آخر الأخبار
خديجة أشطايش.. إصرار فريد على نشر “الأمومة الذكية” ولتستعيد الرضاعة الطبيعية مكانتها الحقيقية في المغرب

خديجة أشطايش.. إصرار فريد على نشر “الأمومة الذكية” ولتستعيد الرضاعة الطبيعية مكانتها الحقيقية في المغرب

الثلاثاء, 5 مارس, 2019 - 12:43

( بقلم: فدوى بنحقة )

 

الرباط  – لا تدخر خديجة أشطايش، المستشارة المعتمدة في مجال الرضاعة الطبيعية ومؤسسة مبادرة “الأمومة الذكية”، جهدا في نشر الوعي بجميع الوسائل الممكنة لدى الآباء والمجتمع عموما بضرورة أن تستعيد الرضاعة الطبيعية مكانتها المحورية، أمام استمرار تدني نسبة النساء المرضعات بالمغرب.

ويبدو للمطلع على المسار الدراسي والمهني لخديجة، الحاصلة على دبلوم مهندسة الدولة من المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمراكش والأستاذة الجامعية بقسم الرياضيات والإعلاميات بكلية العلوم ابن امسيك بالدار البيضاء، للوهلة الأولى أنها أبعد ما يكون عن هذا المجال الذي قد يرتبط في الأذهان بمهنيي الصحة، لكن القاسم المشترك يكمن في التدريس والتكوين.

وبالفعل، توضح خديجة أشطايش، المزدادة سنة 1986 بالدار البيضاء، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التدريس حلم رافقها منذ سنوات طفولتها وتعيشه اليوم واقعا، سواء أمام طلبتها في الجامعة، أو في تكوين آباء المستقبل والآباء الجدد في مجال رعاية الأبناء عن قرب والتوعية بالرضاعة الطبيعية.

وتبرز خديجة، إحدى المغربيات القليلات جدا اللواتي يمارسن تخصص الاستشارة في مجال الرضاعة، أن هذا التخصص لا يزال يتلمس طريقه في المغرب، إذ لا يتجاوز عدد المستشارات 10 في أحسن تقدير ولا توجد أية هيئة أو مؤسسة توفر التكوين والاعتماد بالمغرب، في حين أن هذه المهنة تعد تخصصا قائما بذاته تكوينا وممارسة في الدول الغربية التي تعرف تزايدا ملحوظا في نسب الأمهات المرضعات.

وتوضح خديجة، الحاصلة على اعتمادها في هذا المجال من هيئة أمريكية معروفة عالميا، أن هناك لبسا في فهم هذه المهنة فهي ليست تماما تخصصا طبيا كما قد يعتقد البعض، لأن الرضاعة ليست مرضا والأم المرضع ليست مريضة في حاجة لطبيب، دون أن ينفي ذلك إمكانية وجود أطباء لديهم تكوين في هذا المجال.

وتقول خديجة إنها “وقعت في حب” هذا الميدان منذ أزيد من 5 سنوات حين كانت حاملا بابنتها، وبدأت حينها في “التهام” الكتب والمقالات العلمية، إلا أن لقاءها بعدد من المتخصصات الفرنسيات في مجال الأمومة عن قرب والرضاعة الطبيعية كان له وقع كبير عليها، إذ أدركت حينها أنه لا تكفي قراءة ما كتب، بل ينبغي التواصل مباشرة مع الناس.

وتتأسف خديجة لأن الأمومة ورعاية الأطفال عموما عادة ما يقدمان كأنهما عبء على المرأة، وكأن محطة الحمل والولادة تشكل فاصلا بين حياة سابقة للمرأة سمتها الحرية وقلة المسؤوليات وممارسة حياتها واهتماماتها دون قيود، وأخرى جديدة يجب أن تكرسها فقط لأبنائها دون أن تفكر في نفسها.

وبالتالي كان أمامها تحدي المعادلة الصعبة بين مواصلة حياتها كامرأة نشيطة في المجتمع تدافع عن حقوق النساء وارتقائهن الذاتي، والحرص على أن تكون أما بكل معنى الكلمة للمولود القادم بكل ما يستدعي ذلك من قرب وحضور دائم للأم يلبي احتياجات الرضيع، بالاستفادة من مزايا نمط الأمومة الذي كان سائدا عند الأمهات المغربيات قديما.

ولم يتوقف مسار الدراسة عند الدكتوراه في “التعلم الرقمي ومعالجة المعلومات” التي حصلت عليها خديجة سنة 2015، بل استمر على مدى شهور من التكوين وحضور المؤتمرات والتبادل مع مختصين عالميين، سواء في التدبير الطبيعي لآلام الولادة أو الرضاعة الطبيعية ومواكبة الآباء الجدد.

وكلما تعمقت خديجة في هذا الميدان، إلا زاد يقينها بقناعاتها التي مارستها عمليا منذ سنة 2014 بعد ولادة ابنتها ميا التي أتمت رضاعتها وكانت لا تجد حرجا في أن تلقي محاضراتها في الدورات التكوينية وهي تحملها بواسطة وشاح “الحمَّال”.

وتعتبر خديجة أشطايش، أيضا مدربة متخصصة في الاستعداد للولادة وخبيرة في مساعدة ومواكبة الأمهات الجدد والمقبلات على الولادة، مبادرة “الأمومة الذكية” ذلك “الجنين الثاني” الذي حملته في قلبها قبل أن يرى النور في 2015 بكثير من الحماس والحب.

وحققت هذه المبادرة، حسب مؤسستها، في غضون 3 سنوات عدة إنجازات عبر برامج لمواكبة وتعزيز قدرات المئات من آباء المستقبل أو الآباء الجدد في ما يتعلق بالرضاعة الطبيعية، والاستعدادات للولادة الطبيعية، وتحديد اختياراتهم بوضوح في رعاية الأطفال، من أجل أسرة متوازنة وسليمة صحيا ونفسيا، وتغيير العادات السائدة في هذا المجال.

وتشتغل المبادرة بشراكة مع المندوبية الجهوية لوزارة الصحة بالدار البيضاء- سطات والمراكز الصحية بالجهة، إلى جانب المساهمة في تكوين مهنيي الصحة وتحيين معارفهم وكفاءاتهم في مجال الرضاعة الطبيعية بالخصوص، وإلقاء محاضرات حول أمومة القرب وأساليبها، والتعاون مع مجلات متخصصة وقناة تلفزية على الأنترنت وتنظيم قوافل موضوعاتية تحسيسية من أجل نشر وتعميم هذه المعارف.

وللإجابة عن الأسئلة المتكررة للآباء، وظفت خديجة كل الإمكانيات التي تتيحها الشبكة العنكبوتية في هذا المجال عبر إنشاء مدونة على الأنترنت وقناة متخصصة على اليوتوب، فضلا عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، كل ذلك دون ملل أو كلل، بل إنها تشعر بغاية المتعة في مواكبة الأسر وبحماسة تعكسها باستمرار ابتسامتها وملامحها البشوشة.

وتوضح خديجة أن الرعاية أو الأمومة عن قرب ليست وصفة جاهزة، بل هو مبدأ يمكن لأي زوجين تطبيقه بشكل يتكيف مع منظومة القيم وقابلية الحضور، والسياق الأسري، والظروف الصحية واللوجيستية.

  ورغم اهتمامها بجميع جوانب الأمومة عن قرب، إلا أن خديجة أشطايش جعلت من الرضاعة الطبيعية “حصان المعركة” لأنها لا تتقبل تماما كون 15 في المئة فقط من النساء المغربيات يرضعن أطفالهن حتى السنتين، خاصة أن المبررات التي تقدمها النساء عادة من قبيل عدم كفاية الحليب وضرورة استئناف العمل لا تعد أسبابا حقيقية لعدم الإرضاع أو الفطام المبكر.

   وتبرز خديجة أن النتائج الإيجابية التي حققتها النساء اللواتي تابعن تكوينا في إطار مبادرة “الأمومة الذكية”، وإن كانت محدودة ووقعها لا يكاد يرى على المستوى الوطني، تدل على أن التغيير ممكن إذا تم تعميم ونشر التجربة.

   كما أن الرضاعة الطبيعية شأن يستدعي تضافر جهود الجميع، من مهنيين وأسر وآباء ورؤساء المقاولات ومجتمع مدني، من أجل إعادة الأمور لنصابها، حسب خديجة أشطايش التي تشدد على أنه “لا خيار أمامنا اليوم سوى تدارك الوقت الضائع من أجل صحة أفضل لأطفالنا، رجال ونساء الغد”.

 

 

اقرأ أيضا

الإعلان عن طلبات العروض لتوسيع مطارات مراكش وأكادير وطنجة خلال الأسابيع المقبلة (وزير)

الثلاثاء, 14 مايو, 2024 في 23:45

أفاد وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، بأنه سيتم الإعلان عن طلبات العروض لتوسيع مطارات مراكش وأكادير وطنجة، خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

محور المغرب-إسبانيا-البرتغال يضطلع “بدور حاسم” في الجغرافيا السياسية الأوروبية والعالمية (خبير إسباني)

الثلاثاء, 14 مايو, 2024 في 23:38

أكد الخبير الإسباني، غييرمو طابوادا، أن المحور الذي يشكله المغرب وإسبانيا والبرتغال يلعب “دورا حاسما” في الجغرافيا السياسية الأوروبية والعالمية ويضمن أمن وازدهار منطقة البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وشمال إفريقيا.

افتتاح خط جوي مباشر جديد بين تطوان وأمستردام

الثلاثاء, 14 مايو, 2024 في 23:10

حطت، زوال اليوم الثلاثاء بمطار تطوان-سانية الدولي، طائرة تابعة لشركة “العربية للطيران”، قادمة من مطار أمستردام بهولندا، في أول رحلة جوية مباشرة بين المدينتين.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية