جداريات تشع باللون في فضاءات أصيلة المطلة على الأطلسي

(من المبعوث الخاص للوكالة: عثمان المبراك)أصيلة- تحت السماء المفتوحة في أصيلة، مدينة المشاهد الجذابة، تستوقف العابر توقيعات تشكيلية بكل ألوان الطيف، وقد كست جدران الفضاءات المتاخمة لضفة الأطلسي، لتصبح مشهدا لمتعة البصر في مدينة الجمال الأخاذ.
جداريات جديدة صممت بأساليب تشكيلية مختلفة حلت محل نظيرات لها أنتجتها الدورة السابقة من موسم المدينة الثقافي الدولي، لتضفي سحرا فريدا أبدعته مخيلة فنانين مغاربة وأجانب، يطيب لهم أن يحولوا المدينة التي ترفل في بياضها الساكن إلى منشأة فنية طافحة بلغة اللون والحركة والضوء عند مرمى الأطلسي.

ويبدو أن جداريات أصيلة تجاوزت طابعها الجمالي المشهدي لتصبح خطابا فنيا تعليميا يهدي لرواد الفضاء الحضري مادة للتأمل ويصنع أجواء فرح في كتل الاسمنت الباردة، كما يمرن الأطفال وهم يمارسون ألعابهم المفضلة على تذوق فنون الإبداع التشكيلي.

في قصر الثقافة، ينكب خالد الساعي، فنان الخط السوري، ذو الصيت العالمي، على إنجاز لوحات من نسغ مخيلته الحروفية المذهلة، بعد أن أهدى المدينة واحدة من أجمل جداريات العالم، تتحاور في فضائها الحروف وتتراود لإنتاج لغة بصرية تتوقف عندها أبصار العابرين، من أبناء المدينة وزوارها.

جداريات الساعي، الفنان الذي تتلقفه أرقى محافل الفن في أوروبا والشرق، والذي أصبح أحد رواد الموسم، وضيف المدينة شهرين من كل عام، ليست مهارة فنية فقط بل باقة إبداعية تنقل للمشاهد عيون الشعر وفنون اللغة العربية.

يساهم خالد الساعي، برفقة جمع من الفنانين الشغوفين بفنون الجداريات، من سوريا واسبانيا وإيطاليا والمغرب، بأصالة إبداعاتهم في تكريس المكانة التي وطدها موسم أصيلة كملتقى لتلاقح الإبداع الفني بمختلف قطاعاته وأساليبه ومرجعياته، بانسجام وتضافر مع أنشطة متنوعة تشتمل على حفلات موسيقية وورشات لفن الحفر وكتابة الأطفال وعروض الأزياء فضلا عن سلسلة من الندوات الفكرية الهامة.