النسخة الـ20 من “ربيع الموسيقى للصويرة” على إيقاع الموسيقى الكلاسيكية

الصويرة – انطلقت مساء أمس الخميس بالفضاء الثقافي “دار الصويري” بالصويرة، النسخة الـ20 لمهرجان “ربيع الموسيقى للصويرة”، الموعد السنوي الذي يترقبه بشغف عشاق الموسيقى الكلاسيكية، بتنظيم حفل موسيقي ممتع بصمته بلمسة ماتعة عازفة الكمان الفرنسية الرومانية ديبورا نيمتانو مرفوقة بعازف البيانو الفرنسي رومان ديشارم.

ومهدت هذه الأمسية الموسيقية، التي تميزت بحضور مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، وعامل الإقليم، عادل المالكي، ورئيس المجلس الجماعي للصويرة، طارق العثماني، فضلا عن عدد من الشخصيات الوطنية والأجنبية، لسلسلة من العروض الموسيقية الاستثنائية التي تعد بلحظات استمتاع ترتقي معها أرواح عشاق الموسيقى الكلاسيكية والفن الغنائي إلى عوالم فنية ساحرة، طيلة الفترة الزمنية لهذه النسخة التي تصادف ذكرى ميلاد المهرجان والأولى التي تنظم ما بعد كوفيد.

وتميز الحفل الافتتاحي لهذه النسخة، التي تتضمن برمجة موسعة للعديد من الحفلات الموسيقية الآسرة التي تستمر إلى غاية 21 أبريل الجاري، بلحظات حميمة وغامرة امتزجت فيها براعة الموسيقيين بسحر وألق هذا النوع الموسيقي الراقي.

وفي كلمة بهذه المناسبة، أبرز السيد أندري أزولاي أهمية هذه النسخة التي تعود بعد خمس سنوات من التوقف بسبب جائحة كوفيد-19، مسلطا الضوء على خصوصية هذا اللقاء الذي يتميز بالغنى الحسي والعمق الفني.

وأضاف أنه “على مدى 20 سنة، التزمنا بتقديم تجربة موسيقية متوسطية فريدة من نوعها” معربا عن فخره “بأن بلادنا تواصل نقل هذا التنوع الثقافي إلى بقية العالم”.

وسجل مستشار جلالة الملك، في تصريح للصحافة، أنه “رغم التحديات الراهنة، تظل الثقافة ملاذا ثريا”، مضيفا “أننا عازمون على مواصلة تمكين الصويرة من فرص التألق والإشعاع في عالم الموسيقى”.

من جهتها، أوضحت المديرة الفنية للمهرجان، دينا بن سعيد، أنه في إطار الاحتفال بمرور 20 سنة على انطلاق مهرجان ربيع الموسيقى لمدينة الصويرة، تقرر دعوة الفنانين الذين بصموا الدورات السابقة بحضور باذخ.

وقالت إن المهرجان حرص على الدوام على التوفيق بين أجواء الحفلات الموسيقية التي تقام خارج الأسوار والمتطلبات الفنية للمهرجانات الدولية الكبرى، مضيفة أن نسخة السنة الجارية تجسد التعاون لأول مرة بين جمعية الصويرة موكادور ومؤسسة تينور من أجل الثقافة.

وفي تصريح للصحافة عقب هذه الأمسية الفنية، أعربت عازفة الكمان الفرنسية الرومانية ديبورا نيمتانو عن سعادتها البالغة لتمكنها من تقاسم شغفها الموسيقي مع هذا الحضور الذي يتمتع بأذن موسيقية مرهفة، في أجواء بهيجة ومفعمة بالأحاسيس تضفي عليها مدينة الصويرة طابعها الخاص.

وأضافت “اخترنا بعناية الأعمال التي تمزج بين الموسيقى الفرنسية ومعزوفات من أوروبا الشرقية، تكريما لأصولي الرومانية”.

كما رحب عازف البيانو رومان ديشارم بالتفاعل الحماسي للجمهور، مضيفا أن هذا “التناغم الفني يأخذ الجمهور في رحلة ملحمية رائقة عبر الثقافات والعصور”.

وتابع “نحن سعداء للغاية لأننا ساهمنا في نسج علاقة متناغمة مع جمهور الصويرة، وتجسيد أثر الموسيقى ، باعتبارها مشتركا إنسانيا عالميا، في توحيد القلوب وتجاوز الحدود”.

يشار إلى أن هذه النسخة الغنية ، التي تعرف مشاركة عدد من الموسيقيين والمغنيين من جميع القارات، تسترجع عقدين من تاريخ المهرجان في أبهى حلة صويرية تجسد تفرد الطريقة التي تنظر بها مدينة الرياح إلى العالم ، مستلهمة قيم السلام والتسامح والتنوع.

ويقدم المهرجان هذا العام 14 حفلا موسيقيا مجانيا في متناول الجميع، مع برنامج ملائم للمبتدئين الذين يقبلون على الموسيقى كلاسيكية لأول مرة وكذا للولوعين بهذا الحدث السنوي.