آخر الأخبار
المسرح المغربي شهد خلال السنوات الأخيرة مصالحة بين الجمهور والعروض المقدمة (مدير المسرح الوطني محمد الخامس)

المسرح المغربي شهد خلال السنوات الأخيرة مصالحة بين الجمهور والعروض المقدمة (مدير المسرح الوطني محمد الخامس)

الجمعة, 20 أبريل, 2018 - 13:02

 

 (أجرت الحديث: كوثر تجاري)

    الرباط –  قال مدير المسرح الوطني محمد الخامس، السيد محمد بنحساين، إن المسرح المغربي شهد خلال هذه السنوات الأخيرة مصالحة بين الجمهور والعروض المقدمة، يعكسها الإقبال الكبير لفئات عريضة من هذا الجمهور على إبداعات مجموعة من الفرق المسرحية استطاعت، بفضل تجربتها وحرفيتها واللمسات المجددة التي أضفتها على إبداعاتها أن تؤكد على المكانة التي يحتلها أبو الفنون في المشهد الثقافي الوطني.

    وعزا السيد بنحساين، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إقبال الجمهور المغربي على المنتوج المسرحي إلى جودة المادة المقدمة، إن على مستوى النص أو الأداء، كما يتوقف أيضا على نوعية العرض المسرحي، فضلا عن فئة الجمهور المستهدفة، موضحا أن بعض العروض المسرحية تسجل حضور أزيد من 500 و600 شخص، لا سيما الفرق الفكاهية التي أصبحت تعرف حاليا إقبالا ملحوظا وتؤدي عروضها في غالبية الأحيان بأبواب مغلقة، واصفا إياها ب”الطبق الجميل” الذي يقدمه المسرح الوطني محمد الخامس.

     إقبال الجمهور المغربي على المسرح بصفة عامة يفسره السيد بنحساين بافتتاح مجموعة من المسارح والمركبات الثقافية في مختلف أقاليم المملكة خلال العشرية الأخيرة، والتي يقوم المسرح الوطني بالترويج لها عبر إبرام اتفاقيات لجعلها محطات يمرر من خلالها كافة إنتاجاته والعروض التي يقوم بالترويج لها.

    وأشار إلى أن المسرح الوطني محمد الخامس، الذي يعد مؤسسة قانونية تحت وصاية وزارة الثقافة والاتصال، يخصص ميزانية سنوية لإنتاج العروض المسرحية وترويجها، إذ بلغت هذه الميزانية خلال السنوات الأخيرة سبعة ملايين درهم، علاوة على الدعم الذي تقدمه الوزارة من خلال طلبات العروض.

    وباعتباره إحدى المؤسسات الوطنية الثقافية الهامة على الصعيد الوطني، يعد المسرح الوطني محمد الخامس، مدرسة للإبداع ومكتبة للموروث المسرحي المغربي ومشتلا للتنقيب عن مواهب صاعدة، فضلا عن كونه واجهة تعكس التنوع الثقافي والانفتاح على مختلف ثقافات العالم، يقول السيد بنحساين، الذي أكد الحرص على عدم حصر دور هذه المؤسسة العتيدة في قاعة لعرض الأعمال الفنية على اختلاف أنواعها من مسرح، وسينما، وموسيقى، ومهرجانات وتظاهرات.

    كما يطمح المسرح الوطني، يوضح السيد بنحساين، لأن تكون إنتاجاته إعادة لإحياء الذاكرة المسرحية المغربية، وإحياء النصوص المغربية التي كان لها وقع في تاريخ المسرح الوطني، مبرزا أن هذه العملية التي أطلق عليها “إعادة إنتاج الريبرتوار المغربي”، ستتيح للشباب التعرف على الأعمال المسرحية الرائدة، وعلى عطاءات عظماء هذا الفن الراقي على الساحة المغربية.

    وسجل أن المسرح الوطني محمد الخامس عزز، بفضل هذه المجهودات، المكانة المتميزة التي يحتلها في الساحة الفنية، مبرزا أن ثلة من الفنانين حصدوا خلال السنوات الأخيرة عدة جوائز على عروض مسرحية كان المسرح الوطني محمد الخامس منتجها أو مشاركا في إنتاجها.

     كما أن المسرح الوطني محمد الخامس يطمح، من خلال التجربة التي يخوضها حاليا في مجال الإنتاج والإنتاج المشترك، إلى أن يكون للعروض صدى أكبر بانتقالها إلى تغطية أكبر عدد من أقاليم المملكة لتتمكن مجموعة من شرائح المجتمع من مشاهدة المنتوج المسرحي المغربي، بالإضافة إلى العمل على أن يستمر عرضها لمدة طويلة.

    وعن دور أبي الفنون في مجال التنشئة الاجتماعية، أكد السيد بنحساين على الأهمية التي تكتسيها المدرسة العمومية في التعريف بالفن المسرحي، وتقريب الأجيال الصاعدة منه، مشددا على ضرورة بذل مجهودات أكثر في هذا القطاع، لتقريب الناشئة من “هذا الفن العظيم”.

    ولم يفت السيد بن حساين التأكيد على الدور الأساسي الذي يضطلع به التكوين الأكاديمي في اكتشاف مواهب شابة ذات قدرات فنية عالية في المجال المسرحي، معتبرا أن الفنانين الموجودين على الساحة الوطنية يعدون خير مثال على ذلك، إذ أن الجمهور المغربي يلمس من خلال أدائهم جودة هذه التكوينات الأكاديمية التي بدأت منذ سنة 1986 مع إنشاء المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.

   كما أن للمسرح الوطني محمد الخامس، يضيف المتحدث، شراكات متعددة، سواء مع جمعيات المجتمع المدني أو مع الفرق المسرحية أو مع الجامعات المغربية، خاصة منها جامعة محمد الخامس بالرباط، وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، وجامعة ابن الزهر بأكادير، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وغيرها من الجامعات، وذلك للنهوض بالمسرح عامة وبالمسرح الجامعي على وجه الخصوص.

    وفي هذا الصدد، استحضر المبادرات التي تقوم بها هذه المؤسسة لتشجيع العروض التي تقام في إطار المسرح الجامعي، والذي أصبح له اليوم صيت وحضور ملفت على المستويين الوطني والدولي، بفضل انفتاحه على الثقافات الأجنبية، من خلال إبرام مجموعة من الاتفاقيات مع مؤسسات في بلدان مثل بلجيكا، وفرنسا، ومصر، وتونس وفلسطين.

   وعن برنامجه الخاص بفصل الربيع، يقترح المسرح الوطني محمد الخامس باقة متنوعة من العروض والسهرات الفنية، ستتيح للجمهور الفرصة لحضور عروض في فن “البالي” من قبل فرق كبرى بالرباط وذلك نهاية السنة الدارسية، وعروض كوميدية، ومجموعة رائعة من أحدث الإبداعات المسرحية الوطنية، وأمسيات فنية عالمية، من دول مختلفة من قبيل فلسطين وفرنسا وإيطاليا، وكذا أمسيات تراثية مثل “ليلة شعبانة” والاحتفالات الدينية التي تقام بمناسبة شهر رمضان، كما سيحتضن فضاء المسرح  عروضا فنية وموسيقية في إطار مهرجان موازين “إيقاعات العالم”، والذي سيحتفي بالموسيقى في أجمل تعابيرها ابتداء من 22 يونيو المقبل.

  

اقرأ أيضا

رئيس قطاع الاعلام بالجامعة العربية .. المنطقة العربية مطالبة بتعبئة جادة ومتضامنة لمؤهلاتها للدفع بمسارات التنمية

الإثنين, 13 مايو, 2024 في 11:28

أكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الاعلام والاتصال بالجامعة العربية، أحمد رشيد خطابي أن المنطقة العربية مطالبة بتعبئة جادة ومتضامنة لمؤهلاتها وقدراتها للدفع بمسارات التنمية الشاملة والترابط الاقتصادي الذي يعد المدخل لتحقيق أي تجمع إقليمي فاعل وذو مصداقية.

المعرض الدولي للنشر والكتاب .. تتويج الفائزين في الدورة الثالثة لجائزة الشعراء الشباب

الإثنين, 13 مايو, 2024 في 11:13

تم، اليوم الأحد بالرباط، الإعلان عن الفائزين والفائزات في الدورة الثالثة لجائزة الشعراء الشباب التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وذلك ضمن فعاليات الدورة ال29 من المعرض الدولي للنشر والكتاب.

المعرض الدولي للنشر والكتاب.. عرض الأعمال الجديدة المترجمة إلى العربية للشاعر عبد اللطيف اللعبي

الإثنين, 13 مايو, 2024 في 9:16

تم، اليوم الأحد بالرباط، عرض الأعمال الأدبية الجديدة للشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، المترجمة من اللغة الفرنسية إلى العربية، وذلك خلال لقاء عقد في إطار الدورة الـ 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية