بلغاريا .. الاحتفال باليوم العالمي لإفريقيا برعاية سفارة المغرب في صوفيا

صوفيا –  تم، مؤخرا بصوفيا، الاحتفال باليوم العالمي لإفريقيا تحت رعاية سفارة المغرب في بلغاريا، بحضور عدد من المسؤولين البلغار رفيعي المستوى وسفراء وقناصل بلدان إفريقية معتمدين في هذا البلد.

وذكر بلاغ لسفارة المملكة في صوفيا أن هذا الحفل ترأسته سفيرة المغرب في بلغاريا، زكية الميداوي، بصفتها عميدة مجموعة السفراء الأفارقة في هذا البلد.

وقد تميز الحفل بحضور، على الخصوص، نائبة رئيس جمهورية بلغاريا، إليانا يوتوفا، والمفوضة الأوروبية السابقة للابتكار والثقافة، ماريا غابرييل، ومنتخبين محليين، ونواب بلغار في البرلمان الأوروبي، وأعضاء بالسلك الدبلوماسي المعتمدين في بلغاريا، وكذا ممثلي عن جمعيات خيرية والجالية الإفريقية.

وفي كلمة بالمناسبة، قالت السيدة الميداوي، نيابة عن مجموعة السفراء الأفارقة، إن “اليوم العالمي لإفريقيا (…)، على غرار جميع الاحتفالات الكبرى، يشكل لحظة فرح واعتزاز، ومناسبة لتعزيز التضامن والوحدة والتعاون بين البلدان الإفريقية”.

وأضافت “قبل 60 سنة، أرست إفريقيا أسس وحدتها، التي تأثرت بفعل الاستعمار، من خلال إنشاء منظمة مشتركة، هي منظمة الوحدة الإفريقية، التي تحولت إلى منظمة الاتحاد الإفريقي في سنة 2002. وبعد 60 سنة من هذا العمل التأسيسي، تحررت إفريقيا من الوجود الاستعماري والميز العنصري، وشرعت في تحقيق وحدتها السياسية وتقدم اقتصادي واجتماعي وثقافي كبير”.

وبعدما ذكرت بأن “القارة الإفريقية تتمتع بإمكانات اقتصادية كبيرة ورأسمال بشري غني وشاب وديناميكي”، لم يفت الدبلوماسية المغربية الإشارة إلى أن “إفريقيا غنية أيضا ثقافيا وإثنيا ولغويا”.

وسجلت السيدة الميداوي أن القارة الإفريقية تتعايش فيها التقاليد القديمة مع التوجهات الحديثة، مشيرة إلى أن “الشعوب الإفريقية، التي لها تاريخ غني يعود إلى آلاف السنين، قد صمدت وواجهت عقبات كبيرة على مر السنين، بينما تمكنت من صون ثقافتها وتراثها وإرثها”.

وتابعت “إذا كان اليوم العالمي لإفريقيا يمثل فرصة للاحتفال بإنجازات البلدان الإفريقية والتقدم المحرز حتى الآن في ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية”، فإن هذا الواقع “يذكرنا أيضا بأهمية التحديات التي يتعين مواجهتها، من قبيل تغير المناخ والفقر والنزاعات والعنف، والتي لا يمكن حلها إلا من خلال التعاون والوحدة”.

كما أشارت السيدة الميداوي إلى أن “إفريقيا، التي أبانت عن دينامية مطردة، لديها إمكانات استثنائية، سواء من حيث حيوية الشباب أو الإمكانيات التي يتيحها التبادل الحر”.

من جهتها، أكدت نائبة رئيس جمهورية بلغاريا، إليانا يوتوفا، على “ضرورة تجاوز ذلك الموقف غير السليم المتمثل في مواصلة رؤية إفريقيا كقارة تمزقها الصراعات وتحتاج إلى مساعدات إنسانية”.

وقالت إن إفريقيا “فرصة ويمكن أن تجلب الكثير لنا جميعا. إنها قارة مكونة من عدة دول ذات ثقافات متنوعة وعريقة وغنية ولديها الكثير لتقدمه لنا جميعا”.

وأضافت أن “الاتحاد الأوروبي ونحن، كجزء لا يتجزأ من هذا الاتحاد، يتعين علينا أن نبذل قصارى جهدنا لجعل هذه البلدان شركاءنا الطبيعيين، للمساعدة في تنمية شبابها في مجالي التعليم والاستثمار، وذلك لدعم تنمية الاقتصاد برمته”.

كان الاحتفال باليوم العالمي لإفريقيا في صوفيا برسم سنة 2023 غنيا بالألوان مع برنامج بعروض موسيقية متنوعة وإقامة بازار للصناعة التقليدية والمنتجات المحلية والأطباق التي تعكس تنوع النكهات الإفريقية والأزياء التقليدية والإكسسوارات المصنوعة يدويا، وذلك بهدف التعريف بالثقافة الإفريقية من حيث تنوعها وثرائها في بلغاريا والإسهام في التقارب بين المجتمعين الإفريقي والبلغاري.

ومكن جناح المغرب، وهو الأكبر من نوعه في هذه التظاهرة، من عرض منتجات الصناعة التقليدية (الخشب والجلد والشمع والنحاس …) والمنتجات الفلاحية والصناعة الغذائية (زيت الأركان، الصابون، مستحضرات التجميل، التمور، الزيتون، السلع المعلبة…)، فضلا عن الملابس التقليدية للمملكة (الجلابة، الجبدور، القفطان…)، ومجوهرات الصناعة التقليدية المغربية، والتي تم التبرع بعائداتها لجمعيات خيرية.

كما تضمن الاحتفال برنامجا ثقافيا شارك فيه فنانون بلغار وأفارقة، بالإضافة إلى أفراد الجالية الإفريقية، تناوبوا على المنصة الكبيرة التي أقيمت بهذه المناسبة.

وقد حظيت المشاركة المغربية في هذه التظاهرة بتقدير وترحيب كبيرين من جميع الحاضرين، وشكلت فرصة حقيقية للبلغار والسياح الأجانب للتعرف عن كثب على بعض من جوانب التراث الثقافي المغربي.

وخصصت وسائل الإعلام البلغارية، بشتى أصنافها، تغطية واسعة لهذا الاحتفال. وفي هذا الإطار، أجرت السيدة الميداوي حوارات مع عدد من وسائل الإعلام البلغارية، كان فيها المغرب حاضرا بإشعاع ألوان المملكة وتسليط الضوء، بشكل خاص، على تقاليدها الثقافية العريقة ومكانتها كوجهة سياحية دولية مفضلة.