آخر الأخبار
جنوب إفريقيا.. رامابوزا يسعى إلى ولاية سياسية واضحة تمكنه من تنفيذ أجندة إصلاحاته

جنوب إفريقيا.. رامابوزا يسعى إلى ولاية سياسية واضحة تمكنه من تنفيذ أجندة إصلاحاته

الإثنين, 21 يناير, 2019 - 15:57

( عبد الغني عويفية )

جوهانسبورغ – بعد عقد من الفوضى وسوء التدبير في عهد الرئيس السابق جاكوب زوما، الذي يواجه حاليا دعوى قضائية بشبهة الفساد، تبدأ جنوب إفريقيا سنة 2019 تحت شعار “التغيير الكبير” بقيادة الرئيس سيريل رامابوزا.

ويحدد رامابوزا، الذي تم انتخابه في دجنبر 2017 زعيما لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الحزب الحاكم منذ 1994، ثم رئيسا للبلاد في فبراير 2018، الانتخابات العامة التي ستجرى في ماي القادم، كهدف رئيسي له. ويتعلق الأمر بموعد ذي أهمية كبرى بالنسبة لهذا السياسي الذي تحول إلى رجل أعمال، والذي يسعى إلى الحصول على ولاية سياسية واضحة تمكنه من تنفيذ أجندة إصلاحاته لإخراج جنوب إفريقيا من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية العميقة.

ولن تكون المهمة سهلة بالنسبة لرامابوزا. فعلى الصعيد السياسي، لا تزال عناصر تحوم حولها شبهات خطيرة تتعلق بالفساد وسوء التدبير تهيمن على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي.

وعلى الصعيد الاقتصادي، لا تبعث المؤشرات بتاتا على التفاؤل، حيث لا يستطيع النمو أن يتحرر من دائرة التباطؤ اللامتناهية، بينما يواصل معدل البطالة الارتفاع. وإذا كانت الأرقام الرسمية تتحدث عن معدل 27,7 في المائة من السكان النشطين، فإن مصادر مستقلة تؤكد أن ما يقرب من 60 في المائة من مواطني جنوب إفريقيا، خاصة السود منهم، عاطلون عن العمل.

وفي بلد تتفاقم فيه الفوارق الاجتماعية في ظل قلة فرص النهوض الاجتماعي، ينتشر الفقر في صفوف أكثر من نصف الساكنة البالغ عددها حوالي 56 مليون نسمة.

وسيشكل هذا الوضع الاقتصادي والاجتماعي التحدي الرئيسي لرامابوزا، هذا السياسي المخضرم الذي كان في السابق المرشح المفضل لنيلسون مانديلا لخلافته على رأس دولة قوس قزح في الوقت الذي كانت هذه الدولة الإفريقية الفتية بصدد الخروج من نير نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) في منتصف تسعينات القرن الماضي.

وقبل كل شيء، يعرف رامابوزا أنه لكي يفرض نفسه كزعيم بلا منازع للحزب الحاكم، يتعين عليه أن يضمن الفوز خلال اقتراع ماي القادم بنتيجة تنسي هزيمة الحزب في الانتخابات البلدية لسنة 2016.

وأظهر استطلاع أجراه معهد “إبسوس” في أواخر سنة 2018 ، أنه من المتوقع أن يفوز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في الانتخابات المقبلة بأكثر من 60 في المائة من الأصوات.

وبدا الحرص على تأمين دعم الناخبين السود أولا واضحا في خطاب رامابوزا الذي ألقاه بمناسبة تقديم البرنامج الانتخابي لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي مؤخرا في ديربان، وهو معقل الزولو لحزب الأيقونة مانديلا.

وفي هذا الخطاب، تعمد رامابوزا التقليل من حدة القضايا الحيوية مثل ملف الإصلاح الفلاحي المثير للجدل، مفضلا إعطاء أهمية أكبر للقضايا التي تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للجنوب إفريقيين، وخاصة الفئات الهشة، وهو ما اعتبره بعض المحللين خيارا “شعبويا”.

وتم تخصيص 42 ثانية في خطاب دام 90 دقيقة لقضية الإصلاح الفلاحي. ويعتزم رامابوزا إدخال إصلاح دستوري يسمح بمصادرة الأراضي، التي يملك المزارعون البيض معظمها، دون تعويض.

وعلى الرغم من حذره، فإن رامابوزا، الذي ما زال يؤكد أن الإصلاح سيتم بشكل سلس وبدون مشاكل، يعلم أن مشروعه قد يؤدي إلى كارثة اقتصادية في بلد يعاني أصلا من أزمة. لكن يجب الإشارة إلى إصراره على القضايا الاجتماعية التي يحتمل أن يكون لها صدى قوي في المناطق الفقيرة.

وتعهد على وجه الخصوص، باتخاذ إجراءات صارمة ضد التجار غير القانونيين “مهما كانت أصولهم”، في إشارة إلى ملايين المهاجرين السريين الأفارقة الذين يتهمهم الجنوب إفريقيون بسرقة الوظائف والفرص التي أصبحت نادرة في جنوب إفريقيا مضطربة.

وفي تجمع ديربان، الذي أعطى الانطلاقة لحملة انتخابية طويلة الأمد، التزم رامابوزا بضمان مستقبل أفضل لمواطنيه، معتبرا أن “عهدا جديدا” آخذ في البروز، وهي حقبة ستحفز ، بنظره، جنوب إفريقيا ومعها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يعاني من أزمة داخلية بين مختلف فصائله.

كما وعد الرئيس بإحداث 275 ألف منصب شغل كل سنة، في إطار مخطط تشجيع الاستثمار، وإطلاق العديد من مشاريع البنية التحتية وتنفيذ الإصلاحات المؤسسية بهدف إعطاء المزيد من الوضوح للمستثمرين الذين أصبحوا يترددون بشكل متزايد قبل الاستثمار في اقتصاد متأزم.

وقال رامابوزا “بعد الشك وعدم اليقين، نتجه نحو حقبة من الأمل والتجديد”، مستحضرا المراحل التي تم اجتيازها منذ توليه السلطة قبل عام تقريبا لاحتواء الفساد وتعزيز الأسس المؤسسية للدولة.

وتجدر الإشارة إلى أن سلفه زوما كان قد وعد بخلق خمسة ملايين منصب شغل خلال عقد من الزمن، وهو الهدف الذي لم يتحقق.

وبالإضافة إلى الحقائق الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، سيواجه رامابوزا تحديا سياسيا كبيرا في سعيه لتعزيز سلطته. فيتعين عليه أولا، تطهير حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يعيش في أزمة ويتخبط في قضايا فساد خطيرة.

والأكيد أن العداء المتنامي بين حلفاء زوما ورامابوزا سيعقد دون شك مهمة الرئيس في تقديم صورة جديدة عن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الذي يُنظر إليه، لا سيما في صفوف المعارضة، كحركة تحرير بعيدة عن واقع جنوب إفريقيا الجديدة.

 

 

اقرأ أيضا

نصف ماراطون جاكرتا للإناث: المغرب يسيطر على منصة التتويج

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 14:23

سيطرت العداءات المغربيات أميمة سعود، ووئام الفتحي، وفتيحة بنتشتكي، على منصة تتويج النسخة الأولى لنصف ماراطون جاكرتا للإناث بأندونيسيا، الذي نظم اليوم الأحد.

انطلاق فعاليات الدورة ال29 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 10:17

انطلقت، مساء السبت بسينما إسبانيول بتطوان، فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور ثلة من مهنيي الفن السابع وشخصيات من عالم الثقافة والفنون.

غواتيمالا سيتي.. توشيح سفير غواتيمالي سابق بالرباط بالوسام الملكي من درجة قائد

السبت, 27 أبريل, 2024 في 21:49

تم بمدينة غواتيمالا، توشيح السفير السابق لجمهورية غواتيمالا بالمغرب، السيد إيريك إستواردو إسكوبيدو أيالا، بالوسام الملكي من درجة قائد، والذي تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمنحه إياه إثر انتهاء مهمته الدبلوماسية بالمملكة.