الوضع الأمني في المنطقة الأرومتوسطية يدعو إلى القلق أكثر من أي وقت مضى (الطالبي العلمي)
الرباط – أكد راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، اليوم الخميس بالرباط ، أن معطيات الواقع الجيو سياسي، والوضع الأمني، في المنطقة الأرومتوسطية يدعو إلى القلق، بل وإلى الحسرة، أكثر من أي وقت مضى.
وقال السيد الطالبي العلمي في افتتاح قمة رؤساء البرلمانات الأعضاء في الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، إن هناك عدة عوامل مقوضة للعيش المشترك والتعاون والتفاهم تنذر بتبديد كل الآمال التي انبعثت من إطلاق مسلسل برشلونة واتفاقية أوسلو ومؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط، حيث تفاقمت التحديات التي تواجه المنطقة، وتناسلت عنها معضلات جديدة مما يكبح التفاهم ويُلَغِّم العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف بين بلدان المنطقة والمجموعات الإقليمية.
وأوضح في هذا الصدد أن السلام في الشرق الأوسط “يبدو أبعدَ اليومَ عما كان عليه في أي وقت مضى ” مشيرا إلى أن الدماء التي تسيل في قطاع غزة والدمار الهائل الذي يتعرض له، ومصادرة حق الأطفال في الحياة وفي التمتع بالحقوق الإنسانية، كلها عوامل، تزيد من منسوب الحقد، كما تزيد من تخصيب التربة للتعصب والتشدد.
وأكد السيد الطالبي العلمي على ضرورة التوجه إلى “جذور الصراع وأصل القضية، أي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية كما تقضي بذلك الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
وذكر بأن المملكة المغربية، سواء في عهد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، أو في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، رئيس لجنة القدس، كانت دائما استباقية وداعمة للحق الفلسطيني الأصيل مؤسسة مبادراتها على الدعوة إلى السلام المبني على العدل والتضامن والتعايش بين شعوب المنطقة.
وأضاف السيد الطالبي العلمي أن المنطقة الأورومتوسطية تواجه تحديات أخرى قديمة/جديدة، منها انعكاسات الاختلالات المناخية والتلوث، مسجلا أن البحر الأبيض المتوسط يعتبر البحر الأكثر تعرضا للإجهاد، حيث تقذف فيه أطنان من الملوثات مما يلحق أضرارَا جسيمة بالموراد والأحياء البحرية.
كما يتراجع المجال الغابوي بشكل مُهْوِل، يضيف رئيس مجلس النواب، جراء الجفاف والحرائق والاستغلال المفرط للتربة وتعريضها للإجهاد.
وإلى جانب التداعيات على الحياة البشرية وما تتسبب فيه من نزوح، وعلى التنوع النباتي والحيواني، حذر السيد الطالبي العلمي من أن تفقد البشرية، بفعل هذه التحديات ، واحدا من مصادر التغذية الأكثر غنى، وتنوعا وفائدة في العالم، وفضاءات سياحية من الأجمل على الكرة الأرضية، وجزء هاما من الإرث الطبيعي الإنساني، الذي تأسست عليه أعرق الحضارات وأثراها.
وأضاف أن هذه التحديات والعواملُ، وغيرها من خارج الفضاء الأرومتوسطي ومن خلفه تساهم في تزايد مُلفت لظاهرة الهجرة غير النظامية واللجوء والنزوح، مع ما يلازم ذلك من مآسي إنسانية.
وبعدما أبرز النماذج الناجحة للإدماج وللتدبير المشترك لظاهرة الهجرة غير النظامية بين الشمال والجنوب، على غرار التعاون المتعدد الأوجه بين المملكتين المغربية والإسبانية، دعا رئيس مجلس النواب كافة الديموقراطيين من أحزاب وقوى ومن ومثقفين ومؤسسات في الشمال إلى قلب معادلة ربط مشاكل المجتمعات الأوروبية بظاهرة الهجرة والتصدي لخطاب كراهية الأجانب، والتذكير بالأدوار التاريخية للمهاجرين في اقتصادات عدد من بلدان أوروبا، وإسهام العديد منهم وأبنائهم في الإشعاع العلمي والثقافي والرياضي لهذه البلدان.
ورأى أنه على الرغم من تعاظم التحديات والعوامل غير الميسرة لتحقيق الأهداف النبيلة التي أطلق من أجلها مسلسل برشلونة والذراع البرلمانية للتعاون الأرومتوسطي، فإن الشراكة الاقتصادية بين بلدان المنطقة حققت الكثير من المكاسب بفضل حيوية وانخراط القطاع الخاص في الضفتين، والاتفاقيات المتقدمة الثنائية ومتعددة الأطراف.
غير أن المبادلات بين هذه البلدان ، يقول السيد الطالبي العلمي، ما تزال تحتاج إل مزيد من الأمن القانوني والإلتزام السياسي من جانب مختلف الأطراف لتحصينها من نزوات لوبيات المصالح الضيقة والنزعات الإيديولوجية المتطرفة التي توظفها أطراف لها مصلحة في الإضرار بحرية التجارة والمبادلات وإبقاء المنطقة حبيسة منطق الحرب الباردة وإيديولوجيتها.
وحث البرلمانات الوطنية، والبرلمان الأوروبي على ” تحصين الاتفاقيات التي تبرمها دولنا” حتى “نكفل لها الأمن القانوني الذي ييسر تنفيذها دون عراقيل، وعدم تركها رهينة لأمزجة البعض “.
وأثار رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط الانتباه إلى أن “واقع الانشطار الذي يميز النظام العالمي، والتهديدات التي تواجهنا معا ودخول فاعلين دوليين جدد إلى معادلات الصراع الدولي ومنهم المنظمات الإرهابية، يدعونا أكثر من أي وقت مضى إلى المضي في شراكاتنا على أساس تجديدها، وخاصة من خلال احترام أطرافها جميعِها، ودعم حق كل دولة في وحدتها الترابية وسيادتها والتصدي لنزعات الانفصال التي تستفيد من التضليل السياسي و الإعلامي لتحصل على الدعم ولتزرع الرعب والعنف وتغذي دوامة العنف خاصة عندما تكون مصالحها تلتقي موضوعيا مع المجموعات الإرهابية “.
وخلص إلى أن المغرب، الوفي لتقاليد التعايش، والعيش المشترك، والاعتدال، والحرية، “لن يتوانى في مواصلة انخراطه الإيجابي الفاعل في تجديد الشراكة الأرومتوسطية”.
اقرأ أيضا
فاتح شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية بعد غد الجمعة 10 ماي 2024 (وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية)
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن فاتح شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية سيكون بعد غد الجمعة 10 ماي 2024 م.
الدورة 11 من لوجيسميد: اللوجيستيك الحضري، أداة ضرورية لاقتصاد ناجع ومستدام
سلط المشاركون في مائدة مستديرة نُظمت، أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، على هامش الدورة 11 من المعرض الدولي للنقل واللوجستيك لإفريقيا والمتوسط (لوجيسمد)، الضوء على أهمية اللوجيستيك الحضري باعتباره أداة ضرورية لتحقيق اقتصاد ناجع ومستدام.
النسخة الثلاثين لمنتدى “إيمي – شركات” تسلط الضوء على المغرب باعتباره مهندس حقيقي للتحالفات الاقتصادية لأجل تحقيق تعاون أفريقي ـ أوروبي مستدام
انطلقت أشغال النسخة الثلاثين لمنتدى “إيمي – شركات” (EMI – Entreprises) اليوم الأربعاء بالرباط، في مسعى لتسليط الضوء على المغرب باعتباره مهندس حقيقي للتحالفات الاقتصادية لأجل تحقيق تعاون مستدام في العلاقات الإفريقية-أوروبية.
أخبار آخر الساعة
-
فاتح شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية بعد غد الجمعة 10 ماي 2024 (وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية)
-
الدورة 11 من لوجيسميد: اللوجيستيك الحضري، أداة ضرورية لاقتصاد ناجع ومستدام
-
النسخة الثلاثين لمنتدى “إيمي – شركات” تسلط الضوء على المغرب باعتباره مهندس حقيقي للتحالفات الاقتصادية لأجل تحقيق تعاون أفريقي ـ أوروبي مستدام
-
المدير العام لمنظمة العمل الدولية يبرز الإرادة السياسية “البناءة” للمغرب للنهوض بالدولة الاجتماعية
-
دالاس.. تسليط الضوء على مؤهلات المغرب، القطب الاستراتيجي للاستثمار في إفريقيا
-
سان فرانسيسكو.. غيثة مزور تعقد لقاء عمل مع الشركة العالمية للاستثمار “مبادلة”
-
الرؤية الملكية في مجال النهوض بالاستثمارات الخارجية مكنت من تحويل التحديات الى فرص (مدير)
-
الدراجات الجبلية .. 32 متسابقا يدافعون عن الألوان الوطنية في البطولة الإفريقية الـ 16 ببوسكورة