رمضان ببيروت .. أياد ممدودة للأيتام، وحكايات لا تختلف كثيرا عما تشهده باقي العواصم العربية

(المراسل الدائم للوكالة ببيروت : عبد الله البشواري)

بيروت – هو فعلا شهر الخير والرحمة والمحبة والعطاء، تحت أي سماء، إسلامية أو عربية، كان، من المشرق أو من المغرب، وبيروت لا تختلف كثيرا، وإن كانت للأيتام النصيب الأكبر من اهتمام اللبنانيين خلال هذا الشهر الفضيل.
وما يضفي نكهة على رمضان هذه السنة ببيروت، هو هذا الاهتمام “الكبير” بالأيتام، حيث تتنافس مؤسسات خيرية كثيرة على إيلاء العناية بهذه الفئة مع اختلاف “أسلوب” كل مؤسسة في إبراز هذا الاهتمام.
ويتجلى هذا الاهتمام، بالخصوص، في اللافتات التي ازدانت بها الشوارع الرئيسية ببيروت التي تحيل كلها على اليتيم، (بالخير مستمرون…)، وكذا بالإعلانات وبالهلال الأبيض (رمز رمضان) وبالكتابات التي تبرز دور زكاة الفطر، تشجيعا لدفعها لهذه الفئة التي كرمها الله.
وفي ظاهرة لبنانية فريدة، تم وضع، منذ بداية شهر شعبان، صناديق بالشوارع الرئيسية، حتى يتسنى للمواطنين التبرع، مباشرة، للأيتام ولمؤسسات رعايتهم.
وفي تجربة “جديدة”، أيضا، اجتهدت مؤسسات لبنانية هذه السنة في تنظيم إفطارات رمضانية تميزت بالجمع بين الأيتام اللبنانيين والسوريين على موائد واحدة، تعبيرا عن “التضامن” مع معاناة اليتيم السوري، الذي “صنفته” الظروف ” القاهرة”، بالإضافة الى صفة اليتيم، تحت خانة “مؤلمة” إنها “اللاجئ اليتيم”.
ولا تقتصر جهود المؤسسات على الإفطارات بل تعدتها الى السعي الحثيث لجمع التبرعات من أجل تنفيذ مشاريع لفائدة اليتيم، لبنانيا كان أو سوريا.
أما باقي الحكايات الرمضانية ببيروت، فهي مثل كل سنة (…) حيث يصر اللبنانيون على الاستمتاع بالأجواء الرمضانية، قدر المستطاع، فيهتمون ب”سفرتهم” الرمضانية التي يحرصون على أن تحضر فيها المأكولات اللبنانية الشعبية (…)، الفتوش (كمية من الخضار مشكلة مع خبز محمص) وأنواع الشوربة (غالبا ما تكون بالعدس) والحمص والكبة والتبولة (طماطم مع قزبرة وبقدونيس وبصل ونعناع) وصيادية سمك (رز مع سمك أو لحم) وأنواع العصائر، وأشهرها الجلاب (عصير من التمر)…
وللسهر في رمضان ببيروت، بعد أداء “التراويح”، أصوله أيضا، حيث تزدحم المقاهي، التي تجتهد في تقديم أفضل منتوجاتها الرمضانية قبل الإفطار وبعده، وتبقى للموسيقى والمواد الثقافية مكانة بارزة في ثقافة السهر، إلا أن لآلة العود، كرمز ل”الأصالة”، أكبر نصيب منها في هذا الشهر الذي دخل نصفه الثاني.