رمضان في كولومبيا.. شهر التراحم والتقاسم والتضامن

                                          (بقلم: محمد بنمسعود)

بوغوتا – على غرار المسلمين عبر العالم، يصوم مسلمو كولومبيا شهر رمضان في أجواء يطبعها التراحم والتقاسم والتضامن.

وتستقبل الجالية المسلمة المقيمة بهذا البلد الجنوب أمريكي، والتي يقدر عدد أفرادها بنحو 10 آلاف نسمة، حلول الشهر الفضيل بحماس كبير وفي أجواء سمتها الأبرز الخشوع والتعلق بقيم التسامح والاعتدال والعيش المشترك التي يدعو إليها الاسلام.

وتستقطب مساجد البلاد الأربعة، التي تتوزع على بوغوتا وبرانكيا (شمال) ومايكاو (شمال شرق) وأرخبيل سان أندريس بالكاريبي، عددا متزايدا من المصلين يقصدونها سعيا لتقوى الله وطلبا لعفوه وابتغاء لرضاه عز وجل.

ويشكل الشهر الفضيل مناسبة لتعزيز روابط التضامن والتآزر بين المسلمين بالبلد الجنوب أمريكي ونشر الصورة الحقيقية عن الاسلام كدين سلام ووسطية واعتدال.

وفي بوغوتا، وبحلول شهر الصيام، يتحول مسجد أبو بكر الصديق، أحد أكبر بيوت الله بكولومبيا الذي شرع منذ سنة 2003 في استقبال المصلين إلى وجهة يقصدها مختلف مسلمي العاصمة التي تضم 8 ملايين نسمة، وذلك لتعميق إيمانهم والتزود بجرعات من التقوى.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال أحمد الطايل، مدير الجمعية الخيرية الاسلامية التي تشرف على مسجد العاصمة، أن هذا الأخير يقترح على المقبلين عليه برنامجا من الأنشطة الدينية والتربوية بالمناسبة، حيث أنه، وفضلا عن صلاة التراويح، يتم تقديم دروس في اللغة العربية و القرآن الكريم لفائدة الكولومبيين الذين اعتنقوا الاسلام مؤخرا.

وأضاف أن ستين شخصا من مختلف الديانات يستفيدون يوميا من إفطار رمضاني جماعي، مشيرا الى اعتناق نحو عشرين شخصا لدين الاسلام في السنوات الأخيرة.

 وفضلا عن جمع التبرعات لمساعدة الفقراء، ينشط مفكرون وباحثون في الأديان دروسا دينية بشكل أسبوعي، بحسب السيد الطايل الذي أشار إلى أن الاسلام، الذي كان دينا غير معروف بالبلد الجنوب أمريكي، بات يستقطب اهتماما متزايدا من قبل الباحثين والمفكرين.

وسلط الضوء في هذا الصدد على الأهمية التي توليها الصحافة المحلية لشهر رمضان عبر تخصيص عدد كبير من الروبورتاجات والمقالات للركن الرابع من أركان الاسلام في كولومبيا، مثمنا مناخ الاحترام والحرية والتسامح السائد بالبلاد.

ودعا الطايل، المنحدر من أصول سورية، والذي يقيم بكولومبيا منذ أزيد من عقدين، المسلمين الكولومبيين الى تقديم صورة إيجابية عن دينهم وتعريف الجاليات الأخرى بتعاليم الاسلام الحقيقية التي تشمل التقاسم والاحترام والعيش المشترك.

 وفي تصريح مماثل، أعرب يوسف أرماندو، وهو كولومبي اعتنق الاسلام منذ ثلاثة عقود، عن سعادته لارتضائه دين الاسلام لنفسه، قائلا إن الاسلام أنار طريقه في الحياة ومكنه من استعادة طمأنينته الداخلية بشكل لا مثيل له.

وأضاف أرماندو، الذي يشغل وظيفة محاسب، أنه فضلا عن تطهير الروح، فإن الصيام يدفع الصائمين إلى الإحساس الذي يشعر به الفقراء حينما يعانون من الجوع، قائلا إن رمضان الذي أنزل فيه القرآن شهر للتآزر والتوبة والعفو يجب اغتنام فرصته للتقرب إلى الله عز وجل.