آخر الأخبار
حان الوقت ليتخلى الإسبان ذوو المواقف المسبقة حول قضية الصحراء، عن أحكامهم الجاهزة (عمر الذهبي)

حان الوقت ليتخلى الإسبان ذوو المواقف المسبقة حول قضية الصحراء، عن أحكامهم الجاهزة (عمر الذهبي)

الإثنين, 16 ديسمبر, 2013 - 13:15

لاس بالماس- أكد مدير تحرير إذاعة البحر الابيض المتوسط الدولية عمر الذهبي في عمود “منبر حر” الذي تنشره صحيفة “لا بروفانسيا ” الكنارية، أنه حان الوقت ليتخلى الاسبان الذين يتبنون مواقف مسبقة حول قضية الصحراء “عن الاحكام المسبقة ويتجاوزوا الافكار التقليدية من أجل حل هذا النزاع والمضي قدما” ، مشيرا الى أن “الوضع الجيوسياسي في المنطقة لا يسمح أبدا بقيام دويلة لن تكون قابلة للحياة لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا من الناحية الأمنية”.فتحت عنوان “الصحراء ..يتفاهم الناس عندما يتحدثون إلى بعضهم”، أكد السيد الذهبي، في عموده أن مخطط الحكم الذاتي هو خطوة إلى الأمام قام بها المغرب وصفت من قبل البيت الأبيض بأنها جدية وواقعية وذات مصداقية، مشددا على أن مشكلة البوليساريو “هي أنه لا يقترح أي شيء ويرفض التحدث حول المبدأ ويتمسك بحالة الجمود القائمة التي لا تخدم مصالح شعوب المنطقة المغاربية”.

وأضاف “لخص أحد أصدقائي الإسبان الأساس الذي ينبني عليه رأيه في قضية الصحراء خلال نقاش جرى مؤخرا بيننا حول الجغرافية السياسية للمغرب الكبير بالقول إن +على المغرب أن يقوم بخطوة إلى الأمام+”، حيث اعتبر السيد الذهبي أن هذا الرأي “رأي اختزالي، ليس بالجديد سماعه إن من المثقفين أو المحللين السياسيين الإسبان، بما أني صرت، مع مرور السنوات، متعودا على سماع هذه الجملة التي صار هؤلاء لا يفتأون عن ترديدها كلازمة أو مسلمة من المسلمات كلما أثير النقاش حول قضية الصحراء في إسبانيا”.

وقال “ما أود من أصدقائي الإسبان الاعتراف به هو أن المسألة أكثر تعقيدا من ذلك، فبالنسبة لهم يكفي أن يقرر المغرب قبول تنظيم استفتاء من جديد، لتتم تسوية الامور. لكنهم ينسون أن تنظيم الاستفتاء بالطريقة التي تم عرضه بها يظل الطريق الأكثر تعقيدا لتسوية هذا النزاع، والتاريخ الحديث أكد ذلك. فالمغرب كان قد قبل بإجراء استفتاء من حيث المبدأ وانخرط في مسار تنظيمه، ولكن، وبعد عدة سنوات من الإعداد غير المفضي إلى شيء، توصل الجميع، بمن فيهم الأصدقاء والخصوم والمنظمات الدولية، إلى الاستنتاج نفسه، وهو استحالة الاتفاق على اللوائح الانتخابية، وبالتالي، استحالة تنظيم الاستفتاء”.

وذكر بأن المغرب، وبعد أن لاحظ حالة الجمود التي اعترت مسلسل التسوية، وبإرادة صادقة منه في حل هذا المشكل، واستجابة للطلب العاجل من الامم المتحدة ومجموعة أصدقاء الصحراء لإعطاء دفعة جديدة لمسلسل التسوية، اقترح مخطط حكم ذاتي موسع.

وذكر أيضا بأنه إلى حدود سنة 2007 كان للطرفين مواقف متعارضة تماما، “حيث كان البوليساريو يطالب بالانفصال التام، فيما يتشبث المغرب بالسيادة التامة”، مبرزا في هذا السياق أن “مخطط الحكم الذاتي، الذي وصفه البيت الأبيض بالجدي والواقعي وذي المصداقية، يعتبر خطوة إلى الأمام خطتها المملكة. وانسجاما مع هذا الفكر البناء يحق لنا أن نتساءل +ما هي الخطوة التي خطتها البوليساريو منذ تأسيسها?+”.

وقال كاتب العمود، في هذا الصدد، “ما أريد أن يفهمه أصدقائي الإسبان الذين تبنوا مواقف مسبقة حول قضية الصحراء هو أنه حان الوقت للتخلي عن الاحكام المسبقة وتجاوز الافكار التقليدية لتسوية هذا النزاع والمضي قدما. إن التشبث بمواقف عقيمة لا يخدم بأي وجه كان ساكنة الصحراء ولا تلك التي تعيش في ظروف مزرية في مخيمات تندوف حيث يقيمون هناك منذ 38 سنة وقد استحوذ اليأس عليهم في الوقت الذي تخدم فيه وضعية الجمود فقط مصالح أولئك الذين يتحكمون فيهم، والذين يخلدون أنفسهم في نعيم سلطة بلا معارضة. جميع الشباب ولدوا في هذه المخيمات وليس لديهم أي أمل أو طموح، مما يزيد من سهولة تأثرهم بالنزعات المتطرفة التي تسود محيطهم”.

وبالنسبة لمدير تحرير إذاعة البحر الابيض المتوسط الدولية فإن “تسوية النزاع، اليوم، تتطلب التحلي بالواقعية والتسلح بحسن النية”، وقال في هذا الصدد “لننظر إلى الأشياء كما هي، وبوضوح تام، خارج إطار القناعات الشخصية: إن الوضع الجيوسياسي بالمنطقة لا يسمح بأن تظهر يوما ما دويلة صغيرة، لن يكون بإمكانها الاستمرار لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا حتى على المستوى الأمني. ومن الناحية الدبلوماسية، يبقى من المهم أيضا تسجيل أن كل القوى العالمية تجمع على أن الوسيلة الواقعية الوحيدة القابلة للتطبيق تبقى هي مبادرة الحكم الذاتي الموسع التي اقترحها المغرب، والذي يزداد الاعتراف بجهوده سنة بعد أخرى من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، باعتبارها جدية وذات مصداقية”.

وتساءل في هذا الصدد “لماذا لا نملك الشجاعة في التوجه إلى الأمام ، وتجاوز الأحكام المسبقة ، بغرض بناء المستقبل بشكل مشترك ?” مضيفا قوله “إن مستقبلنا المشترك يقتضي بالضرورة بناء مغرب عربي موحد يحترم التنوع الجهوي في المغرب وفي غيره”.

وقال إن الدستور المغربي الجديد نص على ذلك وأقره ومأسسه، ولذلك يتعين – كيف ما كان الحال – السير في هذا الطريق عبر بناء هذا التجمع، الذي سيجلب السلم والأمن والتنمية للجميع.

وذكر في هذا السياق بالجهود التي بذلها المغرب في مجال حقوق الإنسان والتنمية المحلية ومأسسة كل هذه المكتسبات، وهي الجهود التي حظيت باعتراف المجموعة الدولية، التي ترى في المملكة حليفا وشريكا استراتيجيا، ومصدر استقرار وواحة للازدهار بالمنطقة.

واستطرد قائلا “لنقم بخطوة إلى الأمام، بشكل مشترك، وننخرط في مسارنا نحو الحل، وذلك من خلال مفاوضات على أساس الحكم الذاتي الموسع، بيد أن ذلك لا يمنع الاستمرار في تقديم مطالب أخرى … نحن نتوجه بشكل عام نحو النموذج الاسباني، حيث النقاش، بالنسبة لبعض الأقاليم المستقلة، لم يتوقف .. فهناك من يناضل من أجل الاستقلال، وهناك من يتطلع لتوسيع الصلاحيات المخولة للأقاليم المستقلة، وهناك من يطالب بإبقاء الوضع على ما هو عليه. على أن استمرارية هذا النقاش لم يمنع من السير نحو البناء والتنمية والبحث عما فيه الخير للشعب، في إطار الدولة المركزية”.

وفي سياق متصل ، أشار كاتب العمود إلى أن صديقا من إسبانيا، قال له مؤخرا “لماذا لا يتم التفاوض حول حل ينص على الحكم الذاتي لمدة ثلاثين سنة مرفوق بضمانات، مع تنظيم استفتاء في نهاية هذه الفترة يشمل كل الخيارات، مع وجود محاورين جدد، وبيئة إقليمية ودولية جديدة، وهو ما قد يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالصحراء ، وتنمية ساكنة المنطقة?، وما الذي يمنع الحديث عن ذلك?.

إن المشكل بالنسبة للطرف الآخر، يضيف السيد الذهبي، هو أنه لا يقترح شيئا، ويرفض الحديث عن المبدأ، ويتشبث بوضع الجمود الذي لا يخدم شعوب المنطقة المغاربية. وأكد في هذا السياق أنه “أمر مؤلم أن نرى قادة “البوليساريو” الحاليين وهم يفرضون بشكل أحادي على ساكنة مخيمات اللاجئين الاستمرار في العيش بصحراء قاحلة لسنوات أخرى مقبلة طالما أن هؤلاء “القادة” مازالوا على قيد الحياة”.

وتابع “من أجل التوصل الى حل، يتعين التحلي بالشجاعة وحسن النية في الآن ذاته، كما يتعين تكسير حاجز الشك، الذي تكرس بفعل عوامل خارجية، وبسبب أخطاء ارتكبت هنا وهناك .. ويتعين كذلك التكلم والتحدث بشكل مباشر، مع القيام بنقد ذاتي، والقبول بالتضحية، وتجاوز منطق الضحية، والتطلع للمستقبل، ألا يقول الإسبان إن الناس من خلال الحديث يستطيعون سماع بعضهم البعض لنتحدث إذن، لكن بدون وسيط أو وصي. وليكن الحديث منفتحا على كل المواضيع في إطار من الواقعية والإرادة لحل هذا النزاع الذي يعطل التنمية بمنطقة شمال إفريقيا ويرهن مجموع ساكنتها”.

اقرأ أيضا

سان فرانسيسكو.. غيثة مزور تعقد لقاء عمل مع الشركة العالمية للاستثمار “مبادلة”

الأربعاء, 8 مايو, 2024 في 14:19

عقدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، لقاء عمل يوم الثلاثاء بسان فرانسيسكو، مركز الابتكار التكنولوجي في الولايات المتحدة، مع الشركة العالمية للاستثمار “مبادلة”.

الرؤية الملكية في مجال النهوض بالاستثمارات الخارجية مكنت من تحويل التحديات الى فرص (مدير)

الأربعاء, 8 مايو, 2024 في 14:11

أكد مدير التعاون الدولي والتواصل والشراكات بوزارة الاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، زكريا فرحات، أن الرؤية الملكية في مجال النهوض بالاستثمارات الخارجية المباشرة ، مكنت من تحويل التحديات الى فرص.

الدراجات الجبلية .. 32 متسابقا يدافعون عن الألوان الوطنية في البطولة الإفريقية الـ 16 ببوسكورة

الأربعاء, 8 مايو, 2024 في 13:39

سيدافع 32 دراجا، 13 منهم من العنصر النسوي، عن الألوان الوطنية خلال الدورة الـ 16 من البطولة الإفريقية للدراجات الجبلية، التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية للدراجات بشراكة مع الكونفدرالية الإفريقية للعبة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس يومي 11 و 12 ماي الجاري بغابة بوسكورة، تحت شعار ” المغرب وإفريقيا كيان واحد”.