آخر الأخبار
اليوم الوطني للموسيقى .. مناسبة للتفكير في مدى إسهام الموسيقى في تطوير المجتمع المغربي والارتقاء به (باحث مغربي)

اليوم الوطني للموسيقى .. مناسبة للتفكير في مدى إسهام الموسيقى في تطوير المجتمع المغربي والارتقاء به (باحث مغربي)

الثلاثاء, 3 مايو, 2016 - 13:36

أجرى الحديث : إدريس اكديرة

 الرباط – أكد الأستاذ محمد توفيق حميش، الباحث المغربي في مجال التراث الموسيقي، أن اليوم الوطني للموسيقى مناسبة للتفكير في مدى ما يمكن أن تسهم به الموسيقى في تطوير المجتمع المغربي والارتقاء به.

وقال الأستاذ حميش، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم الوطني للموسيقى، الذي يخلده الموسيقيون المغاربة في السابع من مايو من كل سنة٬ في ذكرى الرسالة التي وجهها جلالة المغفور له الحسن الثاني إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الأولى حول التعليم الموسيقي في مايو 1994 (5 – 7 مايو 1994 بالرباط)٬ إن “اليوم الوطني للموسيقى يشكل مناسبة للتفكير في مدى ما يمكن أن تسهم به الموسيقى في تطوير المجتمع المغربي والارتقاء به لكي يصبح في مصاف المجتمعات المتحضرة المعتدة بهويتها والمنفتحة على الحضارات والثقافات الأخرى بدون الشعور بأي عقدة نقص إزاء الآخر مهما وصل في مراتب المدنية والتحضر”.

وأضاف الأستاذ حميش، رئيس جوق نهضة الموسيقى الأندلسية بمكناس، أن اليوم الوطني للموسيقى هو كذلك مناسبة للتفكير في واقع الموسيقى بالمغرب، وآفاق مسار الممارسة الفنية الموسيقية، والتفكير في وسائل الحفاظ على الموروث الموسيقي المغربي وإعادة تأهيله٬ وصيانة الهوية الموسيقية الوطنية وحمايتها.

   وكانت الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في هذه المناظرة قد أكدت على “مواصلة الجهود لبلوغ النتائج التي من شأنها تحسين أساليب التلقين٬ ورفع مستوى التعليم٬ والسهر على جودة التكوين الموسيقي العام في مجالات التلحين والعزف والأداء والتأليف وغيره”٬ كما أنها تضمنت أمورا أساسية بالنسبة للرفع من التذوق الفني لدى المتلقي٬ وتأطير العمل الفني وفتح مجالات جديدة لتحريك الفنون ونشر تعليمها للناشئة والسهر على الجودة وتميزها.

  وفي معرض تطرقه للتراث الموسيقي المغربي، قال الأستاذ حميش، مفتش للتربية الموسيقية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، إنه يمكن تسجيل نقطة إيجابية في موضوع التراث الموسيقي المغربي تتمثل في جمعه وتدوينه سواء كتابيا أو صوتيا أو صورة بكل أشكالها، ولذلك فلا خوف عليه من الضياع من هذا الجانب، مضيفا أن مرحلة التدوين من أهم لحظات الحفاظ على التراث الموسيقي لأمة من الأمم، ذلك أنها تمكن الأجيال اللاحقة من التواصل مع ماضيها الذي يعد أساسا لبناء الحاضر وفتح آفاق المستقبل.

 لكن مرحلة التدوين، في رأي الأستاذ حميش، غير كافية إذ تعقبها مرحلة توظيف التراث واستثماره في أشكال تعبيرية تلائم العصر مع احترام الخصوصيات التعبيرية التي تتمثل في البنيات الثوابت لهذا التراث أي البنيات النغمية والإيقاعية، موضحا أن ذلك يعني الحفاظ على التراث واستمراريته كمكون من مكونات الهوية وعنصرا من عناصر الوحدة. وأشار إلى أن ما يتميز به التراث الموسيقي المغربي هو تنوعه واختلاف روافده الحضرية والبدوية.

 وعن بروز أشكال وطرق وإبداعات للحفاظ على هذا التراث، أكد الأستاذ حميش أن هذا التراث يملك كل مقومات المناعة الذاتية التي تحافظ له على روحه وقوامه، ولذلك فإن كل أشكال التشويه يلفظها ولا تستمر، “وإذا ما أخذنا التراث الموسيقي الأندلسي نموذجا نلاحظ استمرار الطريقة التقليدية المتداولة منذ ما يقارب قرنا من الزمان أي الطريقة المشكلة من الجوق الأندلسي وهي طريقة تمتلك عشاقها داخل البلاد وخارجها”.

وقال، في هذا الصدد، “وما استمرار هذه الطريقة إلا لأنها تطور ذاتها من الداخل، وإذا ما استمعنا إلى أداء الجوق الأندلسي في الثلاثينيات من القرن الماضي وقارنا أداءه بالأداء المعاصر نلاحظ تطورا كبيرا سواء في أداء الإيقاعات بآلتي الطر أو الدربوكة أو حركة نقر ريشة العود أو ضرب قوس الكمان. ولذلك فإن الإبداع في الأداء يستمر وسنكون أمام طرق متنوعة من داخل الجوق الأندلسي التقليدي”.

 وسجل الأستاذ حميش أنه على الرغم من ذلك “يلاحظ عدم توظيف ما يزخر به هذا التراث من طبوع وإيقاعات في الإبداعات الموسيقية المغربية المعاصرة وهذا يعود أساسا إلى عدم التشبع بهذا التراث”، مضيفا أن ما يقال على الموسيقى الأندلسية يمكن سحبه على ألوان موسيقية تراثية أخرى، “وهذا ما يمكن أن يحيلنا على إشكالية أساسية هي هل يعرف المغاربة تراثهم الموسيقي ؟ ما هي القنوات التي يمكن المرور منها للتعرف على التراث ؟”.

 

 ح/دك/

 زس


واعتبر الأستاذ حميش مؤطر طلبة الماستر المتخصص “التعليم الفني والتربية الجمالية” بالمدرسة العليا للأساتذة بمكناس في مجزوءة التربية الموسيقية، أن هناك قناتين : الأولى هي التعليم الموسيقي والثانية هي الإعلام خصوصا التلفزيون، متسائلا، في هذا الصدد، “هل تقوم كل قناة بوظيفتها المنوطة بها ؟”، ومؤكدا أن التفكير في هذه الأسئلة يشكل موضوع الحديث عن التعليم الموسيقي في المغرب وموقع التراث الموسيقى في الإعلام المغربي.

وبخصوص الموسيقى المغربية العصرية، قال الأستاذ حميش إن “هذا اللون الموسيقي يجاري التطورات التي عرفها الغناء المعاصر، خصوصا ما تعلق بوقت الأغنية الذي تم اختزاله، أو نصوصها التي ابتعدت عن الصور الشعرية ذات العمق البلاغي والدلالي الذي يقتضي تفكيرا لفهم المعاني والرموز التي تبني الصور الشعرية”.

وأضاف “لقد أصبحنا أمام نصوص مباشرة في تقديم المعاني سواء كانت تتعلق بالحياة اليومية أو الحياة العاطفية أو بالقيم الإنسانية، كما دخلت إلى عالمنا أجناس من الأغاني هي نتاج ثقافة غربية سواء في البناء اللحني أو في الأداء أو في أشكال العرض الموسيقي، أصبحنا أمام موجات متتالية من الصيحات الموسيقية”.

 واعتبر الأستاذ حميش مؤطر طلبة الإجازة المهنية “مربيات ومربو التعليم الأولي” في مجزوءة التربية الموسيقية بجامعة المولى إسماعيل،أن ما يمثل وجها مشرقا في الأغنية العصرية هو “اقتحامها لمجتمعات ولثقافات أخرى والتغني باللغة العامية الدارجة المغربية التي كان المشارقة يتعالون عليها ولا يولون الأغنية المغربية بهذه اللهجة قيمتها التي تستحقها اللهم إلا ما ندر”.

 كما أن زمن تداول الأغنية، يقول الأستاذ حميش، لا يتعدى في أغلب الأحوال بعض الشهور على الرغم من تحقيقها لنسب عالية في المشاهدة في شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الأنترنيت، وأغلب المبدعين، إن لم يكن كلهم، ركبوا هذه الموجة، مسجلا أنه اختفت من قاموس هذه الأغنية المقدمات الموسيقية للأغنية التي تشكل لوحدها في زمن مضى عملا موسيقيا متكاملا.

وأوضح محمد توفيق حميش مؤسس محترف الموسيقى بكلية الآداب وبالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بجامعة المولى إسماعيل، أن السبب في ذلك هو مواصفات الأغنية التي باتت تتطلبها السوق، والتي ينبغي أن لا تتعدى بضع دقائق. وتساءل  .. لماذا الإشارة إلى هذا المعطى ؟ هل للحنين إلى الماضي الذي كانت له شروطه وظروفه وقيم تذوقه الموسيقي ؟، معتبرا أن الجواب لن يكون إلا نفيا، “لكن مع ذلك لا يمكن أن ننفي وجود إقصاء للأعمال الغنائية ذات مقومات تنتمي إلى ما يعتبر ماضيا من الحضور الإعلامي، لأن نسبة المشاهدة ضعيفة مقارنة مع تيار الأغنية السائدة حاليا”.

 

 ح/دك/

 زس

اقرأ أيضا

نصف ماراطون جاكرتا للإناث: المغرب يسيطر على منصة التتويج

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 14:23

سيطرت العداءات المغربيات أميمة سعود، ووئام الفتحي، وفتيحة بنتشتكي، على منصة تتويج النسخة الأولى لنصف ماراطون جاكرتا للإناث بأندونيسيا، الذي نظم اليوم الأحد.

انطلاق فعاليات الدورة ال29 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 10:17

انطلقت، مساء السبت بسينما إسبانيول بتطوان، فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور ثلة من مهنيي الفن السابع وشخصيات من عالم الثقافة والفنون.

غواتيمالا سيتي.. توشيح سفير غواتيمالي سابق بالرباط بالوسام الملكي من درجة قائد

السبت, 27 أبريل, 2024 في 21:49

تم بمدينة غواتيمالا، توشيح السفير السابق لجمهورية غواتيمالا بالمغرب، السيد إيريك إستواردو إسكوبيدو أيالا، بالوسام الملكي من درجة قائد، والذي تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمنحه إياه إثر انتهاء مهمته الدبلوماسية بالمملكة.