ثمانون عاما بعد رحيل الشابي .. تونس تجدد عهدها مع شاعر الحرية والخلود

ثمانون عاما بعد رحيل الشابي .. تونس تجدد عهدها مع شاعر الحرية والخلود

الجمعة, 10 أكتوبر, 2014 - 12:34

تونس- (بقلم : عزيز المسيح) – في التاسع من شهر أكتوبر قبل ثمانين سنة، لفظ أنفاسه بأحد مستشفيات العاصمة التونسية أحد أشهر الشعراء العرب المعاصرين ورواد الإصلاح في الثقافة والشعر العربيين، صاحب البيت الرؤيوي الشهير “إذا الشعب يوما أراد الحياة … فلا بد أن يستجيب القدر”، شاعر الحرية والخلود “أبو القاسم الشابي”.

وعرفانا لما قدمه هذا الشاعر الكبير من أعمال إبداعية تناصر الإنسان وقيم الحرية والانعتاق وترسخ أسس ثقافة عربية معاصرة منفتحة على زمانها ومواكبة لتحولات العصر، ووفاء لحبه الأبدي لتونس التي قال عنها ذات يوم “أنا يا تونس الجميلة في لج الهوى قد سبحت أي سباحة .. شرعتي حبك العميق وإني قد تذوقت مره وقراحه ..” ، تحتفي وزارة الثقافة التونسية بذكرى رحيل هذا المبدع الرائد ، من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية وفنية متنوعة ، خصوصا في مسقط رأسه ومدفنه “توزر”، ذات الطبيعة الفيحاء، حيث تخلقت أمشاج وعيه الجمالي والانساني.

معلقا على استحضار هذا الشاعر الأيقونة في زمن ما بعد الثورة، يقول رئيس اتحاد كتاب تونس، محمد البدوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بتونس، إن التحولات السياسية والاجتماعية التي عرفتها المنطقة وتونس ، على وجه الخصوص، تؤكد راهنية هذا الشاعر المستقبلي، معتبرا أن الاحتفاء بذكراه يدخل في إطار تجديد التراث والفكر والأدب العربي ” حتى لا يتحول الشابي إلى صنم شعري”، مضيفا ” ما أحوجنا الى أمثال الشابي .. لقد كان مغاربيا وعربيا وكونيا قبل أن يكون تونسيا ..”.

فرغم حياته القصيرة ، التي لم تتجاوز الخامسة والعشرين سنة تنقل فيها بين الكتاب والكلية الزيتونية وجامعة الحقوق التونسية حيث تخرج منها سنة 1934 مرورا بترحالاته رفقة أبيه، خريج جامعة الأزهر القاضي بالعديد من المدن والبلدات التونسية، وإلى غاية وفاته المأساوية متأثرا بتداعيات قلب مريض، طبع أبو القاسم وما يزال المشهد الثقافي والشعري العربي والتونسي على وجه الخصوص، باعتباره أحد أقطاب التجديد والتنوير في المجال الشعري والثقافي، وصاحب رؤية جمالية حداثية متقدمة على عصره وموقف اجتماعي إصلاحي متنور، ومناهض للاستعمار والتخلف على حد سواء.

ففي الشعر، وفي تفاعل بين مؤثرات المدرسة الرومانسية على تجربته ومتن شعري عربي قديم غرف منه خلال مساره الإبداعي، اجترح الشابي، شاعر الحياة ، لغة جديدة غير مألوفة، متمردا رافضا جمود وحسية التراث الشعري القديم، منشدا للغة تتعالى على الحسي متطلعة إلى الطبيعة الساحرة المرئية والمتخيلة والأفق الجمالي الانساني والروحي الأرحب، حيث الشعر بهذا المعنى “ما تسمعه وتبصره في ضجة الريح وهدير البحار وفي بسمة الوردة الحائرة يدمدم فوقها النحل ويرفرف حواليها الفراش، وفي النغمة المفردة يرسلها الطائر في الفضاء الفسيح”.

اقرأ أيضا

ريادة الأعمال النسائية.. التوقيع على اتفاقية شراكة لإحداث برنامج “She Industriel”

الثلاثاء, 21 مايو, 2024 في 15:17

وقعت وزارة الصناعة والتجارة وجمعية سيدات الأعمال في المغرب، اليوم الثلاثاء بالرباط، اتفاقية شراكة تتعلق بإحداث برنامج لتعزيز ريادة الأعمال النسائية في قطاع الصناعة الوطنية، يحمل اسم “She Industriel”.

ملتقى (Casablanca Smart City) في يونيو المقبل تحت شعار” من المواطن الذكي إلى المدينة الذكية”

الثلاثاء, 21 مايو, 2024 في 15:05

تعقد الدورة الثامنة لملتقى ( المدينة الذكية للدار البيضاء / Casablanca Smart City) يومي 5 و 6 يونيو 2024 بكنيسة Sacre Cœur Casablanca، وذلك في سياق يتسم بالتوسع الحضري السريع والتحديات الحضرية المتزايدة.

المغرب بلد رائد عالميا في مواجهة التغيرات المناخية (مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية)

الثلاثاء, 21 مايو, 2024 في 14:38

أكدت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، أمس الإثنين ببنجرير، أن المغرب يعتبر بلدا رائدا عالميا في مجال مكافحة التغيرات المناخية، بعدما خطى خطوات كبيرة نحو تحقيق هدفه المتمثل في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45,5 في المائة بحلول عام 2030.