المعرض الدولي 24 للنشر والكتاب : “مجتمع غرب الصحراء” لبيير بونت، نظرة شاملة عن خبايا وخصائص هذا المجتمع (باحثان)

                                                -من مبعوثي الوكالة-

   الدار البيضاء- يقدم كتاب “مجتمع غرب الصحراء” لبيير بونت، “نظرة شاملة عن خبايا وخصائص مجتمع غرب الصحراء”، كما يعد “محاولة ناضجة وعميقة لإبراز خصائص هذه الخبايا ومميزاتها”، حسب دارسين تناولاه بالتحليل اليوم الاثنين بالدار البيضاء .

   ويبحث هذا المؤلف، الذي قدم ضمن برمجة في “حضرة كتاب” في إطار المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته الرابعة والعشرين (8 – 18 فبراير الجاري)، في العلاقات التي تعج بالأساطير، ويلتقي مع مقاربات الانتربولوجيا التاريخية، لا سيما مقاربة مارك بلوك، ومؤرخي التاريخ الشفوي كجون فان سينا الذي كان يقوم بقراءة نقدية للمنقولات الشفوية.

   وأوضح الباحثان عبد الحميد بن فائز وأنس بن الشيخ أن بيير بونت أسس من خلال أعماله عن مجتمعات الصحراء نمطا جديدا في الدراسات التاريخية، خاصة في القارة الإفريقية، كما تبنى رؤية المؤرخ التقليدي، وانفتح على دارسين آخرين اشتغلوا على الملاحم الإغريقية والأسطورة على سبيل المثال، وجمع بين الانتروبولوجيا البنيوية والتاريخية.

  وأضاف المشاركان في هذا اللقاء، الذي أداره أحمد جوماني، أن بونت تأثر بمسالك عديدة في العلوم الاجتماعية والتاريخ وجمع من خلالها بين العمق النظري ودراساته الميدانية، وهو ما جعل دراساته عن المجتمعات الصحراوية أكثر رصانة، إلى جانب رؤيته الميدانية للأشياء.

   وعن علة اهتمام بونت بالمجتمعات الصحراوية، أبرزا أنه حاول سبر أغوار العمق الصحراوي الموريتاني في البداية، والصراعات القبلية على المجال الصحراوي، في منطقة حساسة بين الزويرات ونواذيبو، من منظور يعتبر الصحراء منطقة شاسعة تتجاوز التقطيعات الاستعمارية، قبل أن ينتقل لاكتشاف خبايا الجنوب المغربي.

    ولفتا إلى أن بونت جمع كما هائلا من المعطيات عن الأنساب وحدادات القبائل والمجتمعات البيضانية، واستراتيجية القرابة لإنهاء الصراعات القبلية، عندما اشتغل على منطقة أدرار الموريتانية، وتحول إلى أكبر الخبراء في المجال الموريتاني. 

      واعتبرا أن بونت حاول من خلال مؤلفه تعميق البحث في أصل الأحدات والوقائع والعلاقة بين الشفهي والمخطوط ، مشيرين إلى أنه يستحضر مقاربة “البوتلاش” التي تعتمد على مبدأ التبادل والتنافس المكاناتي والجاه وكل ما يتعلق بترتيب المكانات، إضافة إلى شجرة الأنساب وعناصر الوجاهة والتنافسات المرتبطة بالوقائع التاريخية.

   وكان صاحب السمو الملكي ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، ترأس الخميس الماضي، افتتاح الدورة الحالية من المعرض الدولي للنشر والكتاب، التي تنظمها، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس، وزارة الثقافة والاتصال بتعاون مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات – المكتب الوطني للمعارض.