المغرب يرغب في تقاسم تجربته مع الهند في قطاعي البنيات التحتية وتدبير الموارد المائية

نيودلهي- قال وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، السيد عبد القادر اعمارة، اليوم الخميس بنيودلهي، إن المغرب يرغب في تقاسم تجربته مع الهند في قطاعي البنيات التحتية وتدبير الموارد المائية.
وأوضح السيد اعمارة، الذي يقود وفدا مغربيا في زيارة عمل للهند، أن “المملكة أبدت استعدادها لدعم سبل التعاون مع الهند في مجال تبادل الخبرات التي اكتسبتها في ما يخص إنجاز الطرق والموانئ، والتي تنضاف إلى خبرتها المتراكمة في مجال تدبير الموارد المائية”.
وأبرز أن المغرب، الذي يعد ملتقى جيو استراتيجيا مهما بين القارتين الأوروبية والإفريقية، تمكن من تشييد شبكة قوية من الطرق والطرق السيارة، من أجل تقوية الربط بين مختلف الجهات الاقتصادية للبلاد، وكذا ربط المملكة بباقي بلدان المغرب العربي ومنطقة غرب إفريقيا.
وأشار الوزير، خلال هذا الاجتماع الذي حضره سفير صاحب الجلالة في نيودلهي السيد محمد مالكي وعدد من أعضاء السفارة، إلى أنه “بالنظر إلى كثافة الشبكة الطرقية الهندية، فإن المغرب يبدي اهتماما متزايدا من أجل الاستفادة من الخبرة الهندية في مجال تمويل إنجاز هذه البنية التحتية المهمة”.
وفي مجال تدبير الموارد المائية، قال السيد اعمارة إن “المملكة حققت الاكتفاء من حيث تشييد السدود، هندسة وبناء وصيانة وتمويلا، وأصبحت تعمل على تصدير تجربتها إلى عدد من البلدان الإفريقية الصديقة”، مؤكدا أنه “مع ذلك، فإن المغرب يظل منفتحا على التجربة الهندية في مجال تدبير الماء، ليطعم بها تجربته العريقة في مجال تأمين المياه”.
من جانبه، قال وزير النقل الطرقي والطرق السريعة والشحن والموارد المائية الهندي نيتين غادكاري، إن الوزير الأول ناريندرا مودي يبدي اهتماما كبيرا بالمغرب، وبالسبل الكفيلة بتعزيز التعاون مع المملكة في مجال البنيات التحتية الطرقية والبحرية، وتدبير المياه واستغلالها على نحو أفضل.
وفي هذا الصدد، أشار السيد غادكاري إلى أن حكومة بلاده تعمل على برنامج طموح لاستغلال المياه في مجال الري الزراعي بحلول سنة 2022، وذلك بهدف مضاعفة إيرادات الفلاحين الهنود، مضيفا أن هناك مشروعا رائدا يروم تحويل المياه العادمة إلى غاز “ميثان” ليتم بعد ذلك استخدامه في عدد من المجالات.
وفي مجال النقل البحري، أشار الوزير إلى أن الهند تتوفر على 12 ميناء رئيسيا و200 ميناء من الحجم المتوسط، مضيفا أن سلطات نيودلهي قررت تهيئة 11بحيرة لاستخدامها كممرات لتسهيل حركة النقل على مسافة تبلغ 20 كيلومتر، فضلا عن مشروع ضخم لإعادة تهيئة وتجديد نهر “الغانج” المقدس.
وتم، عقب هذا الاجتماع، التوقيع على أربع اتفاقيات تتعلق الأولى بالتعاون في مجال الموارد المائية، حيث يعمل الطرفان بموجبها على تعزيز التعاون في مجال تطوير وإدارة الموارد المائية على أساس الانصاف والمساواة في الحقوق والمنفعة المتبادلة في إطار خبراتهما وتشريعاتهما.
كما يشجع هذا التعاون، الذي يرتكز على المجالات العلمية والتقنية والتكنولوجيا، على إنشاء وتطوير علاقات ثنائية بين مؤسساتهما العامة والخاصة العاملة في قطاع الموارد المائية.
وتهدف الاتفاقية – الإطار الثانية، الموقعة بين الأكاديمية الهندية لمهندسي الطرق ومعهد التكوين في الآليات والصيانة الطرقية، إلى وضع إطار عمل مشترك لتعزيز التعاون في مجال التكوين في القطاع الطرقي لتطوير برامج ذات الاهتمام المشترك لا سيما في ميدان التوجيه والتكوين والخبرة، من أجل تمكين الطرفين من تطوير الكفاءات المطلوبة من طرف قطاع البناء والأشغال العمومية.
كما تمكن الاتفاقية من توسيع مجال التعاون إلى أنشطة أخرى بغية المساهمة في تطوير قدرات الموارد البشرية في القطاع الطرقي ولاسيما في ميدان سياقة آليات الأشغال العمومية والصيانة الطرقية.
وتهدف الاتفاقية الثالثة المتعلقة بالتعاون في مجال الدراسات البحرية، والموقعة بين المعهد العالي للدراسات البحرية بالمغرب ونظيره في الهند، إلى إرساء وتعزيز التبادل الثقافي والعلمي والتعليمي بين الطرفين وتسهيل تنفيذ المشاريع المشتركة.
وبموجب هذه الاتفاقية، يتعهد الطرفان، على وجه الخصوص، بتعزيز تبادل أعضاء هيئات التدريس والبحث، والموظفين الإداريين، والإدارات والطلاب، فضلا عن تحديد وتنفيذ برامج مشتركة للتدريب والبحث.
أما الاتفاقية – الإطار الرابعة للتعاون في مجال الموانئ، الموقعة بين الوكالة الوطنية للموانئ والجامعة البحرية الهندية، فتسعى إلى توفير إطار لتطوير وتعزيز التعاون في مجال التدريب وتنمية الموارد البشرية في ما يتعلق بالموانئ والقطاع البحري واللوجستيكي، فضلا عن البحث عن فرص الشراكة المتبادلة بما يسمح للطرفين بوضع إمكانياتهما وخبراتهما رهن إشارة الشركاء الوطنيين والإقليميين.
وكان السيد اعمارة، الذي حل بالهند أمس الأربعاء، في إطار زيارة عمل تشمل عددا من القطاعات، قد عقد في وقت سابق من هذا اليوم اجتماعي عمل مع كل من وزير الصحة والأسرة الهندي جاغات براكاش نادا ووزير السكك الحديدية بيوش غويال، كما استقبل من طرف وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية مبشر جواد أكبر.