آخر الأخبار
حماية وتثمين خليج كوكودي: مشروع رائد للتعاون المغربي الإيفواري

حماية وتثمين خليج كوكودي: مشروع رائد للتعاون المغربي الإيفواري

الأربعاء, 20 يناير, 2016 - 10:52

من مراسل الوكالة بأبيدجان: سمير لطفي
أبيدجان – يعتبر مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي، الذي انطلقت أشغاله رسميا، الاثنين بأبيدجان، مشروعا رائدا وواعدا للتعاون المغربي الإيفوري، يندرج في سياق الاستمرارية.

ويجسد هذا المشروع المندمج والخلاق، الذي يعد مصدر فخر للمغرب وكوت ديفوار على حد سواء، النظرة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حيال قارة إفريقية تتخلص من الآن فصاعدا من الطرق والمقاربات العتيقة للتنمية، التي قامت في الماضي على منطق المساعدة.

ويتعلق الأمر طبقا لمقاربة جلالة الملك، بقارة متحررة أكثر فأكثر، عازمة على العمل، مع الثقة في طاقاتها وكفاءاتها، قارة تتكفل بتدبير شؤونها بنفسها، وتتقدم بخطى واثقة نحو تحقيق أهداف التقدم والازدهار المرجوة.

ويكرس هذا المشروع الضخم وغير المسبوق، بالنظر إلى آثاره المتعددة على الأصعدة الإيكولوجية والبيئية والعمرانية، ومزاياه السوسيو-اقتصادية، كونه سيساهم في تحسين مستوى عيش ساكنة الحاضرة الاقتصادية الإيفوارية، نموذجا مثاليا وفعالا للتعاون جنوب- جنوب.

ويعد المشروع الذي تشرف عليه في الجانب المغربي، شركة “مارشيكا- ميد” التي تتوفر على فرق خبراء وأطر شابة من بين أحسن الكفاءات الوطنية، ومن الجانب الإيفوري الحكومة، إنجازا مرموقا ومميزا يرصع بفخر السجل الحافل للشراكة المغربية الإيفوارية المتينة، الفعالة والمتضامنة، التي أرسى أسسها جلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن وتارا.

ويرى العديد من الملاحظين والمسؤولين الإيفواريين في هذا المشروع، الذي يشكل، بالنظر الى الإكراهات البيئية والحضرية، رمزا للتعاون المغربي الإيفواري النموذجي، تعبيرا عن عزم المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، المساهمة في إعادة بناء كوت ديفوار، وتحقيق “المعجزة الايفوارية” التي يقودها الرئيس الحسن وتارا.

ويعكس المشروع الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته لكوت ديفوار في يونيو 2015 والرئيس الإيفواري، العزم الراسخ لجلالته على تعزيز الروابط الوثيقة والعميقة للتعاون والشراكة، التي جمعت ولا تزال المغرب بكوت ديفوار.

ويعتبر المشروع الذي يروم تدعيم الحضور الراسخ للمغرب في إفريقيا، ثمرة مقاربة ملكية تتسم بالواقعية والتضامن، وتتحلى الشجاعة تجاه إفريقيا العزيزة جدا على قلب جلالة الملك وقلوب كافة المغاربة.

وسيمكن تجسيد هذا المشروع، مرة أخرى، من إثبات كون القارة الإفريقية، التي تزخر بإمكانات هامة، أضحت تتوفر على كل المكونات والكفاءات الضرورية من أجل ضمان تنميتها الذاتية وازدهار شعوبها.

ويؤكد المغرب مرة أخرى، عبر إنجاز مشروع تهيئة وتثمين خليج كوكودي، التزامه، ببذل كل الجهود، وتعبئة جميع الوسائل بهدف وضع خبراته ومهارته رهن إشارة البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة، الراغبة في بناء ذاتها بذاتها، والتطور والازدهار على المسار الأمثل.

ومن خلال هذا المشروع الذي يهدف إلى الارتقاء بكوت ديفوار إلى مصاف الوجهات المفضلة سواء على الصعيد العالمي أو الإقليمي، يكون صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد أعطى عبرة مفادها أن إفريقيا يجب أن تعتمد على وسائلها الخاصة من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وتشجيع التضامن الفاعل والمتبادل، لرفع التحديات التي تواجه القارة .

ويتسم مشروع تهيئة وتثمين خليج كوكودي بكونه ينبني على مقاربة تشاركية ومندمجة، تقوم على الفعالية، ترسيخا للرؤية الملكية التي ما فتئت تلح على ضرورة تمكين إفريقيا من دينامية اقتصادية جديدة، وتحقيق اندماج إقليمي واسع، انطلاقا من القناعة بأن إفريقيا أضحت تتوفر على كافة الوسائل من أجل تجسيد “أحلامها”، وتحويل “المعجزة” إلى واقع.
ولم يفتأ المغرب الوفي لانتمائه الإفريقي، في مقاربته للتنمية المشتركة جنوب-جنوب، يعبئ الموارد الضرورية، كي ينجز، بعزم والتزام وحس بالمسؤولية، مشاريع مهيكلة من قبل إفريقيا ولفائدتها، معززا بذلك رأسمال ثقته لدى مختلف الشركاء من أجل إفريقيا مزدهرة ومتطورة.

ووفق هذه المقاربة الواثقة إزاء مستقبل القارة، تعبئ المملكة المغربية كافة الوسائل والكفاءات من أجل الاستثمار بإفريقيا في أفق إرساء أسس شراكة “واقعية” و”ذات نفع متبادل”، على المدى البعيد.

ويبدو جليا من خلال تحليل تشخيصي لمختلف المشاريع التي أطلقها صاحب الجلالة بإفريقيا، وبالتحديد في كوت ديفوار، أن الرؤية الملكية للتنمية الاقتصادية التي تعود بالنفع على البلدين، تحمل أيضا بعدا إنسانيا ذلك أن الأمر يتعلق في المقام الأول بالاستجابة لحاجيات الشعب الإيفواري.

ويشكل الحضور القوي بكوت ديفوار لمستثمرين وفاعلين اقتصاديين مغاربة ينشطون في القطاعات الأكثر أهمية للاقتصاد الإيفواري (أبناك، تأمينات، صناعة، تكنولوجيا، بنيات تحتية، استشارة، صناعة غذائية، صيد بحري) أحد التجليات الواضحة للمساهمة المغربية في جهود إعادة بناء هذا البلد وإعطاء دفعة جديدة لاقتصاده.

ولا غرابة، بالتالي، في أن تمثل المقاولات المغربية عام 2015، نسبة 22 في المائة من عدد المقاولات المرخص لها من قبل مركز إنعاش الاستثمارات في كوت ديفوار، متقدمة بذلك عن نظيراتها الفرنسية (16 في المائة).

ويبرز كل ذلك أن المملكة عازمة أكثر من أي وقت مضى على ربح رهان الحضور الدائم إلى جانب البلدان الإفريقية، التي تجمعها تاريخيا بالمغرب، روابط متينة، وتحديات مشتركة يتعين رفعها.

فمن خلال هذه المبادرات، يعمل المغرب وكوت ديفوار الواعيان بالرهانات الكبرى للتنمية والاندماج الإقليمي، على عدم ادخار أي جهد من أجل ترسيخ مشترك لأسس نموذج للتكامل الإقليمي والشراكة الإستراتيجية المتقدمة.

يشار إلى أن مشروع تهيئة خليج كوكودي، علاوة على بعده الاستراتيجي، البيئي والسوسيو- اقتصادي، سينجز بفضل خبرات وكفاءات البلدين، التي توضع في سياق رؤية إقليمية، رهن إشارة بلدان أخرى بالمنطقة، لها نفس الاحتياجات، وتواجه التحديات ذاتها.

ومن المؤكد أن هذا الورش المندمج والخلاق، يدشن في إطار هذه الدينامية الإقليمية المنشودة، لشراكة جنوب-جنوب، ذات نفع متبادل، كما يظهر المشروع ذلك حيث يشمل أيضا إنشاء سدود، وبنيات مائية وبحرية، وبنيات تحتية طرقية، وإنجاز مارينا، ومنتزه حضري.

ولكي يصبح مركز جذب واستمتاع بالنسبة لساكنة أبيدجان وكوت ديفوار عموما وضيوفها، يشمل المشروع بناء منشآت رياضية وثقافية وترفيهية وتجارية، وفق المعايير العالمية المعتمدة على هذا الصعيد.

وهكذا، يجسد هذا المشروع العملاق صورة قارة إفريقية تتسم بالدينامية، والطموح، والإشعاع، والانفتاح على المستقبل، حسب تصريحات السيد سعيد زارو، رئيس المجلس المديري لشركة (مارشيكا ميد).

ويتعلق الأمر بالنسبة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من خلال مشاريع من هذا القبيل، بتثمين المؤهلات التي تزخر بها القارة الإفريقية، التي يتعين عليها من أجل ضمان مسيرتها نحو التقدم والتنمية، التخلص من إكراهات الماضي، واستشراف المستقبل بمزيد من الهدوء والأمل.

اقرأ أيضا

“ديوان أواردز”.. الكفاءات المغربية تحظى بالتكريم في بروكسيل

الأحد, 19 مايو, 2024 في 17:10

تم مساء أمس السبت ببروكسيل، تتويج عدد من الكفاءات البلجيكية-المغربية التي تتألق في مختلف المجالات، وذلك في إطار النسخة الـ 12 من “ديوان أواردز” التي تحتفي بتميز كفاءات الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا.

المعرض الدولي للنشر والكتاب.. نظرات متقاطعة حول حياة ومنجز الراحل إدمون عمران المالح

الأحد, 19 مايو, 2024 في 11:17

تم، أمس السبت بالرباط، استعراض المنجز الحافل للكاتب والمفكر الكبير الراحل إدمون عمران المالح، وذلك خلال لقاء رفيع المستوى نظم في إطار فعاليات الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي خصصت جناحا لتكريم ذكرى هذه القامة الكبيرة في الساحة الفكرية والثقافية المغربية.

المعرض الدولي للنشر والكتاب .. حفل تسليم الجائزة الوطنية للقراءة في دورتها العاشرة

السبت, 18 مايو, 2024 في 22:24

نظم، اليوم السبت بالرباط، في إطار فعاليات الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، حفل تتويج الفائزين بالجائزة الوطنية للقراءة، في نسختها العاشرة.