آخر الأخبار
رمضان بليما …أجواء روحانية تضفي دفئا على برد العاصمة

رمضان بليما …أجواء روحانية تضفي دفئا على برد العاصمة

الثلاثاء, 23 يوليو, 2013 - 11:15

ليما-  تحت الرذاذ الخفيف لشتاء العاصمة البيروفية ليما البارد، يتوجه مجموعة من الأشخاص بخطوات متسارعة في اتجاه مسجد “ماغدلينا” محاولين الوصول قبل آذان المغرب.

إنهم مسلمو ليما الذين يحرصون على الحضور يوميا لمقر الجمعية الإسلامية للبيرو التي تحتضن مسجد “ماغدلينا” لتقاسم الأجواء الروحانية لشهر رمضان الفضيل مع بعضهم البعض.

بسحنات مختلفة تمثل جنسيات متنوعة عربية وإندونيسية وباكستانية وتركية وبيروفية جمع بينها الدين الإسلامي، يتناولون الإفطار الجماعي بحميمية ودفئ وكأنهم ينتمون إلى أسرة واحدة. إيمان شابة فلسطينية متزوجة من بيروفي وأم لثلاثة أطفال تحرص على المجيء إلى المسجد كلما سمحت لها الظروف لتتشارك مع المسلمات من مختلف الجنسيات أجواء رمضان.

تعترف إيمان، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها تفتقد أجواء رمضان في ليما التي يوجد بها عدد قليل جدا من المسلمين، لهذا كلما غلبها الحنين إلى رمضان غزة تتوجه إلى المسجد لتغترف لحظات من الدفء الإنساني تمدها بشحنات من القوة للتغلب على الغربة.

تحاول إيمان أن تحافظ في بيتها على كل طقوس أجواء رمضان من تلاوة للقرآن الكريم، وتحضير كافة الأطباق التي تشتهر بها المائدة الفلسطينية في رمضان.

أميرة وهو الاسم الذي اختارته بعد أن دخلت الإسلام، شابة بيروفية، حاصلة على الإجازة في القانون، دفعها حبها للبحث والمطالعة إلى اكتشاف الدين الإسلامي، قبل أن تدرسه بشكل معمق وتقرر بشكل فردي اعتناقه.

بحماس، تحكي أميرة عن رحلة إسلامها وإيمانها وعن المشاكل التي اعترضتها من قبل بعض أفراد أسرتها وأصدقائها الذين لم يتقبلوا دخولها إلى الدين الجديد، وكيف استطاعت إقناعهم باحترام قرارها.

توضح أميرة، التي كانت تجالس خمس بيروفيات كلهن اعتقن الإسلام مؤخرا، بقولها ..”أحرص على المجيء كل يوم إلى المسجد في رمضان أشارك في الإفطار وأصلي التراويح، وفي أوقات فراغي في النهار أحضر للمشاركة في الدروس الدينية ومختلف الأنشطة الرمضانية، كما أشارك في مختلف الأعمال الخيرية والإحسانية التي تقام في المسجد”.

بعد صلاة التراويح، التحق عبد الله، وهو تركي الجنسية، بالمجموعة ليشرعوا في مناقشة المشاريع المستقبلية للجمعية الإسلامية التي تتمثل في إحداث مدرسة لتعليم الأطفال اللغة العربية وقواعد الدين الإسلامي. الجميع يبدي حماسه للتطوع ويقدم مجموعة من الاقتراحات حول التوقيت الملائم للدروس وأنسب الطرق البيداغوجية لتحبيب الدين الإسلامي الحنيف إلى الأطفال.

عبد الله ، الحديث الالتحاق بالبيرو والذي عاش سنوات طويلة بالعاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس حيث الجالية الإسلامية الأكثر عددا وتنظيما، اندمج بسرعة في المجتمع الجديد ساعده في ذلك العلاقات الإنسانية التي نسجها بسرعة مع مجموعة من الأشخاص المترددين على المسجد.

بنظره، لا يوجد وجه للمقارنة بين رمضان بالبلدان الإسلامية، حيث أجواء هذا الشهر الفضيل حاضرة في الشارع وفي البيت وفي كل المناحي والتفاصيل اليومية للصائم، وبين مجتمع توجد به أقلية من المسلمين، غير أن هذا الأمر لا يحول بينه وبين أن يؤدي شعائره الدينية وأن يحضر بشكل يومي للمسجد.

بلكنته المصرية، يحكي إمام المسجد محمود حسنين عن أجواء رمضان بليما، موضحا أن حوالي 150 شخصا يأتون يوميا إلى المسجد للصلاة وتلاوة القرآن والتقرب إلى الله في هذا الشهر الذي يعتبر شهرا مقدسا لدى المسلمين.

وأوضح أنه بالإضافة إلى العروض والندوات التي تقام خلال هذا الشهر بالمسجد ينظمون كذلك زيارات للمرضى والمساجين، بالإضافة إلى توزيع كتب القرآن وكتب التفسير والأحاديث التي يتبرع بها المحسنون.

وأبرز أنه يستقبل بمكتبه مجموعة من البيروفيين الذين يأتون إلى مكتبه لاستفساره حول الإسلام، مضيفا أنه يبذل جهده لتقريب الدين الإسلامي من المستفسرين وتصحيح الصورة السلبية التي يحاول البعض إلصاقها به.

وأكد الإمام أن منذ بداية شهر رمضان اعتنق سبعة أشخاص الإسلام داخل المسجد، مبرزا أن عدد المسلمين بالبيرو الذي يتراوح ما بين 1400 و1500 مسلم في ارتفاع متزايد.

وعن أهم المشاريع المستقبلية للجمعية، يشير الشيخ حسين إلى تبرع أحد المحسنين بتحويل مقرها إلى عمارة من خمسة طوابق يخصص الطابق الأول لصلاة النساء والثاني لصلاة الرجال والثالث لإقامة مدرسة لتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي للأطفال، في حين سيخصص الطابق الرابع للمركز الثقافي الإسلامي، والطابق الخامس سيكون عبارة عن مسكن للضيوف.

امتلأت حديقة المسجد بعد انتهاء صلاة التراويح بالمصلين الذين كانوا يتوزعون إلى جماعات صغيرة يتجاذبون أطراف الحديث بهمس، قبل أن يشرعوا في المغادرة تدريجيا على أمل اللقاء في الغد لتواصل أرواحهم تنفس نفحات الإيمان والقرب الإلهي، وكأنهم يرددون مع الشاعر السعودي محمد بن علي السنوسي .. “رمضان / يا أمل النفوس/ الظامئات إلى السلام/ يا شهر بل يا نهر ينهل / من عذوبته الأنام”.

(من المبعوثة الدائمة للوكالة بليما ليلى الوادي)

اقرأ أيضا

كرة القدم النسوية.. المنتخب المغربي داخل القاعة يفوز مجددا على نظيره لغرينلاند (7-5)

الأحد, 16 يونيو, 2024 في 16:23

فاز المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم داخل القاعة، مجددا، على منتخب غرينلاند (7-5)، في مباراة الترتيب من أجل احتلال المركز الخامس، التي جمعتهما اليوم الأحد، ضمن دوري دولي تحتضنه مدينة بوريك بكرواتيا إلى غاية 17 يونيو الجاري.

ميناء المهدية: انخفاض الكميات المفرغة من منتجات الصيد البحري بـ33 في المائة عند متم شهر ماي الفارط (مكتب)

الأحد, 16 يونيو, 2024 في 16:09

انخفضت الكميات المُفرغة من منتجات الصيد الساحلي والتقليدي على مستوى ميناء المهدية بنسبة 33 في المائة عند متم شهر ماي الفارط، لتبلغ 5 آلاف و47 طنا، مقابل 7 آلاف و519 طنا خلال نفس الفترة من سنة 2023، حسبما أفاد به المكتب الوطني للصيد.

مراكش: تنظيم النسخة الأولى لمنتدى السياحة والرياضة والتنمية المستدامة

السبت, 15 يونيو, 2024 في 20:32

شكل موضوع “المغرب: ما وراء الحدود الرياضية، رحلة سياحية نحو التميز العالمي ما بعد كأس العالم 2030” محور النسخة الأولى من منتدى السياحة والرياضة والتنمية المستدامة، نُظم اليوم السبت بمراكش.