها المهنة، وبين سندان القيام بواجبهن كزوجات وكأمهات. وهو شعور وإحساس بلوم الذات يرافقهن على مدى مسارهن المهني.

وتنخرط هؤلاء الصحافيات بشكل كامل في الرؤية التي تعتمدها الوكالة والهادفة بالأساس إلى تشجيع النساء على ولوج مناصب المسؤولية والقرار، على غرار الرجال، سواء على صعيد المكاتب الجهوية أو الدولية.

وبمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة، في السنة المنصرمة، نظمت الوكالة بهذا الصدد ندوة في موضوع “الريادة النسائية في مقاولات الصحافة… الوكالة نموذجا”.

وكدليل على الثقة المتجددة في هؤلاء الصحافيات وفي وفاء يعود إلى العديد من السنوات، تحتفل وكالة المغرب العربي للأنباء هذه السنة مرة أخرى بهؤلاء النسوة ، بمناسبة يوم 8 مارس. وستؤمن ستة منهن بمناسبة هذا اليوم الدولي مهام مدير الإعلام ورئيس التحرير المركزي ورئيس التحرير الوطني ورئيس التحرير الدولي ورئيس التحرير الجهوي ورئيس تحرير الوسائط المتعددة. فحظ سعيد لكن سيداتي.