آخر الأخبار
بنما .. مواطنون يحرقون دمى السياسيين في وداع سنة 2014

بنما .. مواطنون يحرقون دمى السياسيين في وداع سنة 2014

الأربعاء, 31 ديسمبر, 2014 - 8:47

بقلم .. هشام المساوي

بنما – على أمل دفع شر السنة المنصرمة وطمعا في خير السنة المقبلة، يقدم مجموعة من البنميين على إحراق دمى سياسيين ومشاهير وشخصيات خيالية مع منتصف ليلة رأس السنة، علها تحمل مع دخانها كل الشرور والآثام التي قد تعصف بحياة الأفراد.في تقليد يعود لأزيد من قرن من الزمن، يحترف سكان بلدة “تشامي”، الواقعة على بعد 70 كلم غرب العاصمة بنما، صناعة الدمى بأحجام مختلفة، يقبل عليها المواطنون في الأسبوع الأخير من كل سنة لإحراقها في طقوس احتفالية ترافقها ألعاب نارية كلما دقت ساعة منتصف ليلة 31 من دجنبر.
ويتراوح متوسط سعر هذه الدمى، التي يطلق عليها السكان المحليون اسم “خودا”، بين 100 و500 دولار، تبعا للحجم والشخصية التي تجسدها الدمية وطريقة تزيينها.
ويقر عدد من السكان المحليين بمنطقة “تشامي” أن هذا التقليد يعود إلى بدايات القرن العشرين، إذ كان المحتفلون يصنعون الدمى بمنازلهم، ويلبسونها أسمالهم البالية ويزينونها بالمفرقعات، قبل إضرام النيران بها مع منتصف ليلة 31 دجنبر، وهو الطقس الاحتفالي الذي يستمر طيلة الساعات الأولى من العام الجديد.
وقال فيكتور ألفاريز، مصمم فني وصانع دمى بالمنطقة في تصريحات لصحيفة محلية، إن الأمر يتعلق باحتفال “تتناقله الأجيال”، مستدركا أن الجيل الجديد أعاد إحياءه وأضفى عليه مسحة سخرية عبر صناعة دمى أشخاص مشهورين عوض الشخصيات الخيالية التي كانت معروفة في سالف الزمن.
وإن كانت جذور هذا التقليد غير محددة بشكل دقيق، فسكان بلدة “تشامي” يقتدون بالأسلاف الذين كانوا يحرقون الدمى لكونها تمثل الشرور التي مرت خلال السنة المنصرمة، وتيمنا باستقبال السنة الموالية بقدم يمنى دلالة على التفاؤل بالخير.
ويشرع في صناعة الدمى انطلاقا من وضع مجسم يحمل ملامح الشخصية المراد إبرازها، ثم تتم تغطيته بتشكيلة من الملابس القديمة التي يرغب المحتفل بالتخلص منها، إذ تخاط حتى تصبح قطعة واحدة مجوفة، يتم حشوها بأوراق الأشجار الجافة، سريعة الاشتعال وقليلة الدخان، قبل تزيين الدمى بالمفرقعات لإضفاء مزيد من التشويق أثناء الاحتراق.
ويعمل سكان هذه البلدة الواقعة على الطريق الرابطة بين القارتين الأمريكيتين على وضع الدمى بالقرب من المنازل على حافة طريق (أنتر أمريكانا) في الليلة الأخيرة من كل سنة، ويشرع في إحراقها انطلاقا من الأرجل صعودا حتى تصل ألسنة اللهب إلى الرأس.
وأشارت تقارير إعلامية محلية إلى أن الدمى المشهورة خلال السنة الجارية تمثل رؤساء بنميين وأمريكيين سابقين، وبعض المغنين والممثلين ومقدمي الأخبار الذين اعتاد سكان البلد على رؤيتهم يوميا على شاشة التلفاز.
واعتبر ألفاريز أن الإقبال على دمى السياسيين ارتفع خلال السنوات الأخيرة لكون هؤلاء يعتبرون بمثابة شخصيات عامة ومعروفة لدى سكان البلد. ومن بين الدمى المعروضة خلال هذا الأسبوع، تبرز دمى عدة نواب سياسيين وموظفين سامين متورطين في فضائح اختلاس، بالإضافة إلى شخصيات كارتونية من قبيل (باطمان) و(سبايديرمان).
ونفى ألفاريز أن يكون الإقبال على دمى السياسيين مرده إلى أن هؤلاء يمثلون الشر الكامن في البلد، لكون الصناع يخيطون أيضا دمى أشخاص نالوا شهرتهم انطلاقا من أعمالهم الخيرة.
في السياق ذاته، أكد الصانع كارلوس مورينو أن عائلته امتهنت منذ سنوات صناعة الدمى خلال هذه الفترة من العام، مضيفا أنه يصنع دمى تذكر البنميين بالأحداث الجميلة بعيدا عن الشخصيات السياسية.
غير أن العديد من صانعي الدمى آثروا بعث رسالة من خلال إبداعاتهم عبر وضع كلمات على الدمى تحيل على فضائح الفساد التي تفجرت خلال الأشهر الأخيرة، وكان من أبرزها التحقيقات بشأن الاختلاس ببرنامج الدعم الوطني وإقالة قاض بمحكمة العدل العليا بتهمة الفساد.
في هذا الإطار، أكد خوسي توريس أن التوجه لصناعة دمى السياسيين ظهر سنة 1988 بعد إقدامه على حياكة دمية للدكتاتور السابق أنتونيو مانويل نورييغا، وهو ما كلفه حينها أياما من التحقيقات بتهمة “إهانة رئيس الجمهورية”.
سنوات بعد ذلك، صارت دمى السياسيين والمشاهير أكثر حضورا بعد بروز جيل جديد من الصناع المتخصصين في خياطة دمى احتفالات رأس السنة، وهو ما ساهم في إحياء هذا التقليد، بل ونقله من طابعه المحلي ليصبح ذا بعد وطني، يشارك فيه سكان مناطق أخرى وبعض الأجانب.
وإلى جانب الدمى التي تكون بأحجام حقيقية، ينفق البنميون بسخاء على الألعاب النارية لإنارة سماء البلد ليلة رأس السنة في احتفالية تستمر طيلة الساعات الأولى من العام الجديد، وهي من بين عوامل الجذب التي جعلت من العاصمة بنما قبلة للسياح بمنطقة أمريكا الوسطى.

 

اقرأ أيضا

المعرض الدولي للنشر والكتاب.. عرض الأعمال الجديدة المترجمة إلى العربية للشاعر عبد اللطيف اللعبي

الإثنين, 13 مايو, 2024 في 9:16

تم، اليوم الأحد بالرباط، عرض الأعمال الأدبية الجديدة للشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، المترجمة من اللغة الفرنسية إلى العربية، وذلك خلال لقاء عقد في إطار الدورة الـ 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.

المعرض الدولي للنشر والكتاب: جلسة تناقش دور المجلس الأعلى للحسابات في تخليق الحياة العامة

الأحد, 12 مايو, 2024 في 17:18

احتضن رواق المجلس الأعلى للحسابات بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، اليوم الأحد، جلسة حول موضوع “دور المجلس الأعلى للحسابات في تخليق الحياة العامة: التصريح الإجباري بالممتلكات نموذجا”.

السنغال.. مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تنظم مسابقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده

الأحد, 12 مايو, 2024 في 15:20

نظم فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في السنغال، أمس السبت بدكار، النسخة الخامسة من مسابقة حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية