آخر الأخبار
زحف الرمال على الشبكة الطرقية بإقليمي العيون وطرفاية…الظاهرة تتجدد والآلة في المواجهة

زحف الرمال على الشبكة الطرقية بإقليمي العيون وطرفاية…الظاهرة تتجدد والآلة في المواجهة

الخميس, 14 يناير, 2016 - 10:11

إعداد: التهامي العم

العيون 14 يناير 2016 (ومع) تتعرض الشبكة الطرقية بإقليمي العيون وطرفاية بشكل مستمر، لظاهرة زحف الرمال، وهو ما يستدعي التدخل بشكل متواصل لإزاحتها من أجل ضمان استمرارية حركة السير من خلال استخدام عدة آليات لاسيما آلات التتريب وإزاحة الرمال.
ومن العوامل المؤدية إلى حدوث هذه الظاهرة، التي تستأثر باهتمام الخبراء والتقنيين بجهة العيون- الساقية الحمراء، من أجل إيجاد حلول ناجعة لهذه المشكلة البيئية، التكوينات التي تميز تربة المنطقة المتسمة بجفافها وقوة الرياح وسرعتها وقلة الغطاء النباتي الذي من شأنه التقليل من سرعة هذه الرياح وإيقاف زحف الرمال.
وتستمد هذه الظاهرة قوتها من الرياح الغربية التي تعمل على تحريك ممرين هامين للكثبان الرملية يتجاوز طولهما 100 كلم وعرضهما 8 كلم وهما ممر “الدراع” على بعد حوالي 5 كلم جنوب مدينة العيون وممر أخنيفيس على بعد 50 كلم شمال مدينة طرفاية.
وتعتبر هذه الظاهرة من بين العوامل التي يمكن أن تعيق حركة السير، خصوصا خلال فترات تردد الزوابع الرملية، وتتسبب في وقوع حوادث كثيرة وتقلص من مدة صلاحية الشبكة الطرقية ومن فعاليتها وهو ما يستدعي السهر على صيانتها.
ولضمان حركة السير على هذه الشبكة الطرقية بالجهة، قامت وزارة التجهيز والنقل بمجموعة من العمليات والتجارب من بينها إزاحة الرمال بآلات التتريب، وإزاحة الرمال وتثبيت الكثبان الرملية بواسطة المواد البترولية وإقامة مصدات لصد زحف الرمال وكذا عملية التثبيت عن طريق التشجير واعتماد مواد حصوية محلية.
وبخصوص عملية تثبيت الكثبان الرملية بالعواقد الهدروكربونية، أوضح عدد من المختصين المشرفين على هذه العملية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التجربة، بالنظر إلى نجاحها فقط على المدى القريب (في حدود سنة تقريبا)، مكلفة وتلحق ضررا بالبيئة وتشوه جمالية الطبيعة.
كما أن تقنية تثبيت الرمال بالمواد المحلية أبانت، حسب المختصين، على نجاعة وقدرة كبيرة في منع الرمال من اكتساح الشبكة الطرقية على المدى المتوسط (أي في حدود أربع سنوات) وبعد انقضاء هذه المدة تحمل الرياح من جديد رمالا من المحيط لتكتسح هذا التثبيت وتغطيه معلنة بذلك عن زحف جديد.
وتبقى منشآت تسريع الرياح المعروفة ب “المصدات”، حسب المختصين، دون جدوى بسبب عدم وجود معطيات دقيقة حول سرعة واتجاه الرياح خلال السنة وللتغيير المستمر لوجهة الرياح في اليوم الواحد وندرة المياه.
وفي هذا السياق، تعمل وكالة الحوض المائي للساقية الحمراء وواد الذهب على إنجاز مشاريع هامة تروم تدبير الطلب على الماء وتثمينه من خلال مشاريع شملت، على الخصوص، إعادة استعمال المياه العادمة بعد تنقيتها لسقي المساحات الخضراء والترفيهية لمحاربة الظاهرة، وكذا تدبير وتنمية العرض من خلال أشغال إنجاز أثقاب استكشافية بأقاليم العيون وبوجدور وطرفاية، كما شمل البرنامج حماية الموارد المائية والوسط الطبيعي والمناطق الهشة للحد من التأثيرات السلبية للعوامل الطبيعية والتأقلم مع التغيرات المناخية.
وفي إطار محاربة التصحر، تم على مستوى جهة العيون- الساقية الحمراء إطلاق عدد من المشاريع ضمن برنامج العمل الوطني لمحاربة التصحر الذي تم اعتماده منذ سنة 2001، والذي يرتكز على التخفيف من آثار الجفاف ومحاربة الفقر والمحافظة على الموارد الطبيعية والتنمية القروية المندمجة، كما استفادت الجهة من برامج مماثلة شملت محاربة زحف الرمال وتحسين المراعي وخلق أحزمة خضراء والمحافظة على المياه والتربة وتثمين التنوع البيولوجي.
واعتمدت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مخططا يرتكز على عدة محاور، من بينها محاربة زحف الرمال بالتثبيت الميكانيكي والبيولوجي للكثبان الرملية في منابعها على مساحة تصل إلى 1200 هكتار وإقامة 8ر15 كلم من الحواجز التي مكنت من حماية التجهيزات والبنيات الأساسية بإقليم العيون وخاصة مطار الحسن الأول بالعيون والمحيط السقوي لفم الواد والمحطة الحرارية للمكتب الوطني للكهرباء وبإقليم السمارة وقرية الصيادين ببوجدور وواحات النخيل بكل من كلميم و طاطا إضافة إلى حماية نقط الماء والسواقي.
وبخصوص تخليف التشكيلات الغابوية المحلية التي تحد من زحف الرمال وتحافظ على التوازن الإيكولوجي، أبرز المصدر أنه وعيا بضرورة حماية وتخليف الأشجار التي تتعرض لإكراهات مرتبطة أساسا بالتقلبات المناخية و الرعي الجائر و الاستعمال المفرط لحطب التدفئة، تم تجديد 5410 هكتار من غابات الطلح و 460 هكتار من غابات الأركان، مشيرا إلى أنه سيتم مستقبلا توسيع نطاق التشجير ليشمل مساحات أكبر وذلك على ضوء النتائج المشجعة و المحصل عليها فيما يخص تأقلم الطلح الصحراوي مع محيطه وكذا تقنيات الإنبات و التشجير وعمليات الصيانة والسقي.
وخلص المصدر إلى أنه تم في إطار البرنامج إنشاء أحزمة خضراء حول مدن العيون والسمارة والداخلة على مساحة 974 هكتار بغية خلق فضاءات للترفيه والاستجمام وتلطيف الجو للساكنة وذلك باستخدام النباتات المحلية المقاومة للملوحة والظروف الطبيعية القاسية.
ولئن كانت ظاهرة زحف الرمال تشكل أحد أبرز التحديات البيئية التي تواجه الأقاليم الجنوبية للمملكة، وتساهم في حدوثها عوامل بيئية كقلة الغطاء النباتي وضعف تماسك بنيات التربة ووجود طاقة هائلة لإنتاج الرمال، فان التدبير العقلاني لهذه الظاهرة سيشجع على المزيد من الاستقرار بالمنطقة وسيساعد على إقامة نسيج حضري مؤهل لجذب الاستثمارات وكسب رهان التنمية المنشودة.

اقرأ أيضا

كيغالي.. اجتماع اقتصادي مغربي-رواندي لبحث فرص الاستثمار في البلدين

الجمعة, 17 مايو, 2024 في 20:20

انعقد، اليوم الجمعة بكيغالي، اجتماع اقتصادي مغربي-رواندي بهدف بحث فرص الأعمال المتاحة لرجال الأعمال في البلدين، وذلك بحضور وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور.

إقليم سطات: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعطي زخما كبيرا للقطاع الصحي خاصة صحة الأم والطفل

الجمعة, 17 مايو, 2024 في 19:59

أعطت المرحلة الحالية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية زخما كبيرا وأهمية للقطاع الصحي وخاصة في ما يتعلق بصحة الأم والطفل، كما عززت بشكل كبير البنيات التحتية والتجهيزات في القطاع الصحي.

المغرب أول دولة إفريقية وعربية تنفذ التوصية المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (مساعدة المديرة العامة لليونسكو)

الجمعة, 17 مايو, 2024 في 19:31

أكدت مساعدة المديرة العامة لليونسكو لقطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية، غابرييلا راموس، اليوم الجمعة بالرباط، أن المغرب يعد أول دولة إفريقية وعربية تنفذ توصية اليونسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية