آخر الأخبار
المغرب -إفريقيا ..مدينة الصويرة تقدم صورا رائعة عن اندماج الأفارقة في المجتمع المغربي تجسد عمق الانتماء الإفريقي للمملكة

المغرب -إفريقيا ..مدينة الصويرة تقدم صورا رائعة عن اندماج الأفارقة في المجتمع المغربي تجسد عمق الانتماء الإفريقي للمملكة

الثلاثاء, 12 سبتمبر, 2017 - 13:52

 

 إعداد.. سمير لطفي

               

الصويرة – باعتبارها وجهة رائدة للسياحة الثقافية والروحية، تمثل مدينة الصويرة نموذجا حيا ورائعا لاندماج المهاجرين الأفارقة في المجتمع المغربي في إطار من التفاعل الايجابي مع الساكنة المحلية قوامه الاحترام المتبادل مما يجسد عمق الانتماء الإفريقي للمملكة.

وتستقبل هذه المدينة، التي تشكل مهد التعايش والتلاقح الثقافي والديني منذ قرون، عددا من المواطنين من جنسيات مختلفة خاصة من البلدان الإفريقية، دفعتهم ظروف قاهرة مختلفة وعديدة إلى ترك أوطانهم لمعانقة الحلم الأوربي قبل أن يتوقف بهم المسير بالمغرب ليقرروا الاستقرار به بعدما تأكد لهم بالملموس أن ما يطمحون إليه يوجد في هذا البلد الافريقي من صون لكرامتهم وتمتعهم بالحقوق التي تضمنها المواثيق والأعراف الدولية.

ويلمس الزائر لمدينة الرياح خلال تجواله بين أزقة المدينة القديمة، هذه الصور الرائعة في اندماج هؤلاء المهاجرين حيث يلاحظ الحضور القوي للمهاجرين الأفارقة، الذين يمارسون أنشطتهم التجارية بكل حرية وبدون احساس بالنقص أو الإقصاء أو التمييز .

وإذا كان البعض من هؤلاء المهاجرين، المنتمين لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، يعرضون منتوجاتهم، ذات الطابع الإفريقي من بينها منتجات للتزيين مصنوعة من الخشب وأقمشة وحلي، فإن آخرين خاصة النساء منهم، يفضلن الفضاءات الصغيرة، ليحولنها بعد عصر كل يوم، إلى صالونات لتصفيف الشعر في الهواء الطلق، حيث يعرضن على السياح المغاربة والأجانب تغيير تسريحة شعرهم، والاستمتاع بضفائر منجزة بدقة وعناية وذات طابع إفريقي.

ومن الصور التي تعكس اندماج المهاجرين الأفارقة في مدينة الصويرة، تمكن عدد منهم يحملون شواهد في ميدان التكوين المهني، من الحصول على فرصة عمل بأحد المطاعم أو المؤسسات الفندقية بالمدينة، كما هو الحال بالنسبة للشاب السينغالي، منصور سيسي ( 23 عاما)، الذي أبدى اعتزازه بإقامته بالمغرب والتي لم يمضي عليها سوى شهور قليلة، حيث استطاع ، في هذا الظرف الوجيز، تقلد عدد من المهام داخل فندق بالمدينة، قبل أن يعهد إليه بمهمة موظف الاستقبال.

وأعرب في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن عزمه استغلال تواجده بالمملكة، البلد الذي يوفر فرصا كبيرة في مجال التكوين واكتساب المهارات، لتعزيز معارفه وتقوية كفاءته في المجالات المتعلقة بالسياحة والفندقة، حيث يعتزم الولوج إلى إحدى المؤسسات المتخصصة في هذا الميدان.


 

من جهة أخرى، يشكل الاندماج داخل المجتمع المغربي عبر الثقافة، إحدى الدعامات بالنسبة لعدد من الفنانين الأفارقة الذين يسهمون إلى جانب نظرائهم المحليين (فرق كناوة) في الاشعاع الثقافي للصويرة، من خلال مشاركتهم، بشكل فردي أو في إطار مجموعات مندمجة، في عدة تظاهرات فنية وثقافية تحتضنتها مدينة الرياح، ليعبروا عن التفاعل والتماهي بين الثقافة المغربية والثقافات الإفريقية الأخرى.   

ومن الأمثلة الحية على ذلك، المجموعة التي يطلق عليها اسم ” لامب فال” المتخصصة في النمط الموسيقي التقليدي بالسينغال، ومجموعة “جامب” التي تعنى بأحد الألوان الموسيقية الأصيلة لمالي، واللتين تحرصان على تقديم عروض في مختلف أزقة وساحات المدينة، بالإضافة إلى المشاركة في التظاهرات الثقافية التي تحتضنها المدينة.

وفي السياق ذاته، تقوم المجموعة الفنية “ديام” ( السلم)، التي قرر أعضاؤها الاستقرار بالصويرة منذ أزيد من سنة، بتقديم عدة عروض على جنبات الشوارع لفائدة سكان المدينة وزوارها، وتشمل على الخصوص مقتطفات ذات طابع تقليدي لأغاني من لون ” غيويل”.

وقد استطاعت هذه المجموعة، المتكونة من عشرة أعضاء، من تحويل أحد فضاءات المدينة، مساء كل يوم، إلى مسرح فني حقيقي، وذلك بخلقها أجواء حماسية، وتمكين الجمهور الذي يتحلق حولها، من الاستمتاع بإيقاعات توظف في أدائها آلات إفريقية أصيلة.

وتبقى هذه المجموعة، المتكونة في مجملها من أفارقة يعتنقون المسيحية، حريصة كل الحرص، على احترام الديانات الأخرى، ويتجسد ذلك في توقيف عروضها الموسيقية، كلما رفع الآذان للصلاة، لتستأنفها بعد ذلك، وهو ما يجسد مثال حيا على احترام الديانات الأخرى.

وأعرب المشرف على هذه المجموعة موسى دابو، عن اعتزازه بعيش هذه التجربة منذ ست سنوات بالمغرب، العزيز على قبله والذي يعتبره بلده الثاني، قائلا “إن المغرب منح لي الشيء الكثير، إنه البلد الذي استقبلني بصدر رحب وأتاح لي الفرصة للإحساس بالانتماء الحقيقي لإفريقيا التي نعتز جميعا بالانتماء إليها”.

وأشار إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يبقى “زعيما إفريقيا” قل نظيره، لم يدخر جهدا من أجل رقي هذه القارة، مبرزا أن مبادرات جلالته لفائدة إفريقيا تعتبر متميزة وغير مسبوقة.

ومن الأمثلة أيضا، على هذا الاندماج الناجح، المغني السينغالي دوما بو كادو- جي، الذي أنجز، مؤخرا، أغنية مصورة ( كليب) بأزقة وشوارع مدينة الصويرة، تناول من خلالها موضوع الهجرة.

ويعكس اندماج المهاجرين الأفارقة بالصويرة، والذي أصبح حقيقة ملموسة، ما تتحلى به الساكنة المحلية من بساطة وحسن التعامل والكرم والانفتاح على الآخر، مما يساهم في تعزيز التلاقح الثقافي وتأكيد مكانة هذه المدينة والمغرب على العموم، كأرض للسلم والتسامح والحوار بين الثقافات والحضارات.

اقرأ أيضا

أمين المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية يشيد بالالتزام الثابت للمديرية العامة للأمن الوطني بأداء واجبها في حماية الوطن والمواطنين

الجمعة, 17 مايو, 2024 في 23:53

أشاد أمين المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، خالد بن عبد العزيز الحرفش، اليوم الجمعة، بالالتزام الثابت للمديرية العامة للأمن الوطني بأداء واجبها في حماية الوطن والمواطنين.

المركب السجني بخريبكة يحتضن الدورة الخامسة للمهرجان الثقافي لفائدة السجناء الأفارقة

الجمعة, 17 مايو, 2024 في 23:18

احتضن السجن المحلي بخريبكة، زوال اليوم الجمعة، الدورة الخامسة للمهرجان الثقافي لفائدة السجناء الأفارقة، والتي نظمت في إطار فعاليات الدورة الـ24 من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بالمدينة، وتميزت بعرض الفليم الوثائقي “المغرب وحركات التحرر الإفريقية”، لمخرجه حسن البهروتي، وذلك لفائدة النزلاء المشاركين.

انطلاق المباراة الرسمية للحرس الملكي للقفز على الحواجز 3 نجوم بتطوان

الجمعة, 17 مايو, 2024 في 23:13

انطلقت اليوم الجمعة، منافسات المباراة الرسمية للقفز على الحواجز 3 نجوم في رياضة الفروسية، التي ينظمها الحرس الملكي على مدى ثلاثة أيام بحلبة لا إيبيكا بتطوان، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى، ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية