آخر الأخبار
رمضان بالدار البيضاء .. دينامية وروحانية وعودة إلى التقاليد

رمضان بالدار البيضاء .. دينامية وروحانية وعودة إلى التقاليد

الإثنين, 15 يوليو, 2013 - 11:32

الدار البيضاء- (بقلم : فاطمة الزهراء خضير) – تحت شمس حارقة، استقبل سكان المدينة البيضاء الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، الذي يتزامن هذه السنة وبداية موسم صيف تشي تباشيره الأولى بحرارة مرتفعة، وساعات صوم تتجاوز 15 ساعة.
بهذه المدينة، التي تحتفي بسكانها سواء أكانوا بيضاويين أو مقيمين أو عابرين، يتميز الشهر الفضيل بحيوية خاصة تجمع بين الأصالة والحداثة، في لوحة تعيد البيضاويين إلى تقاليدهم العريقة، ما يتجلى في وجبة الفطور التي يجتهد المغاربة في تقديم كل طيب شهي يكلله الطبق العريق “الحريرة”.

وعكس جل المدن الداخلية بالمملكة التي تتجاوز فيها درجة الحرارة 45 درجة، فمدينة (التوين سانتر والمروكو مول ومعلمة مسجد الحسن الثاني)، لم تفقد شيئا من نشاطها سواء في النهار كما في الليل، فمناخها المعتدل بنسائمه الأطلسية يخفف من وطأة الصوم، ويحافظ للمدينة على وتيرة نشاطها الاقتصادي، حيث تبدو الشوارع في حالة غليان، وتبرز أصناف جديدة تتلاءم وخصوصية هذا الشهر إلى جانب الأنشطة الاعتيادية التي تعود عليها السكان في الأرصفة والأماكن العمومية.

غليان الشارع البيضاوي، في هذا الشهر الفضيل، يشعر بحدته أولئك الذين لم يستطيعوا أن يتقدموا الصفوف، وأن يقتنوا ما يرغبون فيه قبل أن تمتد الصفوف وتطول لحظات الانتظار في المتاجر الكبرى، تدافع وازدحام في كل الأسواق، كل يبحث عن ضالته، أيا كانت الميزانية، فلهذا الشهر إملاءاته، وأطباقه من “الشهيوات”، التي تغري الجميع.

وإن كان من حسن اللياقة أن تقبل يد المرأة، فأيادي النساء المغربيات أحق أن تقبل لكل ما تجود به من أطباق وأصناف من الأكل، في تقليد توارثنه أما عن جدة، وفن عريق جمع بين اللذة والجمال.

وما بين مملحات وعجائن وحلويات، تعمل المرأة البيضاوية، غير مدخرة من مالها وجهدها ووقتها، على حسن تزيين مائدة الفطور، التي تبدو في زينتها وتنوع أطباقها وكأنها معدة لعرس قبل أن تكون وجبة للإفطار، تحير معها الأذواق.

وأما النساء العاملات أو اللائي لم يخبرن من فن الطبخ إلا النزر اليسير، فقد أعدت لهن المخابز والمحلات المتخصصة في “الشهيوات” الرمضانية، مستندة إلى خبرات جمعت بين المهارة وروح الإبداع، أنواعا وأصنافا تستجيب لرغباتها وترضي أذواقها، فهن زبونات تتحكم فيهن نزعة الشراء، وتبحثن عن الجديد والمغري.

وبدرب عمر، وهو من أكبر وأشهر المراكز التجارية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، والذي نجح في الوقوف في وجه منافسة شرسة من قبل العلامات المعروفة في مجال التوزيع، تتجول صارة، حديثة عهد بالزواج، مستعينة بخبرة ونصائح والدتها في تحديد ما يجب عليها أن تقتنيه وأن تقوم بإعداده، فهذا رمضانها الأول داخل مؤسسة الزواج، وتتوق إلى أن تجتاز التجربة بنجاح.

فضعف إتقانها لفنون الطبخ، وهو ما لم تخفه الزوجة الشابة، يجعلها في حاجة دائمة إلى إرشادات وتوجيهات “الحاجة” خاصة في تحضير طبق “السفوف” الذي لا غنى عنه في هذا الشهر الأبرك.

وتقر صارة، في حديثها لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها تضيع “أمام تعدد العناصر والمواد التي تدخل في إعداد السفوف، بل وأجهل حتى المقادير والكميات التي ينبغي أن تمزج، وحتى طريقة الخلط”، مضيفة أن كل المعلومات التي دونتها على مذكرتها الصغيرة لم تفدها بشيء.

لقد جاءت استجابة والدتها لطلب المساعدة متأخرة، في الوقت الذي كانت تأمل فيه صارة استكمال استعداداتها لاستقبال الشهر الكريم قبل حلوله، ومع ذلك، فبالنسبة إليها، حضور والدتها الآن خير من أن لا تأتي أبدا، فبدورها كان عليها أن تكمل تحضيرات العائلة.

وهما تتجولان عبر المحلات والمتاجر، تتبادل المرأتان معلومات عن الطبخ والوصفات الرمضانية، مخترقتان مجموعات نسائية منهمكة بملء قففهن من البضائع المعروضة.

وبعيدا عن صخب المتاجر وضوضاء الأسواق، يبقى لشهر رمضان ملمحه الروحاني المهيب، فأوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، وهو رجاء يجعل البيضاويين، وعلى غرار كل المغاربة والمسلمين عبر العالم، يسارعون الخطو إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، والاجتهاد في تلاوة القرآن الكريم، والتنافس في فعل الخيرات، تعبيرا منهم عن تشبثهم بمبدأ التكافل والتضامن خاصة في هذا الشهر الكريم.

وحسب اولاد ناصر بوجمعة، رئيس جمعية الأمل ذات الطابع الاجتماعي، والتي تقدم العون للعائلات المعوزة، فالجمعية تنظم طيلة أيام الشهر فطورا جماعيا لفائدة ما يزيد عن 200 شخص، غالبيتهم من الباعة المتجولين والمتشردين الباحثين عن أجواء حميمية، وغير الراغبين في طرق الأبواب بحثا عن لقمة يقطعون بها صيامهم.

وهذه المبادرة، التي تعود لأزيد من عشرين سنة، ليست الوحيدة على صعيد المدينة، فلا يكاد يخلو حي من أحيائها من خيام رمضانية للإفطار برعاية جمعيات تقوم سنويا بمبادرات مماثلة.

وشهر رمضان شهر يتصالح فيه البيضاويون مع اللباس التقليدي، الذي يعاود تألقه من جديد، نساء ورجال من كل الأعمار، يتمخترون في ملابس تقليدية من كل الأصناف (جلابية، كندورة، جبادور)، مرفوقة بأحذية تقليدية تتلاءم في شكلها ولونها مع الزي التقليدي الذي يظهر براعة الصناع التقليديين والمصممين المغاربة الذين أبانوا عن قدرات هائلة في مجال الخياطة التقليدية، ونجحوا في الحفاظ على عراقة وأصالة الزي التقليدي المغربي مع إدخال تصميمات حديثة لم تستطع أن تمس جوهره الفريد.

إقبال يجعل الخياطين وكأنهم في سباق ضد الساعة لاحترام الآجال التي حددوها لزبائنهم، لاسيما من النساء اللواتي تبحثن دائما عن “تحف متفردة” استعدادا للعيد ولموسم الأعراس، وما يعد به من رواج لهذه الحرفة.

اقرأ أيضا

الفلاحة .. العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي “غنية جدا” (السيدة لومبارت كوساك)

الثلاثاء, 23 أبريل, 2024 في 23:53

أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، باتريشيا لومبارت كوساك، اليوم الثلاثاء بمكناس، أن المغرب والاتحاد الأوروبي تربطهما علاقة “غنية جدا” في المجال الفلاحي.

المغرب-الاتحاد الأوروبي.. التوقيع على مشروع تعاون حول تكييف التكوين والبحث الفلاحي والغابوي المغربي مع تحديات الانتقال الإيكولوجي

الثلاثاء, 23 أبريل, 2024 في 23:39

تم اليوم الثلاثاء في مكناس، التوقيع على عقد التزام لمشروع جديد لدعم تكييف التكوين والبحث الزراعي والغابوي المغربي مع تحديات الانتقال الإيكولوجي، المسمى “ابتكار”، بين المغرب والاتحاد الأوروبي، ممثلان في كل من وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بالمغرب، محمد صديقي، وسفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، باتريشيا لومبارت كوساك.

المغرب رائد في مجال البحث الزراعي (نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة)

الثلاثاء, 23 أبريل, 2024 في 23:35

قالت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”، ماريا هيلينا سيميدو، اليوم الثلاثاء بمكناس، إن المغرب بلد رائد في مجال البحث الزراعي.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية