خمسة أسئلة لرئيس المجلس الجهوي للسياحة لجهة الرباط سلا القنيطرة السيد حسن بركاش

الرباط – يجيب رئيس المجلس الجهوي للسياحة، السيد حسن بركاش، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء على أسئلة تهم تداعيات جائجة كوفيد 19 على القطاع السياحي، والتدابير المتخذة لتخفيف آثارها، والأضرار التي خلفها التوقف الكلي للنشاط السياحي جراء الوباء:

1- تعلمون أن الدورة الاقتصادية للعديد من القطاعات توقفت بشكل كلي أو جزئي، وقطاع السياحة من القطاعات الاقتصادية الأكثر تضررا جراء هذا التوقف الناجم عن وباء كوفيد 19، فما هي التدابير المتخذة لمواجهة هذه الأزمة والتقليص من تداعياتها؟

بالفعل، تأثرت بلادنا بشدة بفعل أزمة كوفيد 19. وتأثر قطاع السياحة بشكل خاص. فمنظمة السياحة العالمية تتحدث عن تراجع عدد السياح بنسبة تتراوح بين 60 و 80 في المائة حول العالم بفعل التوقف التام للنشاط في قطاع بأكمله، مما كان له تداعيات وخيمة على آلاف الأسر.

وأمام هذا الوضع، اتخذت الحكومة تدابير عاجلة وهي اليوم قيد التنفيذ. وفي هذا الصدد، وضعت لجنة اليقظة الاقتصادية تدابير لدعم المقاولات المتضررة، من خلال تأجيل الاستحقاقات الاجتماعية والضريبية والمالية،  واستفادة الأجراء المتوقفين عن العمل من تعويض موله الصندوق الخاص بتدبير جائحة كوفيد 19.

 وبدوره، استفاد قطاع السياحة من الدعم بفضل القانون 20-30 الذي سمح لمقدمي الخدمات بتعويض المبالغ المستحقة لزبنائهم بوصل بالدين على شكل اقتراح خدمة مماثلة أو معادلة دون أي زيادة في السعر، من أجل تجنب خطر إفلاس مقدمي الخدمات المغاربة وحماية مصالح الدائنين.

  2- ما هو تقييمكم لحجم الأضرار التي خلفها توقف النشاط السياحي بالجهة جراء تفشي الوباء؟

يوفر قطاع السياحة 80 مليار من العملة الصعبة وعائدات بقيمة 125 مليار درهم، وهو يساهم ب 10 في المائة في الناتج الوطني الإجمالي. فبعد أزيد من 3 أشهر من الجمود، أصبحت الوضعية الاقتصادية “مقلقة بالنسبة للبلاد بأكملها”. ويبدو التأثير على سلسلة القيمة السياحية واضحا. “فالعديد من المقاولات على وشك إعلان إفلاسها، والحفاظ  على مناصب الشغل بالقطاع بات مهددا بشكل كبير”.

وبخصوص جهة الرباط – سلا – القنيطرة، فإن النشاط السياحي، على غرار جميع جهات المملكة، متوقف تماما. فالإجراءات الضرورية المتخذة لمكافحة الوباء أسفرت عن شلل النشاط السياحي بعد إغلاق الفنادق والمطاعم والمقاهي والنقل … آلاف العمال متوقفون عن العمل، وهو ما انعكس على مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة وأيضا على القطاع غير المهيكل وآلاف الأسر.

3-برأيكم ما هي السيناريوهات الممكن إعدادها من قبل المجلس لمواجهة آثار هذه الأزمة؟ بصيغة أخرى، ما هي التدابير المرتبطة بقطاع السياحة، والأفكار والبرامج التي تعتزمون تنفيذها لإنعاش القطاع، خاصة على مستوى العرض السياحي الداخلي؟

يمكن تلخيص استراتيجيتنا كالتالي :” طمأنة، سلامة واستقبال”.

في الوقت الراهن، جميع الجهود تنصب في اتجاه السياحة الداخلية التي يتوقع أن تمثل خلال الأشهر المقبلة ما لا يقل عن 100 في المئة من نشاطنا، مقابل 30 في المئة قبل ظهور الوباء. ويتعلق الأمر بالسوق الوحيدة التي يمكن أن تحافظ على النشاط والتي تتمركز حولها الجهود في أفق اقتراح عرض ملائم وتنافسي.

ولتجاوز هذه الأزمة، الجميع يعي اليوم أنه سيكون من الضروري أن يستهلك المغربي منتوجا مغربيا. وقد أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة في هذا الصدد حملة “على مانتلاقاو” بغية تشجيع المواطنين على السفر داخل المغرب. وبالنسبة للمجلس الجهوي للسياحة، نشتغل اليوم على إعداد عدة منتوجات سياحية لجهتنا، بمعية شركائنا، من قبيل “ويكاند رباطي”، الذي يستهدف المواطنين والمقيمين بالمغرب بأسعار تنافسية.

ولطمأنة مواطنينا، نحرص أيضا على التواصل على شبكات التواصل الاجتماعي، بهدف الترويج لجهتنا، وكذا من خلال بث مضمون ذي هدف وقائي. وحرصنا في هذا الصدد على إطلاق أول كبسولة تحسيسية عقب الإعلان عن الحجر الصحي بعنوان ” ابقاو فالدار” وأخرى “لنأخذ الوقت”. نحن مقتنعون بأن التواصل والرقمنة يضطلعان بدور رئيسي في الإعداد لمرحلة الخروج من الأزمة وإعادة إقلاع النشاط السياحي.

ومن أجل السلامة والمواكبة، نشرت وزارة السياحة اليوم ” مجموعة من توصيات السلامة الصحية المرتبطة بكوفيد 19 للفاعلين السياحيين”، والتي ينبغي تفعيل تدابيرها الوقائية من أجل استئناف النشاط. وفي هذا الصدد سنواكب مهنيينا من خلال اقتراح تكوينات خاصة، عبر صياغة توصيات مصورة لكل نشاط.

نعتزم أيضا وضع بروتوكول صحي مطابق للإجراءات التي وضعتها السلطات المختصة في جميع فضاءات استقبال السياح.

وأخيرا، من أجل الاستقبال، يذكر المجلس الجهوي للسياحة للرباط شركاءه بضرورة الحفاظ على التباعد الاجتماعي الصارم خلال الاشهر المقبلة لحماية السياح والمهنيين، كما يتعين الرجوع إلى التحية المعتمدة من قبل أجدادنا ” وضع اليد على الصدر” كرمز للضيافة والتضامن وحسن الاهتمام.

“هكذا تستعد جهة الرباط لاستقبال ساكنتها من اجل الاستمتاع، بكل طمأنينة، واستكشاف معالمنا التاريخية ومتاحفنا وقرانا ومناظرنا في جميع الفصول”.

4- هل يمكن القول إن الوضعية الراهنة ملائمة لإعادة توجيه العرض السياحي الوطني؟ وما هو دور المجلس في هذا الصدد؟ 

قطاع السياحة في حاجة إلى رؤية قوية وذات أداء في مستوى التطلعات، وأن يتم وضعه في مرتبة الأولوية من خلال إجراءات مهمة قادرة على دعم ومواكبة منظومة بأكملها.

الوضع اليوم ملائم لإعادة توجيه العرض السياحي الوطني الذي ينبغي  بالضرورة أن تتم ملاءمته مع الممارسات السياحية الجديدة، وكذا تنويع العرض، خاصة عبر تطوير السياحة القروية وشبه الحضرية. لكن فوق كل هذه الاعتبارات، يحتاج القطاع إلى استراتيجية حقيقية تمكن من تحقيق استدامة السياحة الداخلية، ومراجعة جودة الخدمات المقدمة، وإعادة تثمين المهن السياحية وتأهيل الموارد البشرية من خلال تكوينات مؤهلة تتوج بالحصول على دبلومات، وتشجيع الاستثمار.

وسيكون من الضروري أيضا إعادة توجيه القطاع نحو الابتكار قصد تطوير منتوجات جديدة كفيلة بجذب السياح. وفي هذا الإطار بلور المجلس الجهوي للسياحة للرباط، في إطار شراكته مع المكتب الوطني المغربي للسياحة، وفضلا عن استراتيجيته الرقمية العملياتية، تطبيقا للهاتف النقال، وموقعا على الانترنيت من الجيل الجديد، وتلفزة رقمية ليبقى قريبا من الحاجيات والانتظارات الجديدة للسياح.

5- تعلمون أن رفع الحجر الصحي تقرر يوم 10 يونيو المقبل،  فما هي الإجراءات المواكبة لعودة القطاع السياحي الى نشاطه العادي وفق خطة الخروج من حالة الطوارئ الصحية  التي ستحددها السلطات؟        

يتعين أن يتيح رفع الحجر الصحي العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية بفضل الجهود الحثيثة لجميع نساء ورجال بلدنا الذين سهروا على سلامتنا، من رجال السلطة، والاطر الصحية، وعمال النظافة الذين استحقوا احترام الأمة بأكملها. الآن نحن على وشك قلب صفحة وبدء صفحة أخرى.

لكن، قطاع السياحة يعاني لعدة أشهر من عدم وضوح الرؤية بشأن آفاق تطويره، والتدابير التي سيتم اتخاذها من قبل السلطات المختصة. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم الإعلان عن موعد رسمي لإعادة فتح مؤسساتنا التي ترتهن الان لتطورات الحالة الصحية للبلاد، مع التأكيد على أن استئناف انشطة القطاع السياحي بشكل ناجح رهين بفتح  الحدود واستئناف الرحلات الجوية، ويتوقف على الحالة الصحية للبلدان المرسلة للسياح.