رواية “السماء تحت أقدامنا” لليلى باحساين، قصة كفاح مستميت من أجل تحرر المرأة

رواية “السماء تحت أقدامنا” لليلى باحساين، قصة كفاح مستميت من أجل تحرر المرأة

الثلاثاء, 19 فبراير, 2019 - 15:36

(إيمان بروجي)

الدار البيضاء- تعكس رواية “السماء تحت أقدامنا”، للكاتبة المغربية ليلى باحساين، كفاحا مستميتا من أجل تحرر النساء هنا وهناك، مع الكشف عن الصعوبات التي تواجهها المرأة سعيا لتحقيق ذاتها وفرض احترامها وموقعها داخل المجتمعات التي توصف ب”المحافظة” أو “الليبرالية” على حد سواء.

وتسلط هذه الرواية، الصادرة ضمن منشورات (ألبان ميشيل)، الضوء على ظروف المرأة في المجتمع المغربي والفرنسي، وتكشف عن جانب غير معروف عن أوروبا المثالية، مشككة بذلك في النظرة السائدة عن الغرب باعتباره “إلدورادو” الحريات.

وقالت ليلى باحساين في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركتها في الدورة ال25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، إن هذا العمل الأدبي يعتبر صوت شابة تنتمي إلى جيل العولمة، تتميز بشخصية قوية وصريحة، وتواجه العالم لتعيش حياتها كما ينبغي وتحقق أحلامها.

وتضيف الكاتبة الحاصلة على جائزة طنجة للقصة القصيرة سنة 2011، أن هذه الشابة المتمردة التي تنحدر من  أسرة تتكون أساسا من نساء، والدتها التي تشتغل كامراة “حمالة بضائع” بسبتة وأختها “تيفا” غريبة الأطوار، تكسر التقاليد من أجل أن تعيش حياتها كمراهقة.

بعد وفاة أمها ، ستضطر هذه المراهقة إلى مغادرة المغرب للالتحاق بشقيقتها تيفا المتزوجة بباريس. لدى وصولها كانت الصدمة ، فقد وجدت باريس مختلفة تماما عما كانت تتخيله. ستكتشف أوروبا أخرى بعيدة عن الصور التي تنقلها وسائل الإعلام وعما كانت تقرأه في الكتب المدرسية.

وقالت الروائية إن الأسوأ من ذلك، أن هذه الشابة ستجد أختها قد تغيرت تماما ومتزوجة من رجل متطرف بإحدى ضواحي باريس، مما سيضطرها لبذل قصارى جهدها للخروج من هذا المنزل والاتجاه نحو التحرر عن طريق المعرفة.

ولفتت إلى أن الميزة الحقيقية لهذه الشابة التي تشكل مصدر قوتها، “أنه ليس لديها عقد ولا تخاف سواء ممن يسعون لاستغلالها، من قبيل المتطرفين، ولا ممن يريدون إقصاءها من عنصريين وكارهين للأجانب”.

وتجري أطوار هذه الرواية في جزأين ، في المغرب وفرنسا ، وتعالج قضايا جادة، على وجه الخصوص ، إشكالية التقليد- الحداثة والمد الأصولي في أوروبا ، من خلال التطرق لمواضيع تشكل طابوهات. وقالت ليلى باحساين “أنا لا أخاف من الطابوهات. أنا أكتب بإخلاص مذهل بدون رقابة ذاتية، وشخصياتي حرة بالمعنى الحقيقي للكلمة”.

وأبرزت أن “هذا النص مكتوب بلغة هجينة مميزة جدا بالمخيال المغربي . ولدت وترعرعت في المغرب ومخيلتي تسبح في هذه الثقافة المغربية التي تبرز في كتاباتي”، مؤكدة أن التنوع ثروة حقيقية ، واليوم نعيش في عالم لم تعد فيه الحدود الثقافية قائمة.

وتضيف الكاتبة أن “السماء تحت أقدامنا” “هي روايتي الأولى ولكنها ليست أول نص منشور. لقد كتبت ونشرت قصصا في المغرب وكذلك في فرنسا في مجلات أو إصدارات جماعية”.

وأبرزت أن الخبر السار هو أن هذه الرواية ستُترجم إلى اللغة العربية من طرف دار النشر (فيرغيل)، مشيرة إلى أنها بصدد الإعداد لنص جديد.

ولم تخف ليلى باحساين فرحتها بتقديم أولى رواياتها في معرض النشر والكتاب بالدار البيضاء واعتزازها بتنظيم هذا الحدث الثقافي الكبير المخصص للكتاب بالمغرب، داعية إلى المزيد من المبادرات من هذا النوع وتشجيع القراءة في صفوف الشباب.

 

 

 

اقرأ أيضا

المعرض الدولي “Gitex Africa Morocco” يجسد ريادة المغرب في المجال الرقمي والابتكار التكنولوجي

الخميس, 28 مارس, 2024 في 20:20

تنعقد الدورة الثانية من المعرض الدولي “جيتكس أفريقيا المغرب/Gitex Africa Morocco”، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، خلال الفترة من 29 إلى 31 ماي 2024 بمراكش، وتحت إشراف وزارة الإنتقال الرقمي وإصلاح الإدارة وبشراكة مع وكالة التنمية الرقمية، وذلك تجسيدا لريادة المغرب في المجال الرقمي والابتكار التكنولوجي.

استئناف الحوار الاجتماعي يؤكد رغبة الحكومة في التوصل إلى حلول لدعم الطبقة الشغيلة (بايتاس)

الخميس, 28 مارس, 2024 في 17:10

قال الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، إن استئناف جولات الحوار الاجتماعي يؤكد رغبة الحكومة في التوصل إلى حلول لدعم الطبقة الشغيلة.

الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري تدعو إلى صون حق المواطن في مضامين إعلامية يقظة وآمنة (بلاغ)

الخميس, 28 مارس, 2024 في 16:40

دعت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري إلى صون حق المواطن في مضامين إعلامية يقظة وآمنة، وذلك على خلفية قضية “اختلاق جريمة وهمية وبث معلومات زائفة” في برنامج إذاعي.